بطولة الهلال المحببة
* بالإحصاءات الدقيقة والأرقام المفصّلة التي لا تكذب ولا تتجمل فإن بطولة الدوري الممتاز التي ستنطلق نسختها الخامسة عشرة عصر ومساء اليوم بمدن الممتاز المختلفة تعتبر بطولة الهلال المحببة، وللهلال مع البطولة صولات وجولات وقصص وحكايات، بدأت مع انطلاقة البطولة حيث كان الفريق أول الصاعدين إلى منصة التتويج مكللاً بتاجها الأول، ولن تنتهي بالنسخة الماضية التي حاز فيها الهلال على اللقب للمرة التاسعة متفضلاً على نده المريخ بخمس بطولات فقط.
* بطولة الدوري الممتاز هي البطولة الكبرى على مستوى الأندية بالسودان، وتليها في الأهمية بطولة كأس السودان، ولما كان المريخاب يرددون على الملأ أن كأس السودان بطولتهم المحببة فمن حقنا كأهلة أن نقول إنّ الممتاز بطولتنا المحببة لأننا فريق ممتاز، وامتيازنا اسم على مسمى يلمسه ويحسه كل من قرأ سجل البطولة الكبرى حتى لو كان من غير المنصفين، لأنّه سيخرج بحقيقة واحدة وواضحة هي أن الهلال حقق كل ما يريده في هذه المنافسة.
* من غير الهلال حاز على الكأس أكثر من غيره؟ من غيره أنهى البطولة بفارق قياسي بلغ 18 نقطة كاملة؟ من غيره قدّم للمنافسة هدّافاً احتكر لقب الهدّاف أربع مواسم متتالية؟ من غير محترفي الهلال افتتح التسجيل في مباريات القمة التي جمعت الهلال بالمريخ؟ من غير الهلال عرف الفوز بالبطولة دون هزيمة مرة وثانية؟ من غير الهلال عوّد الناس على العودة من بعيد حتى لو بلغ الفارق بينه وبين المريخ 7 نقاط كاملة؟ أسئلة عديدة يمكن أن نملأ بها الصفحات والإجابة واحدة هي (الهلال).
* عرف الهلال دروب وشعاب بطولة الدوري الممتاز، وخبر أسرارها ومداخلها، وعرف كيف يمضي فيها إلى الأمام عاماً بعد الآخر، ارتبط الممتاز بالهلال فصار ذكرهما قرينا ببعضهما تماماً كالمجد وأهل السودان: يُذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن.
* قدّم الهلال مستويات جيدة في المنافسة وضرب من الأرقام القياسية ما يحتاج غيره إلى سنوات وسنوات حتى يقترب منه ناهيك عن أن يعادل كفته أو يصل إلى مستواه.
* الهلال بكل هذا الثقل يعود اليوم إلى منافسة الممتاز ويستضيف جزيرة الفيل، وللهلال مع الأفيال مواقف عديدة فرضتها ظروف حساب الأفيال على المريخ، وفريق الأفيال مسكين لأنّه واجه الهلال في أول لقاء له في الموسم الجديد، واجهه وهو بطل متوّج ببطولة بني ياس الدولية، هذه البطولة التي قلبت الموزاين وجعلت البعض يشكك دون أن يشعر في إنجازات ظلّ لسنوات عديدة يفخر بها ويفاخر ويحسبها مما لا يدرك من سواه، والأفيال سيواجهون الهلال في لقاء الشوق بين الحبيب وجماهيره التي ستتدافع بكثافة خاصة أولئك الذين فاتهم فضل استقباله في المطار.
* تنطلق البطولة اليوم والأهلة يتطلعون للجديد، والجديد المقصود ليس الفوز بالكأس فهذا أمر بات من فرط كثرته وتكراره في حكم العادة المعتادة، وإنما الجديد الذي يتطلعون إليه كسر الأرقام القديمة المسجّلة باسم الهلال، الجديد فوز بالبطولة يحمل هذا الموسم ميزة أن يكون دون هزيمة ولا تعادل، الجديد أن يقهر الهلال الجميع ذهاباً وإياباً وأن تنحصر منافسة الهدّاف بين مهاجميه الوطني منهم والمحترف.
* عام جديد يحمل إليه الأهلة طموحاتهم بأنّ يحقق لهم حلم السنوات الطوال، وأن يحملهم إلى كبرى البطولات، عام نرجو أن يكون عام خير وبركة على الهلال بوجه خاص وعلى الكرة السودانية على وجه العموم، عام نريد فيه أن نعلي قيم الرياضة السمحة من تسامح وإخاء وترابط وتعاضد وتعاون، عام نتجاوز به أفق الانتماء الضيق، نشجّع دون انحياز ونعلي من شأن فريقنا دون أن نبخس الناس أشياءهم، عام جديد وسعيد..
* وكل عام وأنتم بخير.