• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 0  0  1149
النعمان حسن
لدغة عقرب النعمان



رحمة بالكرة وبالجمهور البطولة تنتهى بصافرة الحكم



منذ ان عرف السودان ما سمى بالدورى الممتاز وهو فى واقع الحال ليس كذلك وذلك لانه عبر تاريخه مقسم على ثلاثة فئات الفارق كبير بينها :

1- الفئة الاولى صراع ثنائى بين ناديى القمة على المركزين الاول والثانى .

2- الفئة الثانية ثلاثة او اربعة اندية على الاكثر يحتلون منطقة الوسط بعيدين عن التهديد بالهبوط ويتنافسون على المركزين الثالث والرابع من اجل المشاركة الخارجية حسب الفرص المتاحة ان وجدت

3- الفئة الثالثة بقية اندية الممتاز والتى تتنافس على معركة البقاء فى الدرجة الممتازة

والثابت ايضا ان الامكانات المادية هى التى حددت هذا التقسيم الذى ميز بين الفئات الثلاثة مع التفاوت النسبى حيث تتمتع القمة بجانب ذلك باحتكار الجماهير والاضواء الاعلامية يؤكد ذلك انقسام الصحف الرياضية والكتاب الصحفيين بين اللونين الاحمر والازرق

اكيد هذاوضع مختل بالرغم من ان التقارير الاحصائية التى لا تقوم على تقييم فنى تعطى دورى السودان مكانة لا تمثل الواقع اذ لايمكن لدورى يحتكره فريقان يتصف بالقوة فنيا الامر الذى يؤكده ضعف الفريقين الابطال فى المنافسات الخارجية لانهما لا يواجهان فرق منافسة قوية محليا لينطبق عليهم مثل(اسد على فى الحروب نعامة)

قراءة هذا الواقع ولسنوات خلت فان اى لقاء لفريقى القمة مع اى طرف ثالث فهو محسوم النتيجة سلفا لصالح فريق القمة واى نتيجة غير هذه تبقى شاذة نشهدها من حين لاخر فى حالات قليلة وقلتها لهذا فان فوز القمة فى مواجهة اى من اندية الممتاز ليس بالخبر وانما الخبر اذا خسراوتعادل مع اى فريق لهذا ففوز القمة لا يشكل حدثا فى هذه الحالة وولا يستحق اكثر من بضعة اسطر تنقل الخبر لمن لا يعرفه ان وجد ولكن ولاسباب تجارية وبسب الولاء المطلق لواحد من الشعارين جعل من فوزها على الفريق المتواضعة حدثا كبيرا وهو ليس كذلك (لانه متوقع بكل المقايس) ويجعلوا منه خبرا يوازى الفوزببطولة الدورى وبطولة خارجية.

واقع مؤسف فرضه الاعلام بشتى مكوناته من صحافة وازاعات وفضائيات حتى اصبح كل اسبوع هو بطولة قائمة بذاتها احتفاءات تصل حد المبالغة لتصدر هذا وذاك لليوم الاول ثم الاسبوع الاول وهكذا يفرص الاعلام على المنافسة ان تعيش الاحتفاء بالبطولة كل اسبوع بل كل يوم.

فاز الهلال فى اول مباراة على الفريق الصاعد وقبل ان تلعب المباريات الاخرى فاعلن الاعلام الازرق صدارة الهلال للدورى وجاء اليوم التالى ليفوز المريخ على الرومان باهدف اكثر فخرج الاعلام الاحمر بانتزاع المريخ الصدارة من الهلال فى اليوم الثانى ولا تزال هناك مباريات بين فرق اخرى لم تلعب ربما يحقق واحد منهم فوزا باهادف اكثر لينتزع الصدارة.

ده اسمه كلاه والاعلام يفرض على القاعدة الرياضية ان تحتفل بالبطولة كل ساعة وكل يوم وكل اسبوع.
ليس هناك ما يمكن قوله لكل من يساهم فى هذا الواقع المؤسف غير جملة واحدة:

(رحمة بالكرة وبالجمهور من هذا التزييف) فاذا كانت مباراة كرة القدم لاتنتهى الا باعلان الحكم صافرة النهاية لتعرف النتيجة حتى لو كان هناك طرفا متقدما باى عدد فقد ينقلب الحال فى اى لحظة ما دامت المباراة تحت اللعب فان بطولة الدورى او البطولة الخارجية لن تتحقق مالم تنطلق صافرة الحكم فى اخر مباراة تحدد البطل لهذا فان اى احتفائية قبل هذه الصافرة عبث لا مبرر له ونوع من التهريج لمصالح خاصة لا تمت للمنافسة بصلة. فكم من مرة كان واحدا من القمة متفوقا بعدة نقاط قبل ثلاثة اسابيع فقط من صافرة النهاية لاخر مباراة وانقلب الحال ليحقق البطولة الفريق الاقل نقاطا لهذا
فان البطولة ايا كانت لا يحتفى بها الا مرة واحدة عندما يطلق حكم اخر مباراة صافرته التى تحسم مصير البطولة وليس قبل ذلك

اقول هذا وانا اعلم ان الحال لن ينصلح لان مصالح الاطراف المعنية تقوم على الاتجار بهذا الواقع فالاعلام الملون لن يضيع الفرصة للمتاجرة كل اسبوع والكاتب الاحمر او الازرق لن يهدر الفرصة سواء بالمجيد او التبخيس حسب لغة السوق.والادارات هى الاخرى سعيده بهذا الواقع مادام الاحتفاء يها وعظمتها وانجازاتها يتم تبادلها كل اسبوع حسب النتائج الوقتية اذ ليس هناك من يسيطر على الببطولة من اول يوم حتى اخره لحظة لهذا فكل من الاداريين سيعيش التهليل والتكبير مع كل فوز يحققه ويمنحه الصدارة مؤقتا حتى ينجلى الحال فى نهاية الامر فالمصالح تجمع كل الاطراف والضحية الكرة والجمهور والحقيقة الضائعه طوال الموسم الى ان تحسمها صافرة الحكم فى النهاية ليصبح التهريج حصريا على جهة واحدة.

هذا الوضع يذكرنى بنكتة انجليزية تقول ان عامل بناء كان يعمل فى تشييد عمارة من 14طابقا وسقط اثناء العمل فكان اثناء سقوطه وهو متجه نحو الارض حيث يلقى مصيره الحتمى الا ان كان كل ما مر على طابق كان يضحك ويقول لنفيسه (سو فار سو قوود) حتى الان كويس الى ان بلغ الارض ليكف عن الضحكوعن ترديد مقولته.

يبدو اننا نعمل بهذه النكنة ويبقى واحد فقط الذى سيضحك اخيرا اما الخاسر من القمة ف-------
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019