• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024
خليفة

وقس على ذلك

خليفة

 0  0  1822
خليفة
هلالابي حتى الموت
بالأمس فقد الوسط الرياضي ركناً ركيناً من أركانه، وغيّب الموت هلالياً مخلصاً ورمزاً رياضياً، بالأمس انتقل إلى الرفيق الأعلى قاهر الظلام عبد المجيد منصور رئيس الهلال الأسبق بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال وعظائم الخيرات، خيّم الحزن على الوسط الرياضي وعبد المجيد ينسرب راحلاً وملوحاً بابتسامته التي لم يقهرها المرض وروحه الوثابة المبادرة وقلبه الذي ظلّ ينبض بعشق الهلال حتى آخر اللحظات، مات عبد المجيد لكن مآثره ستحي وتبقى، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلاّ مايرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.
لم ندخل إلى عالم الصحافة عندما كان السيد عبد المجيد منصور رئيساً لنادي الهلال، ولم نشهد فترته التي تولّى فيها أي منصب من المناصب الإدارية في النادي، لكن الذي نشهد عليه ونقر به بعد أن رأيناه رأي العين هو أن هذا الرجل عاشق متبتل في محراب الهلال، هذا العشق رأيناه رأي العين والرجل يتوكأ على الآمه مرة بعد الأخرى من أجل أن يكون في النادي وداخل الاستاد مشجعاً ومؤازراً للاعبين، ولم يكن يحبسه عن معشوقه إلاّ (الشديد القوي) مقدماً بذلك نموذجاً يحتذى في التعبير عن الحب الحقيقي للهلال.
لم يكن عبد المجيد ينظر إلى موقفه من مجلس الهلال تأييداً ومعارضة، وظلّ الرجل على الدوام يولّي وجهه شطر الهلال سانداً وداعماً، تجده في خلاف شديد مع مجلس إدارة النادي، وتحسب أنّه سيكون شانه شأن غيره الذين يربطون تفاعلهم مع ناديهم بموقفهم من مجلس إدارته، لكنّ الرجل يفاجأك فيكون أول من يحضر لأي شانٍ هلالي، تراه فتشفق على حاله وهو يغالب التعب والإعياء والجهد الجهيد، وسرعان ما تعلو وجهه ابتسامة تجعلك تدرك عظمة وسمو الهلال وسره الباتع.
قاهر الظلام قدّم أعمالاً جليلة في خدمة الهلال، نجح الفريق في عهده في الوصول للنهائي الأفريقي أمام الرجاء المغربي، سيل عطائه المتصل بحاجة لمداد كثير خاصة وأنّه من الرجال الذين دخلوا الهلال ليعطوه بينما نشهد الآن عهد الذين يدخلون لإدارات الأندية ليأخذوا منها، أمثال عبد المجيد احتفظوا للرياضة بقيمها الجميلة ومعانيها السامية النبيلة، والمتأمل لمسيرة عبد المجيد سيجد أنّه لم يستبق شيئاً إلاّ ودفع منه فاتورة حبه للهلال، ماله، وقته، جهده، فكره، وصحته التي ما اعتلت إلاّ من أجل حب الهلال.
من الأشياء اللافتة عند السيد عبد المجيد منصور أنّه ظلّ يقدّم المثل الحي على مقولة (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)، وهذه قيمة في طريقها للضياع والتلاشي الآن ليس في وسطنا الرياضي فقط لكن في كل الأوساط التي تجمع الناس في أعمال مشتركة، وفي أصعب الأوقات والمواقف تجد عبد المجيد بين الأهلة محمولاً على كرسيه ساعياً لأن يبقى بين من أحبهم وعمل على اسعادهم، وقد كان الراحل حضوراً باذخاً حتى آخر لقاء جماع بنادي الهلال.
من الأشياء التي استوقفتني كثيراً عن السيد عبد المجيد منصور احترامه الكبير للأهلة صغيرهم وكبيرهم واحتفائه الزائد بهم وهذه قيمة أيضاً من القيم التي بدأنا نراها تنسرب من بين أيدينا، وبالأمس نعاه الناعي بعد حياة أثبت فيها معنى أن تكون هلالياً حتى الممات حيث ظلّ الهلال شغل الرجل الشاغل، اللهم إن عبد المجيد منصور بين يديك فعامله بما أنت أهل له، اللهم إن كان محسناً فزد في احسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم اسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : خليفة
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019