تأمُلات
الهلال جاهز لحصد اللقب!
كمال الهدي
hosamkam@hotmail.com
· بعد خروج منتخبنا من دور الثمانية لبطولة الأمم الأفريقية توقعت أن يتحول إعلامنا الرياضي سريعاً لناديي القمة ويستمر في نهج " خلق القبة من الحبة " الذي عودنا عليه العديد من الزملاء.
· وكعادتهم لم يخيبوا ظني أو يفشلوا توقعاتي.
· تحولت الأنظار سريعاً للناديين الكبيرين وعادوا مجدداً لتلك العبارات المحفوظة من شاكلة " أذهل فلان الجماهير خلال التمرين الأخير" و " قدم علان تابلوهات رائعة أكدت علو كعبه".
· قبل أيام خاض الهلال مباراة حبية ضد حرس الحدود المصري وتغلب عليه بثلاثة أهداف لهدف، ولم تقصر معظم الصحف الزرقاء طبعاً أو تتأخر في إلهاب جماهير الأزرق وإيهامها بأن ناديها قد بلغ درجة الكمال.
· صحيح أن الأهداف التي سجلها رماة الهلال كانت جميلة ورائعة.
· لكن هل فعلاً كان الفريق في حالة مطمئنة إلى تلك الدرجة التي عبروا عنها؟!
· هل فعلاً تغير كل شيء بين عشية وضحاها لمجرد أن النادي تعاقد مع المدرب الفرنسي جارزيتو؟!
· وهل يحقق أي مدرب مهما علا شأنه التغيير المطلوب في طريقة لعب فريق حتى ولو كان في مستوى برشلونة بمثل هذه السرعة؟!
· وهل كانت مشكلة الهلال أو أي فريق كرة سوداني آخر في المدربين فقط ولا شيء غيرهم؟!
· وهل لاعبنا مستعد فعلاً لتحقيق الفائدة القصوى من المدربين الأجانب الذين تتعاقد معهم أنديتنا؟!
· لا شك عندي شخصياً في أن الإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه هي لا ولا كبيرة جداً.
· ولا أظن أن المشكلة الأساسية التي عانى منها الهلال - حاله في ذلك حال بقية الأندية السودانية- قد حدث فيها أي تغيير إيجابي.
· أعني قطعاً الدفاع وسوء تمركز لاعبيه وضعف تغطيتهم وسهولة ضربهم من العميق ومن الأطراف ومن كل اتجاه وطرق تشتيتهم الخاطئة للكرة وعجزهم عن التصرف بحكمة وعقل واتزان، كما أعني أخطاء التمرير وضعف التركيز وعدم التعامل مع الكرة باحترافية والفشل في المحافظة على اللياقة البدنية وضعف اللياقة الذهنية الخ.
· هذه نواقص يصعب جداً التغلب عليها بين عشية وضحاها سواءً تعاقد الهلال أو المريخ أو المنتخب الوطني مع غارزيتو.. ريكاردو أو حتى مورينهو أو جوارديولا.
· وطوال حياتنا لم نسمع بفريق كرة قدم يمكن أن يحدث كل هذا التحول خلال شهر أو اثنين.
· ولهذا نرجو ونناشد الزملاء الإعلاميين بأن يكفوا عن مخاطبة عاطفة جماهير الكرة وأن يفسحوا المجال للأجهزة الفنية في أندييتنا، سيما في الناديين الكبيرين حتى يتمكنوا من علاج بعض المشاكل المستعصية التي يعاني منها لاعبنا.
· الهالة الإعلامية التي أعقبت مباراة الهلال الودية الأخيرة لا يمكن أن تصب في مصلحة الفريق لأنه ليس من العقل أو الموضوعية في شيء أن نوهم أنفسنا بأن تغييراً حقيقياً قد حدث.
· فكل ما في الأمر أنها كانت واحدة من المباريات الجيدة للهلال وربما أظهر لاعبوه شيئاً مخالفاً تماماً إذا ما لعبوا اليوم أو غداً، فهذا هو حال كرة القدم السودانية ( يوم في السماء ويوم في الأرض). ولا علاقة للأمر إطلاقاً بمجهودات غارزيتو لأن جهود المدربين لا تظهر بهذه السرعة.
· نبحنا حتى جفت حلوقنا مذكرين بهشاشة التكوين النفسي للاعبنا السوداني وقلنا انه يحتاج لتعامل نفسي خاص إن كنا نحرص حقيقة على مصلحة الكرة ونتوق لبطولات خارجية.
· لكن يبدو أن الحرص على مصلحة الكرة هو آخر اهتماماتنا ولهذا نهلل ونطرب ونتراقص فرحاً للانتصارات في المباريات الحبية ونبالغ في وصف نجاحات اللاعبين في التدريبات الروتينية لأننا لا نرغب في أكثر من زيادة حجم مبيعات الصحف وبعد ذلك فلتذهب كرة القدم السودانية إلى الجحيم.
· لا يمكن لعاقل أن يصدق أن من يكتب مبالغاً فيما حققه لاعبو الهلال أمام الاتحاد السكندري المصري يريد كل الخير للهلال.
· لأن الحقيقة هي أن الفريق لا يزال بعيداً كل البعد عن الجاهزية لخوض المباريات التنافسية الكبيرة، اللهم إلا أن كنا نريد العودة لنفس المربع، أي تحقيق عدد من الانتصارات والتقدم في البطولة ثم الخروج منها بنفس طريقة الأعوام السابقة.
· مع كل مدرب جديد يحاولون إيهامنا بأن هذا هو التغيير المنشود الذي سيؤدي بدوره بالفريق لمنصات التتويج.
· لنفاجأ بعد أشهر قليلة بأن ما سوقوه لنا كان هو الوهم بعينه.
· والمحزن أنهم بعد الخروج مباشرة يبدأون الخوض فيما كانوا يغضون الطرف عنه.
· حينها يتناولون الأخطاء وجوانب القصور، والغريب أنهم يلومون أنفسهم على التطبيل الزائد في الفترة السابقة، لكن بمجرد أن ينسى الناس أحزان الخروج ويبدأ الاستعداد لموسم جديد تعود ( حليمة لي عادتها القديمة)، فهل نتوقع جديداً هذا العام؟! أتمنى ذلك.
اعتذار:
اعتذاري لكل من راسلني خلال الأسابيع الماضية من الأحبة والأهل والأصدقاء والقراء الأجلاء على عدم تمكني من قراءة رسائلهم والرد عليها نظراً لإغلاق ايميلي السابق وفشل جميع محاولاتي لاسترداده، وأرجو منهم جميعاً مراسلتي على عنواني الجديد
الهلال جاهز لحصد اللقب!
كمال الهدي
hosamkam@hotmail.com
· بعد خروج منتخبنا من دور الثمانية لبطولة الأمم الأفريقية توقعت أن يتحول إعلامنا الرياضي سريعاً لناديي القمة ويستمر في نهج " خلق القبة من الحبة " الذي عودنا عليه العديد من الزملاء.
· وكعادتهم لم يخيبوا ظني أو يفشلوا توقعاتي.
· تحولت الأنظار سريعاً للناديين الكبيرين وعادوا مجدداً لتلك العبارات المحفوظة من شاكلة " أذهل فلان الجماهير خلال التمرين الأخير" و " قدم علان تابلوهات رائعة أكدت علو كعبه".
· قبل أيام خاض الهلال مباراة حبية ضد حرس الحدود المصري وتغلب عليه بثلاثة أهداف لهدف، ولم تقصر معظم الصحف الزرقاء طبعاً أو تتأخر في إلهاب جماهير الأزرق وإيهامها بأن ناديها قد بلغ درجة الكمال.
· صحيح أن الأهداف التي سجلها رماة الهلال كانت جميلة ورائعة.
· لكن هل فعلاً كان الفريق في حالة مطمئنة إلى تلك الدرجة التي عبروا عنها؟!
· هل فعلاً تغير كل شيء بين عشية وضحاها لمجرد أن النادي تعاقد مع المدرب الفرنسي جارزيتو؟!
· وهل يحقق أي مدرب مهما علا شأنه التغيير المطلوب في طريقة لعب فريق حتى ولو كان في مستوى برشلونة بمثل هذه السرعة؟!
· وهل كانت مشكلة الهلال أو أي فريق كرة سوداني آخر في المدربين فقط ولا شيء غيرهم؟!
· وهل لاعبنا مستعد فعلاً لتحقيق الفائدة القصوى من المدربين الأجانب الذين تتعاقد معهم أنديتنا؟!
· لا شك عندي شخصياً في أن الإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه هي لا ولا كبيرة جداً.
· ولا أظن أن المشكلة الأساسية التي عانى منها الهلال - حاله في ذلك حال بقية الأندية السودانية- قد حدث فيها أي تغيير إيجابي.
· أعني قطعاً الدفاع وسوء تمركز لاعبيه وضعف تغطيتهم وسهولة ضربهم من العميق ومن الأطراف ومن كل اتجاه وطرق تشتيتهم الخاطئة للكرة وعجزهم عن التصرف بحكمة وعقل واتزان، كما أعني أخطاء التمرير وضعف التركيز وعدم التعامل مع الكرة باحترافية والفشل في المحافظة على اللياقة البدنية وضعف اللياقة الذهنية الخ.
· هذه نواقص يصعب جداً التغلب عليها بين عشية وضحاها سواءً تعاقد الهلال أو المريخ أو المنتخب الوطني مع غارزيتو.. ريكاردو أو حتى مورينهو أو جوارديولا.
· وطوال حياتنا لم نسمع بفريق كرة قدم يمكن أن يحدث كل هذا التحول خلال شهر أو اثنين.
· ولهذا نرجو ونناشد الزملاء الإعلاميين بأن يكفوا عن مخاطبة عاطفة جماهير الكرة وأن يفسحوا المجال للأجهزة الفنية في أندييتنا، سيما في الناديين الكبيرين حتى يتمكنوا من علاج بعض المشاكل المستعصية التي يعاني منها لاعبنا.
· الهالة الإعلامية التي أعقبت مباراة الهلال الودية الأخيرة لا يمكن أن تصب في مصلحة الفريق لأنه ليس من العقل أو الموضوعية في شيء أن نوهم أنفسنا بأن تغييراً حقيقياً قد حدث.
· فكل ما في الأمر أنها كانت واحدة من المباريات الجيدة للهلال وربما أظهر لاعبوه شيئاً مخالفاً تماماً إذا ما لعبوا اليوم أو غداً، فهذا هو حال كرة القدم السودانية ( يوم في السماء ويوم في الأرض). ولا علاقة للأمر إطلاقاً بمجهودات غارزيتو لأن جهود المدربين لا تظهر بهذه السرعة.
· نبحنا حتى جفت حلوقنا مذكرين بهشاشة التكوين النفسي للاعبنا السوداني وقلنا انه يحتاج لتعامل نفسي خاص إن كنا نحرص حقيقة على مصلحة الكرة ونتوق لبطولات خارجية.
· لكن يبدو أن الحرص على مصلحة الكرة هو آخر اهتماماتنا ولهذا نهلل ونطرب ونتراقص فرحاً للانتصارات في المباريات الحبية ونبالغ في وصف نجاحات اللاعبين في التدريبات الروتينية لأننا لا نرغب في أكثر من زيادة حجم مبيعات الصحف وبعد ذلك فلتذهب كرة القدم السودانية إلى الجحيم.
· لا يمكن لعاقل أن يصدق أن من يكتب مبالغاً فيما حققه لاعبو الهلال أمام الاتحاد السكندري المصري يريد كل الخير للهلال.
· لأن الحقيقة هي أن الفريق لا يزال بعيداً كل البعد عن الجاهزية لخوض المباريات التنافسية الكبيرة، اللهم إلا أن كنا نريد العودة لنفس المربع، أي تحقيق عدد من الانتصارات والتقدم في البطولة ثم الخروج منها بنفس طريقة الأعوام السابقة.
· مع كل مدرب جديد يحاولون إيهامنا بأن هذا هو التغيير المنشود الذي سيؤدي بدوره بالفريق لمنصات التتويج.
· لنفاجأ بعد أشهر قليلة بأن ما سوقوه لنا كان هو الوهم بعينه.
· والمحزن أنهم بعد الخروج مباشرة يبدأون الخوض فيما كانوا يغضون الطرف عنه.
· حينها يتناولون الأخطاء وجوانب القصور، والغريب أنهم يلومون أنفسهم على التطبيل الزائد في الفترة السابقة، لكن بمجرد أن ينسى الناس أحزان الخروج ويبدأ الاستعداد لموسم جديد تعود ( حليمة لي عادتها القديمة)، فهل نتوقع جديداً هذا العام؟! أتمنى ذلك.
اعتذار:
اعتذاري لكل من راسلني خلال الأسابيع الماضية من الأحبة والأهل والأصدقاء والقراء الأجلاء على عدم تمكني من قراءة رسائلهم والرد عليها نظراً لإغلاق ايميلي السابق وفشل جميع محاولاتي لاسترداده، وأرجو منهم جميعاً مراسلتي على عنواني الجديد
