• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 2  0  1234
كمال الهدى
تأمُلات

لسه فرحانين؟!

كمال الهدي

hosamkam@hotmail.com



· أصابتني حالة الفرح التي عمت الديار السودانية بعد وصول منتخبنا لدور الثمانية من بطولة أمم أفريقيا ثم خروجه بهزيمة من زامبيا بنوع غريب من الإحباط وفقدت الكثير من الأمل في إمكانية إصلاح هذا الحال المائل الذي تعانيه كرة القدم السودانية، حالها في ذلك حال بقية ملامح حياتنا المختلفة.

· فالأمر لم يكن يستلزم كل ذلك السرور والحبور والخطب الرنانة والاستقبالات الحاشدة لبعثة المنتخب التي لم تقدم أكثر من فوز وحيد وتعادل فقط، لكنا بضعنا صوروا الأمر وكأنهم قد ردوا كرامة الكرة السودانية التي ظلت مهدورة على مدى عقود طويلة.

· وهاهي زامبيا التي أخرجتنا من البطولة دون سبب وجيه بلغت النهائي وظفرت بكأس هذه الجولة من البطولة.

· فإن استقبلنا نحن ( أبطال المنتخب) في المطار وألهب بعضنا حماس الناس بالحديث عن انجاز مزعوم، فماذا تركنا للزامبيين الذين انتزعوا كأس البطولة من فكي الأسد؟!

· لا نرغب في تبخيس مجهود شباب المنتخب أو جهازهم الفني، فليس من شيم المؤمن الحق أن يبخس أعمال أخيه، لكننا نصبو لتعامل واقعي مع قضايانا ومشاكلنا حتى نخرج من هذه الدائرة المفرغة التي ظللنا ندور فيه منذ عقود طويلة.

· فما دار وما يدور حالياً بعد بلوغ منتخبنا دور الثمانية ليس أكثر من استمرار لحملات التخدير التي دأب عليها بعض مسئولي الكرة وإعلامييها المستفيدين من هؤلاء المسئولين.

· صحيح أن منتخبنا غاب عن النهائيات لعقود طويلة، لكنه عاد لها مجدداً في عام 2008 وخرج منها بثلاث هزائم متتالية.

· ثم شارك فيها مجدداً هذا العام أي بعد أربع سنوات من آخر مشاركة ، ولو كنا نخطط ونجتهد حقيقة لأستعدينا لهذه النهائيات بصورة أكثر جدية ولسعينا للوصول للمباراة النهائية، بدلاً من الاقتناع بالقليل والتهليل لفوز وتعادل فقط.

· فزامبيا لم تكن طرفاً أصيلاً بين البلدان التي أسست الاتحاد الأفريقي مثلما هو الحال بالنسبة لنا.

· وهي لم تنال هذه الكأس من قبل.

· ومنذ نحو 16 عاماً لم تبلغ دور الثمانية الذي وصلنا له سوياً لتقصينا هي بعد ذلك.

· ورغماً عن ذلك كان هدفهم الوصول للنهائي والمنافسة بصورة جادة على اللقب، وقد كان لهم ما أرادوا فخطفوا الكأس وعادوا بها لبلدهم رغم حداثة تجربتهم في البطولة بالمقارنة معنا.

· أما نحن فعندما بلغنا دور الثمانية هللنا وطربنا وسعدنا وبدا لبعضنا وكأننا قد حققنا الكأس، ولهذا سنظل في مؤخرة الركب دائماً.

· طموحنا صار أقل بكثير من المتوقع وروحنا باتت انهزامية إلى درجة تدعو للخجل.

· وإن أردنا أن نحقق شيئاً في الكرة فلابد من تحولات كبيرة وثورة لا تبقي ولا تذر، أما بدون ذلك فسنظل نراوح مكاننا إن غيرنا المدرب أم لم نغيره وإن قبلنا بمنتخب قوامه لاعبي الهلال والمريخ أم ركزنا على لاعبي الأندية الأخرى.

· المنظومة بأكملها تحتاج لمراجعة شاملة، هذا إن وجدت منظومة أصلاً.

· وفهم الجمهور والإداريين والمسئولين والإعلاميين يحتاج لتغيير جذري، وإلا فسوف نكتفي دائماً بالقليل والقليل جداً.









البيانات لا تكفي

· استغربت حقيقة للزخم الإعلامي الكبير الذي حظي به البيان الذي أصدره ناديا القمة داعيان فيه لنبذ التعصب.

· الآن فقط بعد أن سمعوا بأحداث بورسعيد المأساوية أدركوا أن الأمور في السودان ساءت إلى درجة تتطلب وقفة جادة!

· غريب أمر القائمين على شأن الكرة في البلد وقاصرة هي نظرتهم دائماً ولا ينظرون إلا تحت أقدامهم.

· فأمر التعصب تطلب تعاملاً جاداً منذ سنوات عديدة وليس اليوم فقط.

· ورغم أنني أعتبر خطوة الناديين جيدة إلى حد ما، لكنني لا أرى أنها تستحق كل ما أثير حولها من ضجيج، لأن المشكلة لم تكن في يوم بين الناديين حتى وإن تراشق بعض إدارييهما إعلامياً في عدد محدود من المناسبات.

· فالمشكلة الحقيقية يتسبب فيها الإعلام الرياضي ولهذا لا تكفي البيانات التي يمكن أن تصدر عن الناديين الكبيرين.

· ثم أن البيان الصادر حديثاً لم يختلف كثيراً عن مصالحة قيل أنها تمت قبل نحو شهرين بين رئيسي الناديين.

· يومها نشرت الصحف الرياضية صورة الرئيسين وهما يتصافحان وقالوا للناس أنهما اتفقا على التعاون سوياً من أجل مصلحة الكرة.

· فما الجديد إذاً في البيان الأخير الذي تلا تلك الخطوة بفترة قصيرة ؟!

· عموماً المشكلة كما أسلفت تسبب ويتسبب فيها الكثير من الزملاء الإعلاميين المناصرين للناديين.

· ويا ما كتبنا عن ضرورة أن يتعامل كتاب الرياضة مع الأمر باحترافية وأن يرفض الناس فكرة انقسامهم بين ناديين لا ثالث لهما.

· وما يثير الضحك، بل الاشمئزاز أن أشدة الكتاب غلاوة في مناصرة الناديين الكبيرين وأكثرهم إثارة لنعرات التعصب بادروا بدعم بيان الناديين، مؤكدين دعمهم اللا محدود لهذه الخطوة.

· وهي بالطبع خدعة جديدة لجماهير الكرة والمؤسف أنها انطلت على الكثيرين الذين راحوا يشيدون ببعض الكتاب ويلومون آخرين.

· لا يعقل أن يكتب من سمعتهما بأذني يتحدثان في إحدى الفضائيات قائلين أن " التعصب هو ملح كرة القدم ولابد منه لكي تكون هناك منافسة بين الهلال والمريخ" .. لا يعقل أن يكتب مثل هؤلاء مناصرين لفكرة التقارب بين الناديين! إلا إذا كانت فكرة الاستهتار بعقول الرياضيين والضحك على عقولهم قد تملكتهم تماماً وبصورة لا فكاك منها.

· عندما تأهل منتخبنا لنهائيات غانا في 2008 كتبت عدداً من المقالات حول ضرورة التعامل مع الأمور بشيء من الوطنية وبعيداً عن فكرة التعصب الغبي لناديين لا ثالث لهما.

· وحورت أحد تلك المقالات في شكل رسالة وجهتها للبروف على شمو دعوته فيها كإعلامي يعرف خطورة الكلمة في بلد مثل السودان وبوصفه المسئول الأول عن الصحافة والمطبوعات في البلد أن يتدخلوا كمجلس لوقف العبث ومطالبة الصحفيين الرياضيين بالتعامل باحترافية مع عملهم والبعد عن المهاترات وتحريض الجماهير على كراهية بعضها البعض، رغم أن هؤلاء الصحفيين من معسكري الهلال والمريخ يتمتعون بصداقات قوية ويتسامرون كل يوم، لكنهم في ذات الوقت يوهمون القراء بمعارك وهمية وحرص زائف على مصالح الناديين، وهم في واقع الأمر يحمون مصالحهم الذاتية.

· وأرسلت تلك الرسالة لقريبي الأستاذ حافظ محمد زين وطلبت منه أن يسلمها للبروف يداً بيد، وقد كان.

· وبعد تسلمه للرسالة ومطالعة عنوانها وعد البروف أخي حافظ بالرد على صاحبها.

· والواقع أنني لم أنتظر رداً أو إشادة أو أن يعتبرونني بطلاً قومياً لأنني لست أول من يدعو لنبذ التعصب ولن أكون الأخيرة ، بل كل ما قصدته هو أن تصل الفكرة كاملة إلى المسئولين عسى ولعل أن يذكرهم ذلك بضرورة العمل الجاد لإيجاد مخرج من هذه المشاكل المستعصية التي تعانيها صحافتنا الرياضية.

· والشيء المحزن طبعاً أنهم لا ردوا على صاحبها كما وعد البروف ولا تعاملوا مع ما تضمنته الرسالة وظل الحال كما هو مهاترات وغثاء وتعصب وتحريض ونشر للكراهية، إلى أن تطلب ذلك تدخل المجلس في فترات لاحقة لفرض بعض العقوبات على هذا الطرف أو ذاك.

· لكن ذلك لم يغير في الأمر شيئاً، لكونها ظلت مجرد معالجات محدودة يلجأون لها كلما اشتدت الأمور سوءاً لتخفيف حدة الغضب وبعد ذلك يدركون هم مثلما يدرك الصحفيون أنفسهم أن العودة للمهاترات أمر لا مناص منه ولن يحاسبهم على ذلك أي كائن.

· والدليل على أن مجلس الصحافة والمطبوعات يمنح هؤلاء الكتاب الضوء الأخضر لمواصلة نهجهم التدميري هو أن بعض المسئولين عن صحافتنا الرياضية وممثليها من أكثر الصحفيين دعوة للتعصب ونشر الكراهية بين جمهور الناديين.

· لهذا أقول أن خطوة البيان الذي أصدره الناديان لن تغير شيئاً، وصدقوني ما هي إلا أيام معدودات سيعودون بعدها للممارسة عادتهم القديمة المتجددة.

· والمؤسف أن أعداداً كبيرة من جماهير الكرة صارت لا تستمتع بالكرة إلا إذا كانت هناك كراهية وبغضاء بين جمهور أنديتها المختلفة.

· صار جلنا لا يفرحون بفوز خارجي للهلال مثلاً إلا إذا ترافق مع هزيمة للمريخ، مثلما أن بعض المريخاب يفرحون لهزيمة الهلال من فريق أجنبي أكثر من فرحهم بفوز المريخ.

· وقد تابعتم جميعاً كيف أن صحفيي الناديين ظلوا يمدون الخصوم الخارجيين بالمعلومات ويكتبون مؤازرين تلك الفرق عندما تلعب تنافسياً أمام الهلال أو المريخ.

· كما ظل كتاب المريخ يحرضون الاتحاد الأفريقي ضد الهلال وينشرون معلومات لا يملكون أي أدلة حولها عن رشاوى يقدمها الهلال للحكام حتى يضمن فوز فريقه.

· ونفس الشيء كان يتكرر من بعض كتاب الهلال عندما يهم المريخ بخوض مباراة خارجية.

· ومثل هذه الأمور لا يمكن أن تحدث سوى في بلد متخلف، يعجز أهله عن التمييز بين المصلحة الضيقة وبين مصلحة الوطن.

· والمثير للعجب أن بعض كبار الكتاب ظلوا يرددون أن مسألة وقوف المريخاب مثلاً مع فريق أجنبي يباري الهلال تنافسياً ليس بالأمر الجديد في كرة القدم، بل هو تقليد مألوف في ميادين الكرة، وسعوا مراراً إلى نفي أي علاقة لذلك بضعف الروح الوطنية، ونفس الشيء انطبق على بعض كتاب الهلال.

· وقد لا تصدقوا أن عدداً مقدراً من هؤلاء ناصروا بيان الناديين الأخير حول نبذ التعصب وأكدوا دعمهم اللامحدود له! ألم اقل لكن أن الاستخفاف بعقولكم يا جماهير الكرة بلغ مداه ؟!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    بريمه 02-16-2012 10:0
    رائحه التعصب موجوده بين كليماتك يا هذا وانت تدعو لعدم التعصف ووصفنا بالمتخلفين قولك :بعض المريخاب يفرحون لهزيمة الهلال من فريق أجنبي أكثر من فرحهم بفوز المريخ.) خليك واضح يا جميل تحاول ان تداري عصبيتك لكن من بدون احترافيه وكقولك المريخاب لايفرحون لفوز الهلال وكذلك الهلال! والمريخ يساند الفريق الضيف وكذلك الهليل !بعض صحفي المريخ يأججون النيران وكذلك بعض صحفي الهلال! لاتنه عن فعٍلٍ .. كمل الباقي
  • #2
    صالح عثمان سعيد 02-16-2012 08:0
    نعم إن الإستخفاف بعقولنا بلغ مداه أسمح لى أن أقتبس الاتي من من تولوا زمام الاعلام في بلدنا ولي عوده: (هلال الجديان جماعة بوكو حرام الهلالية يالرشيد إختلفنا أو إتفقنا مهند ولدنا الولاء لصاحب العرض الأفضل هوية صاحب العرض الأفضل في السودان معروفة للجميع السطر الواحد في عمود (السجم والرماد) ودي من عندي أعلى من حافز مهند , كلفة اخر خبر أكبر من مقدم ولدنا سادومبا ومتن العمود أعلى من عقد اتوبونج الشعب وتوريه الامة مد قلمك قدر قروش ناديك إن أنت أكرمت الكريم ملكته ووو اللئيم تمردا ) هذا بعض من مماجادت به قريحة أحد الذين أبتلى بهم إعلام الأمة السودانية والمثير للقرف أنه في نفس مقاله المتناقض أكد أنه من الداعمين للإتفاق الأخير (وهو كلام ليل )وطبعا تيس الخلا عرف نواياه المخبوءة. اخي كمال: وطني موبوء فرحتنا بالمنتخب في وصوله لهذا الدور معناها قلت الطموح وتقبل الدونية من دول سلكت طريق العلم في شتى مجالات حياتها أما نحن فهناك أناس لا زالوا وسيظلوا يقتلوننا بعبارات مقيته مشينه مخجلة تدل على أن العقلاء تمت سرقتهم ووضعوا في توابيت وتم دفنهم أحياء عبارات مثل ( الكاش يقلل النقاش والعياذ بالله.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019