بالمرصاد
الصادق مصطفى الشيخ
تابين نقد فظاعة الموقف
لم تكن مبادرة الرياضيين المشاركة فى مهرجان تابين فقيد الامة السودانية محمد
ابراهيم نقد بغريبة عليهم فقد ضاقت سعة الملعب من نجوم الكرة السودانية اصحاب
اللمسات السحرية بل تسابقوا عقب المباراة ليدلوا بما يعرفونه عن الفقيد انه
نقد الذى يصعب الحديث عنه ففى حضرته كنا نجزم باستحالة ذلك ولكن الان وضح حتى فى غيابه ان الحديث اكثر صعوبة كما دلت التجارب والمجريات
لقد انجزت اللحنة الرياضية ما فشل عنه اتحاد قائم بكل صلاحياته وجمعت الجماهيرالمتعطشة لرؤية مباراة خالية من الشد والجذب والتناوش الادارى والفشل الزريع وكان التنظيم التلقائى سيد الموقف ساعدتهم جلالة المناسبة وعظمة المؤبن الذى اجبر الكل على ان يصنتوا حتى فى وقت صمت الهواء الناقل للصوت
لقد ارثى نقد بفره الناصع وقلبه الملئ بحب الوطن والحزب تقاليدا بانت فى
التفانى والتسابق على رده وما الحشود التى شيعته لمثواه الاخير الا خير شاهد
ودليل على مكانته فى القلوب والافئدة وان سال سائل كيف اعتلى نقد هذه المكانة
من القلوب وهو قد قضى 80% من حياته بين المحابئ والسجون لتكون الاجابة الصمت المطبق او لله فى خلقه شئون من اين استمد نقد كل هذا الحب ولماذا قد تبدو الاجابة سهلة لانه دائم الابتسامة كثير المداعبة لمن يعرف او لا وان كنت لا اتذكر قفشاته فى الرياضةالا واحدة رواها من كانوا حضورا بالقصر الجمهورى قبل انفصال الجنوب سلفاكير ومنى وبقية قادة الاحزاب الصادق المهدى واخرين وكان الجميع يهمون بمقابلة الرئيس الحرس وحده الذى يسمح له بالدخول والخروج الا واحدا نحيل السم كان دائم الحركة الشئ الذى جعل الراحل نقد يسال عنه فجاءته الاجابة من واحد فقط بين الحضور كان رياضيا متابعا لنشاط الناشين والتعيين اللعين الذى اتى به انه ابو هريره حسين فقال نقد ومن هو ابوهريرة فجاءته الاجابة بانه الذى اطلق عليه رئيس الجمهورية الفتى المدهش فقال بعفوية عليكم الله البشير ده ذاته ما مدهش فعج القصر بالضحك حتى ظن الحرس ان انقلابا قد حدث وتحولت كافة الوحدات الى قاعة الاستقبال واظن بعض الحضور ما زالوا يضحكوا حتى اليوم ومن غرائب الصدف ان ابوهريرة مثار الضحك المذكور قد غادر الاروقة بايام رغم انه جاء بتوصية من اعلى جهات الدول لا علينا فقد غادر الترابى الذى دبر الانقلاب على الديمقراطية فالانقاذ مليئة بابوهريرة والترمذى مع وقف التنفيذ لكن الراجح ان نقد استمد خفة الظل ووداعة القلب والانسانية وعظمة الفكر والاخلاص للمبدأ من حبه العميق للوطن والناس حتى جلاديه الذين تركوه يغادر الفانية وهو لا يملك جزءا من مائة متر من ارض السودان المستقطعة من المليون بعد فصل الجنوب انها عفة اليد واللسان طهر القامة والاستقامة وهى التى اورثها لاله ولحزبه وما اعظمها تركة
تبقى مثل الشجرة الطيبة اصلها ثابت وفرعها فى السماء
ان بكرت يا نقد بالرحيل فانك قد ارسيت واوفيت وجعلتنا نعانى فى نلاحق كتفك ولو باضعف الايمان التحية للرياضيين ممثلين فى قدامى اللاعبين وان كان حاضرا لما ترك احدكم يذهب دون ان يتلقى هدية وما اعظم هداياه فكرة او نكتة او مداعبة وما احلى ساعات الجلوس الى نقد او سماعه متحدثا فى ندوة او لقاء
رحلت يا بطل لم ترحل البطولة جارينك نحن ودارينك الما من شعبنا ما منك
للشمش حا تمشلى مبارينك فخرا للشعب السودانى والطبقة العاملة الثورية
مرصد اخير
فى غمرة انشغالنا بالتحضير لتابين فقيد الوطن طالعنا من خارج نصوص
الاستاذ النعمان حسن ما يفيد بان نفسه ان يستطيع فهم ما اكتب رغم انه قام
بالرد على اكثر من عشرة مقالات او سطور سطرتها خلال السنوات الماضية اما
الان فقد اكد انه فهم مغذى ما كتبت حينما عمل مقارنة بينى ووالدى وعمى
رحمهم الله رحمة واسعة ولا ادرى لماذا يصر على اقحامهم كلما تناولنا ما
يتبناه من اراء فقد قلنا انه عامل ملف طرد الصحافيين بافلاس ولن نزيد او
نتراجع وله التحية والاحترام
دمتم والسلام