استقالتك صاح ياصلاح لاول مرة !
قال رئيس الهلال صلاح ادريس انه يتمسك بالاستقالة من منصبه ولن يتراجع عن قراره الا اذا اصدرت الدولة قانونا يوفر الحماية للاندية وللعاملين فيها الذين يدفعون من جيوبهم لتسيير النشاط الرياضى ,, مبررات رئيس الهلال للاستقالة تحمل قدرا كبيرا من المنطق وقد تكون المرة الاولى التى يمكن ان نؤيد فيها موقفه اذا تمسك بقراره الى حين ان تستجيب الدولة بتوفير الحماية التى يطالب بها رئيس الهلال ,, فليس معقولا ولامنطقيا ان يتم الزج برؤساء الاندية الرياضية الذين يتطوعون من تلقاء انفسهم لادارة النشاط الرياضى ويتحملون فوق طاقتهم من مسؤوليات ادارية واخرى مالية لاسعاد القاعدة الضخمة من الجماهير الرياضية التى لاتبخل ايضا فى الاستقطاع من قوتها للمساهمة فى دفع الفاتورة الباهظة للنشاط الرياضى خاصة فى اندية مثل الهلال والمريخ التى ذكرت من قبل ان المنصرفات الشهرية فقط لايا منهما اصبحت لاتقل عن نصف مليار جنيه ( بالقديم ) من رواتب لاعضاء الجهاز الفنى وللاعبين المحترفين الاجانب وكذلك المحليين اضافة الى الحوافز وتكلفة المعسكرات والمباريات الخارجية التى يمثلون فيها السودان دون ان يكون للدولة مساهمة تذكر فى كل هذه الانشطة المحلية او الخارجية ,, وبالتالى فان الزج برؤساء الاندية فى السجون بحكم مناصبهم مثلهم مثل بقية اصحاب الشيكات المرتدة الذين يتلاعبون بمقدرات الاقتصاد ولايحترمون تقاليد واخلاقيات السوق هو امر مرفوض وغير مقبول وحان الوقت ان تتحرك الدولة ممثلة فى وزارة الرياضة واجهزة العدل لاعادة النظر فى نصوص قانون الاجراءات الجنائية حتى تعيد لرؤساء الاندية هيبتهم واحترامهم فى المجتمع الرياضى وتعاملهم مثل بقية موظفى الدولة الذين يجدون الحماية المباشرة فى مثل هذه القضايا من اصحاب المناصب الدستورية الذين تتبع لهم مؤسسات الدولة المختلفة ,, فما يطالب به الارباب ليس امرا شخصيا لاننا نعرف ان امكانياته المادية والحمدالله لاتقف عقبة امامه فى تسديد مديونية شركة رويال او اى شركة اخرى لها مديونية على نادى الهلال ولكنه يطالب بحق قانونى عام ومشروع ينعم به غيره من موظفى الدولة الذين تتعرض مؤسساتهم لذات الموقف الذى بسببه تم القبض على رئيس نادى الهلال والزج به فى الحبس او مايسمى بحراسة الشيكات ,,فهو قصد من وراء هذه الاستقالة تسجيل موقف وتقديم رسالة للدولة وليس القصد الهروب من المسؤولية الادارية خاصة فى هذا التوقيت الذى يستعد فيه الهلال خوض مباريات دورى ابطال افريقيا , وبالتالى يصبح من واجب الاعلام الرياضى المسؤول ان يساند رئيس الهلال فى موقفه طالما ان الهدف من وراء الاستقالة هو توفير الحماية لكل المتطوعين فى العمل الرياضى حتى لايأتى اليوم الذى نجد فيه معظم رؤساء الاندية خاصة الاندية غير الثرية داخل السجون مقبوض عليهم فى شيكات مرتدة وحينها لن تجد الدولة من يتطوع للعمل بالاندية او الاتحادات الرياضية ,, هذا لايعنى اننا نؤيد هضم حقوق المؤسسات الخاصة مثل رويال او غيرها من الشركات والفنادق التى تقدم خدماتها للاندية والاتحادات وفقا لعقود متفق عليها بل العكس من ذلك لابد ان تفى الاندية والاتحادات بتسديد قيمة هذه العقود عاجلا او اجلا لاننا ندرك بان لهذه المؤسسات المختلفة التزامات مادية تجاه العاملين بها كما ان من واجب مجالس ادارات الاندية ان لاتبالغ فى اقامة مشروعات تعجز عن سداد تكلفتها لاحقا وان لاتماطل فى عملية السداد كما حدث من جانب مجلس ادارة نادى الهلال الذى تأخر عن سداد مديونية شركة رويال لاكثر من ثمانى سنوات لان المديوينة لاتسقط بالتقادم وهى واجبة السداد على اى مجلس ادارة يتولى العمل الادارى والمالى بالنادى .
اخيرا استغربت من بعض الاقلام التى حاولت الربط بين استقالة رئيس الهلال وغيابه عن حضور تدشين الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية باستاد الهلال بحجة ان الارباب يتعرض لمضايقات نتيجة لتخلفه عن الحضور وهو تفسير واستنتاج مضحك لايصدر الا من الذين يجهلون بان الدولة حاليا لاتبحث عن اعداء او معارضين جدد ,, البلد مليانه معارضين والحمد الله !!