بهدوء
كاريكا يجنى ثمار صبره !
اختار الاتحاد الافريقي لكرة القدم مهاجم منتخبنا الوطنى مدثر الطيب كاريكا ضمن القائمة الاحتياطية للتشكيلة المثالية التى ضمت افضل النجوم الذين شاركوا مع منتخبات بلادهم فى نهائيات الامم الافريقية التى اسدل الستار عليها يوم الاحد الماضى فى غينيا الاستوائية والجابون ,, وضمت القائمة الاساسية ابرز النجوم الذين ظهروا فى هذه البطولة وهم اربعة من منتخب زامبيا المتوج باللقب ومثلهم من منتخب ساحل العاج الوصيف ولاعبين اثنين من مالى وواحد من غانا ,, اختيار كاريكا فى القائمة الاحتياطية كان ضمن ثلاثة مهاجمين عرب هم التونسى يوسف المساكينى الذى اصبح الان تحت انظار السماسرة والمغربى حسين خرجه المحترف فى نادى فيورنتينا الايطالى علما بان كل النجوم الذين تم اختيارهم فى القائمة الاساسية والاحتياطية يمثلون 11 منتخبا هم الى جانب السودان كل من زامبيا وساحل العاج ومالى وغانا وغينيا الاستوائية والجابون وغينيا وانجولا والمغرب وتونس ,, ولاشك ان فى هذا الاختيار اعتراف بموهبة كاريكا الذى اهلته قدراته التهديفية فى التفوق على مهاجمين من منتخبات اخرى لم تدرج فى القائمة الاساسية او الاحتياطية رغم امتلاكها لمحترفين فى الدوريات الاوربية والخليجية مثل السنغال وبوركينافاسو والاخيرة ضمت قائمتها المهاجم داجانو لاعب نادى الخور وهداف دورى نجوم قطر ,, وكما هو معروف ان مسيرة مدثر كاريكا مرت بكثير من المطبات عندما لم يوفق مع الهلال فى 2006 وانتقل الى نادى النيل الحصاحيصا الذى قضى معه موسمين اكتسب فيهما الخبرة الكافية التى اهلته فى ان يفرض نفسه من جديد على الهلال ويعود ليرتدى الشعار الازرق فى 2008 ويبرز كواحد من افضل المهاجمين فى التشكيلة الزرقاء وفى المنتخب الوطنى , علما بان هناك عدد من اللاعبين عندما لايحالفهم التوفيق فى اندية القمة ويتم الاستغناء عنهم يصعب عليهم العودة من جديد الا ان كاريكا كان يمثل ربما حالة استثنائية فى السنوات الاخيرة حيث لم تهتز ثقته فى نفسه او تثبط عزيمته بل صبر واجتهد مع نادى النيل ليقدم نفسه من جديد للهلال ويكسب ثقة جماهيره قبل ان يفرض نفسه كمهاجم اساسى فى الوقت الذى اصبح فيه المهاجم الوطنى عملة نادرة فى ناديى القمة فى ظل اعتماد الهلال والمريخ على المحترفين الاجانب , ورغم ان كاريكا تعرض الى انتقادات لاذعة وتنبأ له البعض بالفشل فى نهائيات امم افريقيا بعدما ظل صائما عن تسجيل الاهداف فى المباريات الوديه امام تونس والسنغال والجابون الا انه تحمل النقد والهجوم الاعلامى المستمر ليبدأ ادائه فى التصاعد امام ساحل العاج ثم انجولا حتى توج جهوده بهدفين فى شباك بوركينافاسو محققا انتصارا تاريخيا لصقور الجديان صعد بهم الى ربع النهائى .
اختيار كاريكا ضمن كوكبة المحترفين والنجوم المحليين فى القائمة المثالية هو شرف كبير وانجاز يتطلع الى تحقيقه كل اللاعبين فى مثل هذه البطولات الافريقية حتى لو كان فى القائمة الاحتياطية لان ذلك لايقلل من شأن اللاعب بل يحسب له ويفتح امامه باب الاحتراف ويجلب اليه المزيد من عقود الاعلان والتسويق - طبعا اذا كان فى بلد غير السودان - الذى لايمتلك مع الاسف شركات التسويق فى المجال الرياضى ,, على العموم هذا لايقلل من القيمة الفنية والادبية لاختيار واحد من مهاجمى منتخبنا الوطنى ضمن القائمة الاحتياطية لافضل منتخب يمثل القارة السمراء لانه بالفعل انجاز يضاعف من مسؤليات كاريكا مع ناديه فى دورى الابطال حتى يكون عند حسن ظن من اعترفوا بقدراته الهجومية فضلا فى انه يضع كاريكا فى مواجهة التحديات الكبرى عندما يعود مرة اخرى لارتدء شعار صقور الجديان وتحديدا بعد اقل من عام عند انطلاق تصفيات نهائيات كاس الامم الافريقية القادمة التى تستضيفها جنوب افريقيا 2013 باذن الله .