• ×
الجمعة 10 مايو 2024 | 05-09-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 2  0  1665
كمال الهدى
تأمُلات

ما براك الممكون يا معتصم كنون

كمال الهدي

kamalalhidai@hotmail.com



· نطالع منذ أيام أخباراً عن المشاكل المالية التي يواجهها مجلس المريخ والمطالبات التي تنهمر عليه كالمطر، بما في ذلك مطالبة فنادق كنون.

· وهي ليست المرة الأولى التي يماطل فيها مجلس المريخ مختلف الفنادق التي تؤوي أفراد بعثاته الرياضية خلال معسكراتهم الكثيرة.

· وفنادق كنون وصاحبها أخونا العزيز معتصم كنون ليس استثناءً عن قاعدة التملص من دفع حقوق الآخرين التي تمارسها مجالس إدارات الأندية عندنا، وعلى رأسها مجلس المريخ.

· والأمر ليس جديداً حتى لا يظن البعض أنه مرتبط بذهاب الوالي.

· فقبل سنوات من الآن وأثناء إجازتي السنوية عايشت أزمة شبيهة مع فندق فالكون الذي كان يديره آنذاك ابن شقيقتي صلاح هارون ويقع ضمن إشراف الأخ معتصم كنون.

· لم يسدد مجلس المريخ وحتى يومنا هذا المبالغ المستحقة عليه للفندق وظلت إدارة الفندق ( تطارد) مجلس الوالي على مدى أكثر من عام لتسديد ما تبقى من الفاتورة ( نحو 90 مليوناً) إن لم تخني الذاكرة.

· تخيلوا مبلغ مستحق منذ العام 2008 لا يتم تسديد حتى العام 2013! شيء لا يصدق وبرضو هناك من كانوا يرددون تلك العبارة غير المحببة " الكاش يقلل النقاش".



· كتبت وقتها مقالاً تم نشره بصحيفة حبيب البلد عاتبت فيه مجلس المريخ على مماطلته تلك وعدم التزامه بدفع حقوق الآخرين وتركيزه فقط على الاستعراض حتى وإن كلفه ذلك ضعف ما يستحقه منه البعض حقيقة ولا يجدونه.

· لم يسبق أن أتيت على سيرة الأخ معتصم في أي من مقالاتي رغم أن ما يربطنا به علاقة أسرية متميزة تعود لفترات ما قبل عودته للسودان وتأسيس عمله التجاري فيه، لأن مساحة العمود لا يفترض أن تخصص لحملات العلاقات العامة.

· حينذاك ورغم أنني لم أذكر اسم معتصم في المقال، لم يشعر الرجل الخلوق بالارتياح وقال لي ما كنت أريدك أن تتطرق لهذا الأمر لأنني لا أريد أن أبدو كمن يطارد الآخرين للحصول على أمواله وأنهم سيدفعون له مستحقاته إن عاجلاً أم آجلاً، ولا أدري إن سألت معتصم اليوم عن ذلك المبلغ غير المدفوع إلى هذه اللحظة بماذا سيجيبني.

· تخيلوا صاحب حق يستحي عن المطالبة بحقه في حين أن من أتوا بلاعبيهم وجهازهم الفني وأطعموهم ووفروا لهم الأسرة وكل سبل الراحة على حساب الفندق خرجوا منه دون أن يدفعوا ما عليهم وظلوا يماطلون على مدى عام كامل دون أن يطرف لهم جفن!

· لكنني هذه المرة أذكر معتصم بالاسم لأنني أصلاً لم أكن على قناعة بتوجهه للعمل في السودان ومع الوسط الرياضي تحديداً.

· فقد كان الفتى يسير أعماله التجارية على أفضل حال بين لندن ودبي ولم يكن بحاجة لإدخال نفسه في عش الدبابير.

· لكنه كرجل أعمال شاب لا يتهيب المخاطرة آثر أن يأتي بأمواله للبلد ظناً منه أن في ذلك الكثير من الخير له ولبلده.

· لكن فات على ود كنون أن أنديتنا واتحاداتنا الرياضية ووسطنا الرياضي عموماً مليء بالمشاكل والتهرب من الالتزامات الأخلاقية منها والمادية، وأنه بحكم تربيته ونشأته الراقية غير مؤهل للتعامل مع وسط مليء بأساليب الزوغان والتملص.

· وقد جئت على ذكر صاحب فنادق كنون اليوم لأن المريخ كررها معه للمرة الثانية وقد علمت من الأخبار التي تناقلتها الصحف بالأمس أن سلسلة فنادقه تقدمت بشكوى ضد مجلسي المريخ والهلال لأنهما لم يدفعا له أمواله، كما أن محامي مجلس الهلال ( جاب عجاجا يلوي) كما نقول.

· كما علمت من مصدر قريب جداً من الدوائر الهلالية أن محامي الهلال ذكر في المحكمة أنهم لا يعرفون فندقاً باسم كنون ولم يسمعوا عنه أصلاً!! من حدثني بهذا الأمر أبدى اندهاشه من حديث المحامي.

· ولك أن تتخيل عزيزي القارئ.. يعني أي متابع للكرة وفريق الهلال حتى إن كان يعيش في الواغ الواغ لا شك أنه سمع بأن فريق الكرة بالهلال أقام بفنادق كنون أكثر من مرة، فيما ينكر محامي النادي مجرد سماعه بهذا الاسم.

· ويبدو أن الجماعة كملوا صبرك أخي معتصم وقد عهدناك صبوراً، لكن هؤلاء يكملوا صبر آل ياسر أنفسهم إن قُدر لهم أن يعيشوا في زمنهم.

· المشكلة التي تسترعي الانتباه هي أن بعض، أو قل معظم الإداريين عندنا لا يحترمون المؤسسات الكبيرة التي يديرونها.

· فمن غير المعقول أن تصرف مجالس الإدارات أموالاً طائلة على أنصاف المحترفين الذين يأتون بهم كل عام لمجرد أن ذلك يعود عليهم بالأضواء التي يرغبون فيها، بينما تتجاهل هذه المجالس حقوق آخرين حتى وإن كانت بسيطة، لكونها بعيدة عن وسائل الإعلام ولا تضيف للصورة الجميلة التي يبحثون عنها الكثير.

· بمعنى آخر يضحي هؤلاء الإداريون بسمعة أنديتهم من أجل تحقيق مكاسبهم الشخصية.

· وهذا وضع مخزي وبائس ولا يفترض أن يستمر.

· فمن المعيب تماماً أن يطارد أصحاب الفنادق ووكالات السفر وغيرهم من المؤسسات الخدمة مجالس الإدارات لتسديد ما عليهم من ديون تطول مدتها دون أن يلوح في الأفق أي أمل في إعادة الحق لأهله.

· كل هذا يحدث لأن أنديتنا وجماهيرها الكبيرة تصر على ترك الجمل بما بحمل فيها لأشخاص يفعلون بها ما يحلو لهم دون مساءلة.

· طالما أن الرئيس يسمع من يرددون كل يوم أنه هو الممول، لذلك يظن أن من حقه أن يدفع لمن يريد أن يدفع له وأن يحرم من يريد من حقوقه المشروعة، وبذلك ( تتمرمط) سمعة هذه الأندية.

· لو أن هذه الجماهير أرادت لهذا الوضع البائس أن يتغير لتغير بكل سهولة.

· فالإصرار على نيل العضوية وتوسيعها لتشمل أعداداً أكبر من جماهير هذه الأندية ومساهمة هؤلاء الأعضاء المادية في أنديتهم كان من الممكن أن يفرض واقعاً جديداً.

· لكن المحزن أن هذه الجماهير مستمتعة بوجود رجل مال على رأس كل جهاز إداري وكلما ثارت هذه الجماهير يكون ذلك فقط من أجل استبدال هذا الثري بآخر، ولم يحدث أن ثارت الجماهير من أجل أن تؤول لها هي نفسها إدارة الأندية عبر المساهمة الفاعلة والمشاركة في اتخاذ القرارات وتحويل هذه الأندية لشركات.

· خلال الفترة الماضية تابعنا جميعاً حكاية الاعتصام في نادي الهلال وسمعنا وطالعنا الكثير جداً من الكلام حول قضايا المعتصمين التي صارت قضايا بين عشية وضحاها بعد أن كانت قضية واحدة.

· لكن الشيء الأكيد أن معظم المعتصمين الذين فضوا اعتصامهم في النهاية دون أن نفهم على أي أسس انفض- لم يكونوا أعضاء في نادي الهلال.

· اعتصموا وتعبوا وساهروا وفي النهاية توسط بينهم وبين مجلس الإدارة رجل المال الكاردينال الذي صار هو أيضاً قطباً هلالياً ( فخيما) بين عشية وضحاها دون أن نعرف له سابق علاقة بالهلال ولا بالرياضة.

· وأنا أكثر من متأكد من أننا لو سألنا الكاردينال اليوم عن تفاصيل المشكلة التي توسط لحلها لأدركنا أنه لا يعرف عنها سوى خطوط عريضة مما يردده الناس.

· فكيف بالله عليكم لوسيط أن يحل مشكلة هو غير ملم بتفاصيلها!

· كل ما في الأمر أن إعلامنا الرياضي يلمع لهذا اليوم ولذاك غداً ويمنح كل من يرغب في الأضواء القدر الذي يرضيه منها ولتذهب مؤسساتنا الرياضية إلى الجحيم طالما أن مصالحهم الشخصية تتحقق.

· لا أفترض عدم دراية الكاردينال بتفاصيل المشكلة افتراضاً، لكنني وصلت لذلك من خلال حواره مع قناة قوون، فقد وضح لي جلياً يومها أنه يتحدث في أمر لا يعلم عنه الكثير.

· وكل ما كان يهم الكاردينال هو أن يقال عنه أنه لعب دور الوسيط وحل المشكلة، ولا يهم أن تتجدد المشكلة غداً أو بعد غد.

· نسأل الله طبعاً ألا يختلف الأهلة مجدداً وأن ينتظروا اكتمال فترة هذا المجلس وبعد ذلك فليترشح من يريد.

· لكن ما نرغب فيه ونتمناه هو أن تتغير أسس انعقاد الجمعيات العمومية لأنديتنا، سيما الكبيرة منها وأن تتوسع العضوية وأن تنتهي نغمة العضوية المستجلبة حتى لا نستنسخ مآسي الماضي واليوم ولكي نحلم بغد مشرق.

· وبالطبع لا يمكن لهذا الغد المشرق أن يتحقق قبل أن تتحرر أنديتنا من حكم الأفراد.

· أعود لموضوع أخونا معتصم وأقول له ما براك الممكون يا ود كنون فهناك أكثر من لاعب ومدرب أجنبي يطالبون بحقوقهم من أنديتنا وبلدنا صارت طاردة بسبب سياسات أدت لتصرفات عجيبة وغريبة لذلك تجد ( الحريف ) في أعرافهم طبعاً هو من يكدس أموالاً بالكوم ثم يخرجها ليهنأ بها بالخارج، أما من تربوا على الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة والتمسك بالأصل مثلك فيقعون في الفخ دائماً حيث يصنعون أمجادهم بالخارج ويأتوا بأموالهم على أمل الاستثمار في وطنهم فيحدث لهم ما تعاني منه حالياً، فكان الله في عونكم أنت وأمثالك وهم بك تأكيد قلة قليلة.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سيف الدين خواجة 01-12-2013 10:0
    اخي كمال ابوحسام ما بتصدق لو قلت لك ظللنا نطالب بالعضوية والمؤسسية منذ عام 1971واذا لم تقم المؤسسية فكيف تقوم العضوية وتستطيع الان وفي ظل هذه الفوضي ان تستخرج بطاقة عضوية وعند اول محاولة لاستعمال حقك تجد اسمك سقط او يقولون لك كان ذلك زمن كذا وقد لا تصدق ارسلنا اكثر من مرة اشياء للهلال ولم نجد حتي من يستلمها واذا وجدناه تضيع ثاني ولا تعرف اين ذهبت فقد ارسلنا مضخات لرش النجيل ايام البابا واحتفلوا بها ثم اختفت الي يوم الناس هذا وتصور حتي كتابة هذه السطور لم نتلقي اي افادة ولو شكر علي ما قمنا به مع انه من حر مالنا الذي اثرنا به الهلال علي اولادنا من دراسة لم تكتمل ومنزل معطل واغتراب اكثر من 30سنة بعد كل هذا ننتظر غدا افضل مع هذه الفوضي التي تلف البلد من قمة راسه الي اخمص قدمية نحن بلد نغرق او كما قال احمد بهاء الدين غرقنا اتركونا نخرج !!! كان ذلك ايضا منذ 30عاما فما الذي حدث غير ازدياد المحنةوالازمات انها محنة النخب!!!!!
  • #2
    عاشق الهلال 01-12-2013 08:0
    هذا المقال لا يشبهك اخى كمال فكونك كاتب رأى يجب ان تنأى بنفسك عن استغلال المساحة فى الدفاع عن حقوق اقاربك ومثل هذه الامور مكانها القضاء وليس اعمدة الصحف و ان كان الظلم و هضم الحقوق مرفوضا وهو امر للاسف يحدث من معظم الاندية و يستحق ان يكتب عنه الا ان الكتابة يجب ان تكون فى اطارها العام رفضا للظاهرة و ليس هجوما على المريخ او دفاعا عن ابن اختك او معتصم كنون و كم من الفنادق التى شكت من هضم حقوقها فى عهد صلاح ادريس ولم تكتب كلمة حق وقتها
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019