ماذا حقق رئيس الإتحاد من توصيات الفيفا الطبية
من الطبيعى ان يصدر عن المريخ بيانا يغلب عليه الإنفعال او التعجل لإن الحدث لم يكن حدثا سهلا متوقعا بحيث تسهل معه السيطرة على الأعصاب خاصة ان مباريات الممتاز نفسها اصبحت تجرى وسط اجواء متوترة تجاه الحكام كما ان مباريات بعينها اكثر حساسيةمن اخرى ومع ذلك فإنه يحمد للمريخ ان قيادته ما أن تبينت بان الوفاة لم تكن نتيجة اى عنف او إحتكاك وانه القدر الذى اودى بحياة افضل لاعبيه وسط دهشة وحيرة كل السودانيين فكان ان سارع قادة المريخ واصدروا توضيحا اكدوا فيه ان الوفاة طبيعيةنتيجة سكتة قلبية وكانوا فى بيانهم الأول قد تعرضوا لما اسموه تقصى الحقائق للوقوف على سبب الوفاة ومتابعة العدالة إن كان هناك ما يستدعى ذلك ولما تقصوا الحقائق وحسم الطبيب الشرعى سبب الوفاة وشهد بعض لاعبوا المريخ بعدم وجود اى إعتداء على اللاعب سارعوا وإلتزموا جانب الحقيقة.
ولكن السؤال لماذا ينفعل قادة الإتحاد ولماذا يصدروا بيانا مستفزا للمريخ وسط هذه الأجواء المشحونة بالتوتر بدلا من ان يعملوا على تلطيف الأجواء لتهدئة ردود الفعل الجماهيرية التى كانت فى قمة الإنفعال.طبيعى ان تكون ردود فعل المريخ بعد بيان الإتحاد اشد عنفا وتصعيدا للموقف وهذا ما يسأل عنه الإتحاد.
ولكن القضية التى تستحق الوقوف فيها بهدوء وهى ما كشفت عنه الواقعة من سوء إستعداد لمواجهة الحادث بصورة مزرية فلقد راينا كيف ان اللاعب ظل منكفئا على نفسه لفترة لم نلمس فيها اى جهد من اى جهة لإسعافه إن كان بحاجة لذلك حتى لو كان الضحية بلع لسانه كما اشيع فمن سعى لإنقاذه من ذلك لاأحد وهذا مؤسف.بالطبع لم يكن بمقدور احد ان يحول دون القضاءوالقدر ولكن كان لابد ان يكون هناك جهدا مبذولا لتارك الخطر حتى نطمئن ان اللاعبين تحت ايدى امينة.الا ان تسجيل المشهد يقف دليلا على غياب تام سواء من الجهاز الطبى للمريخ ومن الإتحاد العام ومسئوليته بعكس ما يتوهم البعض اكبر من مسئولية المريخ.
ولعلنى هنا اكشف عن سر خطير وهو ان الفيفا قد نظمت مؤتمرا طبيا شارك فيه اكثر من 470 ممثلا للإتحادات الوطنية على مستوى العالم فى زيورخ فى الفترة 17 و18 اكتوبر 2009 اى قبل اقل من ستة اشهر وكأن الفيفا كانت تدرك اننا مقبلين على هذا الحدث ويا لها من مفارقة فلقد شارك الإتحاد السودانى بممثلين فى هذا المؤتمر تردد انهما رئيس الإتحاد وطبيب مرافق.ولا ندرى لماذا رئيس افتحاد إن صحت المعلومة ولم يكن طبيبا ثانيا
وفى هذا المؤتمر الذى نظمت على شرفه اكثر من ورشة طبية كان من اجل تفعيل دور الأتحادات فى توفير العناية والحماية الطبية للاعبين وبصفة خاصة لمواجهة حالاات الموت المفاجئ ولقد اصدر هذا المؤتمر العديد من القرارات والتوصيات التى يستوجب العمل بها وكان المؤتمر لإهميته تحت إشراف المستر بلاتر شخصيا الذى إفتتحه وإختتمه مما يؤكد موقف الفيفا وحثها على دور الإتحادات فى توفير الحماية والقدرة الإسعافية والتوعية بل وكان من اهم توصيات المؤتمر تأهيل حكام المباريات لمواجهة هذه الحالات ولقد راينا كيف كان حكم المباراة وكأنه واحد من المشجعين بل ربما كان دور المشجع اكبر بإنفعاله ومشاعره.
والسؤال هل كانت مشاركة الإتحاد نزهة سياحية وما الذى حققه الإتحاد على ارض الواقع من هذه التوصيات التى صرفت عليها الفيفاالملايين حماية للاعب إذا كا إيداهور يبقى ملقيا ومنكفئا على نفسه على تلك الحالة التى رصدتها الآت التصوير لتشهد العالم ويا ترى ماذا تقول الفيفا لو انها وقفت على هذا التسجيل لتندم على تلك الرحلة السياحية وما يصحبها من نثريات فى مؤتكر لم يشهد الواقع السودانى منه شيئا.
ثم اخير هل الفيفا فقط مصدر تهديد وماذا عن من يلقى بتوصياتها فى سلة المهملات حتى على حساب ارواح اللاعبين.
ملحوظة نجرى حاليا عملية ترجمة للمؤتمر الطبى وسوف اقوم بنشرها قريبا.
قلت إن بيان المريخ كان يغلب عليه الانفعال والتعجل، ثم قلت لماذا ينفعل قادة الاتحاد ويصدروا بياناً مستفزاً للمريخ
أولاً نادي المريخ يتبع للاتحاد وليس العكس
ثانياً إدارة نادي المريخ كان يجب أن تلتزم الهدوء وضبط النفس والحكمة والحنكة في مثل هذه الأمور وتصدر بياناً متزنا لا يلمح باتهام الآخرين أو يوحي للجماهير بأن هنالك معتد لا بد من تعقبه ومحاسبته. لأن هذا ربما أدى إلى انفراط الأمن وتهديد الأرواح والممتلكات للخطر ووقوع ما لا يحمد عقباه. والحمد لله أنه أصيب 7 من الأمل فقط وهم لا ذنب لهم غير إن ادرايي المريخ تصرفوا بلا وعي وعدم مسئولية داخل الملعب، وخارجه.
وإن لم تعرف إدارة المريخ التعامل مع هذه الحالات فهي غير جديرة بالاستمرارية
بيان الاتحاد كان معقولاً لأن أمن البلد أكبر من المريخ والهلال وغيرهماوهو منطقة محظورة يجب أن نتوخى الدقة دائماً في الاقتراب مما يعكر صفوها.