تأمٌلات
أولاد المنتخب أسعدونا وناس الرشيد ونسونا
كمال الهدي
hosamkam@hotmail.com
· لا شك في أن الفوز على زامبيا يسعد ويثلج الصدور بوصف هذا المنتخب بطلاً لعموم أفريقيا.
· وقد شعرنا بشيء من الفخر ونحن نتغلب على هؤلاء الأبطال الشباب في مباراة الأمس.
· لكن يجب ألا تنسينا الفرحة بهذا الانتصار أن كرة القدم هكذا.. يوم تعطيك ويوم تأخذ منك.
· وبكل تأكيد لا يعني الفوز على بطل أفريقيا أننا صرنا الأقوى في القارة السمراء، أو أننا بدأنا رحلة الصعود إلى أعلى.
· فقد عودتنا الأندية والمنتخبات السودانية على الصعود بالزانة في مباراة قبل أن تهبط بنا إلى القاع بأسرع مما ارتقت.
· لهذا يجب أن نبني على هذا الانتصار كدافع معنوي لا أكثر.
· أما إن توهمنا أننا نسير في الطريق الصحيح وعدنا للحديث الممجوج عن النهضة التي تشهدها كرة القدم السودانية والنقلة النوعية التي أحدثها فلان وعلان، فسوف نخدع أنفسنا للمرة المليون.
· وقد بدأت تباشير ما أحذر منه بمجرد أن أعلن حكم اللقاء صافرة النهاية، بل قبل ذلك بقليل.
· فقد سمعت مساعد مدرب المنتخب إسماعيل عطا المنان يقول بعد نهاية المباراة مباشرة أن هذا الفوز يؤكد ما معناه أن هزيمتنا أمام زامبيا في النهائيات الأخيرة لم تعكس واقع حال منتخبنا.
· والحقيقة طبعاً عكس ما ذهب إليه الرجل.
· فكل هزائم منتخبنا خارجياً تعكس الواقع الحقيقي لكرة القدم السودانية.
· ولو أن زامبيا هزمتنا في النهائيات لأي أسباب بخلاف تفوقها علينا، فهو أيضاً خطأ يتحمله الجهاز الفني ولاعبي المنتخب وليس سواهم.
· لذلك توقعت من أسامة أي حديث غير ما بدأ به رسالته لمتابعي الإذاعة، ولذلك لم انتظره يكمل ما بدأه خطأً.
· المؤسف أنني لن أتمكن من تناول النواحي الفنية للمباراة، لأن قنواتنا الفضائية العديدة لم تتمكن من نقلها.
· قالوا أن السبب هو أن القناة الفرنسية اشترت حقوق النقل ولم تفسح المجال لأي جهة لنقلها.
· والمرء ليتساءل: تُرى هل أرادت القناة الفرنسية أن يتفرج الجمهور الفرنسي على السودان وزامبيا؟!
· المباراة لُعبت في أرضنا ونحن جزء أصيل منها وكان من الممكن أن يتم الترتيب مع أي جهة ناقلة لها لأن النقل يتم من داخل أراضينا، لكن من الواضح أنه لم تكن هناك جدية في التعامل مع أمر النقل.
· المثير للاشمئزاز أن قنواتنا الفضائية تتسابق وتتهافت لنقل مباريات الناديين الكبيرين ولا مانع لديها من دفع أي مبالغ نظير ذلك، لكن عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني فاللامبالاة حاضرة دائماً.
· لا يمكنني بالطبع تناول النواحي الفنية لمباراة سمعت جزءاً من وصفها من المعلقين الرشيد وأيمن.
· والحقيقة أنني منذ سنوات توقفت عن متابعة المباريات عبر الإذاعة، لأنني لاحظت أن الكرة دائماً تكون في واد ، بينما يهيم معلقو قنواتنا الفضائية والإذاعية في واد آخر.
· وخلال متابعتنا للكثير من المباريات المنقولة تلفزيونياً كنا نشاهد الكرة مع عمر بخيت فيقول لنا المعلق أنها مع علاء الدين أو أن يسدد مساوي فيقول لنا المعلق أن الشغيل صوب بقوة.
· ولولا تواجدي بالأمس مع صديقي أسامة أحمد علي لما تابعت الشوط الأول عبر الإذاعة.
· وقد فعل بنا الرشيد وأيمن العجب العجاب.
· صياح وهيجان وتداخل أصوات لم نسمع به من قبل.
· ويخيل لي أننا إن طلبنا من أي شخصين آخرين أن يجلسا تحت ظل أي نيمة كبيرة ويتسامران لفعلا ذلك بطريقة أكثر تنظيماً مما فعله الرشيد وأيمن وهما يوهمان الناس بأنهما ينقلان وصفاً إذاعياً حياً لمباراة كرة قدم.
· في العديد من المرات لم نكن نفهم عن ماذا يتحدثان وما إن كانت الهجمة لصالحنا أم ضدنا.
· سمعتهما مرة يصيحان معاً بكري المديييييييينة.. قبل أن تهبط النغمة بترديد عبارة يا سلام يا مدثر كاريكا.. يعني لم نفهم من الذي هدف أو حاول التهديف، هل هو بكري أم كاريكا.
· وفي مرة ثانية سمعت أحدهما يقول يا سلام الشغيل داخل خط الـ 18 وبعد أقل من ثانية كان يردد أن الكرة عادت لموسى الزومة قبل أن يضيف أن الشغيل نال بطاقة صفراء، فبالله عليكم قولوا لي ما الذي يمكن أن يفهمه المتابع من هكذا وصف! هل كان المعلق يعني خط الـ 18 الخاص بمنتخب زامبيا ( وهو الأقرب) أم الخاص بمنتخبنا؟!
· المضحك أن الرشيد وأيمن كانا يعلمان أن المباراة لم تنقل تلفزيونياً ومعنى ذلك أن المتابعين انتظروا منهما وصفاً حياً، لكنهما للأسف ونسانا جميعاً دون أن نفهم منهما كيف سارت الأمور في المباراة.
· جميل أن يسجل منتخبنا هدفين وأجمل أن يجهز قائد المنتخب والهلال هيثم مصطفى أحد الهدفين، وأعلم أن البعض سيحاولون منذ صبيحة اليوم استغلال تمريرة هيثم ومشاركته الفاعلة بالأمس بأقصى ما يمكن لضرب الاستقرار في الهلال.
· لكن يجب على الأهلة العقلاء أن يفهموا جملة أشياء حول مشاركة هيثم في مباراة الأمس.
· أول هذه الأشياء أن هيثم كان أمام تحدي ولم أتوقع شخصياً سوى أن يبذل كل ما بوسعه لإثبات ذاته أمام نفسه وجماهيره وقبل ذلك أمام مدرب ناديه غارزيتو.
· ثاني هذه الأشياء أن هيثم شارك في شوط اللعب الثاني، وهو ما ظللنا نطالب به مدرب المنتخب مازدا منذ سنوات وليس البارحة فقط.
· ولو أن مازدا أشركه في مباريات المنتخب خلال النهائيات غينيا والجابون في شوط اللعب الثاني لربما أدى أفضل بكثير عما شاهدناه في تلك النهائيات.
· والأهم من ذلك أن دخول هيثم كان بعد تسجيل هدف السبق الذي جاء مع بداية شوط اللعب الثاني.
· وكما يعلم كل من يفهم في الكرة وظروفها فإن أي لاعب كبير مثل هيثم عندما يدخل الملعب وفريقه متقدم وفي شوط اللعب الثاني وأمام فريق كبير مثل زامبيا، لابد أن يقدم أفضل ما عنده.
· فكل العشم ألا يفسح البعض المجال لمن يحاولون استخدام ورقة هيثم لإغراق الهلال في المشاكل الفرصة لفعل ذلك.
· فالهلال أصلاً يعاني من بعض المشاكل التي نريد لها حلولاً بدلاً من تأجيجها.
· وليسعد كل محبي البرنس بما قدمه بالأمس، شريطة أن يتعاملوا مع ذلك على أنه وضع عادي وأن يعتبرونها تجربة من شأنها أن تؤكد لمدرب الهلال أن هيثم يمكن أن يؤدي بشكل جيد لبعض الوقت وليس لـ 90 دقيقة كاملة.
أولاد المنتخب أسعدونا وناس الرشيد ونسونا
كمال الهدي
hosamkam@hotmail.com
· لا شك في أن الفوز على زامبيا يسعد ويثلج الصدور بوصف هذا المنتخب بطلاً لعموم أفريقيا.
· وقد شعرنا بشيء من الفخر ونحن نتغلب على هؤلاء الأبطال الشباب في مباراة الأمس.
· لكن يجب ألا تنسينا الفرحة بهذا الانتصار أن كرة القدم هكذا.. يوم تعطيك ويوم تأخذ منك.
· وبكل تأكيد لا يعني الفوز على بطل أفريقيا أننا صرنا الأقوى في القارة السمراء، أو أننا بدأنا رحلة الصعود إلى أعلى.
· فقد عودتنا الأندية والمنتخبات السودانية على الصعود بالزانة في مباراة قبل أن تهبط بنا إلى القاع بأسرع مما ارتقت.
· لهذا يجب أن نبني على هذا الانتصار كدافع معنوي لا أكثر.
· أما إن توهمنا أننا نسير في الطريق الصحيح وعدنا للحديث الممجوج عن النهضة التي تشهدها كرة القدم السودانية والنقلة النوعية التي أحدثها فلان وعلان، فسوف نخدع أنفسنا للمرة المليون.
· وقد بدأت تباشير ما أحذر منه بمجرد أن أعلن حكم اللقاء صافرة النهاية، بل قبل ذلك بقليل.
· فقد سمعت مساعد مدرب المنتخب إسماعيل عطا المنان يقول بعد نهاية المباراة مباشرة أن هذا الفوز يؤكد ما معناه أن هزيمتنا أمام زامبيا في النهائيات الأخيرة لم تعكس واقع حال منتخبنا.
· والحقيقة طبعاً عكس ما ذهب إليه الرجل.
· فكل هزائم منتخبنا خارجياً تعكس الواقع الحقيقي لكرة القدم السودانية.
· ولو أن زامبيا هزمتنا في النهائيات لأي أسباب بخلاف تفوقها علينا، فهو أيضاً خطأ يتحمله الجهاز الفني ولاعبي المنتخب وليس سواهم.
· لذلك توقعت من أسامة أي حديث غير ما بدأ به رسالته لمتابعي الإذاعة، ولذلك لم انتظره يكمل ما بدأه خطأً.
· المؤسف أنني لن أتمكن من تناول النواحي الفنية للمباراة، لأن قنواتنا الفضائية العديدة لم تتمكن من نقلها.
· قالوا أن السبب هو أن القناة الفرنسية اشترت حقوق النقل ولم تفسح المجال لأي جهة لنقلها.
· والمرء ليتساءل: تُرى هل أرادت القناة الفرنسية أن يتفرج الجمهور الفرنسي على السودان وزامبيا؟!
· المباراة لُعبت في أرضنا ونحن جزء أصيل منها وكان من الممكن أن يتم الترتيب مع أي جهة ناقلة لها لأن النقل يتم من داخل أراضينا، لكن من الواضح أنه لم تكن هناك جدية في التعامل مع أمر النقل.
· المثير للاشمئزاز أن قنواتنا الفضائية تتسابق وتتهافت لنقل مباريات الناديين الكبيرين ولا مانع لديها من دفع أي مبالغ نظير ذلك، لكن عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني فاللامبالاة حاضرة دائماً.
· لا يمكنني بالطبع تناول النواحي الفنية لمباراة سمعت جزءاً من وصفها من المعلقين الرشيد وأيمن.
· والحقيقة أنني منذ سنوات توقفت عن متابعة المباريات عبر الإذاعة، لأنني لاحظت أن الكرة دائماً تكون في واد ، بينما يهيم معلقو قنواتنا الفضائية والإذاعية في واد آخر.
· وخلال متابعتنا للكثير من المباريات المنقولة تلفزيونياً كنا نشاهد الكرة مع عمر بخيت فيقول لنا المعلق أنها مع علاء الدين أو أن يسدد مساوي فيقول لنا المعلق أن الشغيل صوب بقوة.
· ولولا تواجدي بالأمس مع صديقي أسامة أحمد علي لما تابعت الشوط الأول عبر الإذاعة.
· وقد فعل بنا الرشيد وأيمن العجب العجاب.
· صياح وهيجان وتداخل أصوات لم نسمع به من قبل.
· ويخيل لي أننا إن طلبنا من أي شخصين آخرين أن يجلسا تحت ظل أي نيمة كبيرة ويتسامران لفعلا ذلك بطريقة أكثر تنظيماً مما فعله الرشيد وأيمن وهما يوهمان الناس بأنهما ينقلان وصفاً إذاعياً حياً لمباراة كرة قدم.
· في العديد من المرات لم نكن نفهم عن ماذا يتحدثان وما إن كانت الهجمة لصالحنا أم ضدنا.
· سمعتهما مرة يصيحان معاً بكري المديييييييينة.. قبل أن تهبط النغمة بترديد عبارة يا سلام يا مدثر كاريكا.. يعني لم نفهم من الذي هدف أو حاول التهديف، هل هو بكري أم كاريكا.
· وفي مرة ثانية سمعت أحدهما يقول يا سلام الشغيل داخل خط الـ 18 وبعد أقل من ثانية كان يردد أن الكرة عادت لموسى الزومة قبل أن يضيف أن الشغيل نال بطاقة صفراء، فبالله عليكم قولوا لي ما الذي يمكن أن يفهمه المتابع من هكذا وصف! هل كان المعلق يعني خط الـ 18 الخاص بمنتخب زامبيا ( وهو الأقرب) أم الخاص بمنتخبنا؟!
· المضحك أن الرشيد وأيمن كانا يعلمان أن المباراة لم تنقل تلفزيونياً ومعنى ذلك أن المتابعين انتظروا منهما وصفاً حياً، لكنهما للأسف ونسانا جميعاً دون أن نفهم منهما كيف سارت الأمور في المباراة.
· جميل أن يسجل منتخبنا هدفين وأجمل أن يجهز قائد المنتخب والهلال هيثم مصطفى أحد الهدفين، وأعلم أن البعض سيحاولون منذ صبيحة اليوم استغلال تمريرة هيثم ومشاركته الفاعلة بالأمس بأقصى ما يمكن لضرب الاستقرار في الهلال.
· لكن يجب على الأهلة العقلاء أن يفهموا جملة أشياء حول مشاركة هيثم في مباراة الأمس.
· أول هذه الأشياء أن هيثم كان أمام تحدي ولم أتوقع شخصياً سوى أن يبذل كل ما بوسعه لإثبات ذاته أمام نفسه وجماهيره وقبل ذلك أمام مدرب ناديه غارزيتو.
· ثاني هذه الأشياء أن هيثم شارك في شوط اللعب الثاني، وهو ما ظللنا نطالب به مدرب المنتخب مازدا منذ سنوات وليس البارحة فقط.
· ولو أن مازدا أشركه في مباريات المنتخب خلال النهائيات غينيا والجابون في شوط اللعب الثاني لربما أدى أفضل بكثير عما شاهدناه في تلك النهائيات.
· والأهم من ذلك أن دخول هيثم كان بعد تسجيل هدف السبق الذي جاء مع بداية شوط اللعب الثاني.
· وكما يعلم كل من يفهم في الكرة وظروفها فإن أي لاعب كبير مثل هيثم عندما يدخل الملعب وفريقه متقدم وفي شوط اللعب الثاني وأمام فريق كبير مثل زامبيا، لابد أن يقدم أفضل ما عنده.
· فكل العشم ألا يفسح البعض المجال لمن يحاولون استخدام ورقة هيثم لإغراق الهلال في المشاكل الفرصة لفعل ذلك.
· فالهلال أصلاً يعاني من بعض المشاكل التي نريد لها حلولاً بدلاً من تأجيجها.
· وليسعد كل محبي البرنس بما قدمه بالأمس، شريطة أن يتعاملوا مع ذلك على أنه وضع عادي وأن يعتبرونها تجربة من شأنها أن تؤكد لمدرب الهلال أن هيثم يمكن أن يؤدي بشكل جيد لبعض الوقت وليس لـ 90 دقيقة كاملة.