ياناس الهلال بداها بكاس
* نجح الهلال في تحقيق أكثر مما هو مطلوب منه في بطولة بني ياس الدولية، ونال الفريق كأس البطولة التي ذهب إليها مشاركاً وباحثاً عن إعداد يعينه على موسمه الجديد المحاط بالتحديات داخلياً وخارجياً، ومن حق جماهير الهلال أن تسعد وتفرح بهذه الكأس الغالية التي تبشّر بموسم جيد نتمنى له أن يأتي حافلاً بالإنجازات، كما نتمنى أن يكون كأس بني ياس القطرات الأولى من غيث الانتصارات والبطولات القادمة بمشيئة الله.
* وإذا عددنا جملة من الفوائد خرج بها الهلال من مباراته الأولى في البطولة والتي واجه فيها المحرق البحريني فإننا يمكن أن نحصي جملة أخرى من المكاسب خرج بها الفريق من مباراة الأمس، وفي مقدمة هذه الإنجازات بكل تأكيد الكأس التي انتزعها الفريق من فرق كبيرة وصاحبة بصمة مميزة في بلدانها، ونشير هنا إلى أن من بين الفرق المشاركة في البطولة فريق الوحدات الأردني قاهر المريخ وصاحب زلزال السباعية الذي ضرب المريخ ومازال الأحمر يعاني من تبعاته.
* في المباراة ظهر الهلال بالشكل الذي نرى أنّه قادر من خلاله على تحقيق ما يريد، ونعني بهذا الشكل مقدرة الفريق على العودة من بعيد وتعديل النتيجة، وهذا يعني أن روح اليأس والقناعة بالهزيمة أمر قد انفكّ الهلال من أسره، تقدّم الفريق الإماراتي مرتين، وكانت المباراة تسير نحو نهايتها بنتيجة الهدفين، بل إن معلّق المباراة أخذ يتحدّث عن أن بني ياس سجّل بفوزه على الهلال أول فوز للأندية الإماراتية على فريق الهلال الذي توزّعت مبارياته السابقة مع فرق الإمارات مابين انتصار وتعادل.
* وضح الإصرار على لاعبي الهلال الذين لم يكفوا عن الهجوم حتى وهم يلعبون بعشرة لاعبين بعد طرد منير أمبدة ، شاهدنا بسالة في خط الظهر ورأينا ثباتاً في خط الوسط وسعدنا ببحثٍ متواصل عن الوصول إلى المرمى من خط الهجوم، وكانت نتيجة تلك الأشياء تفوقاً هلالياً أظهرته كل إحصاءات المباراة، أثمر الضغط الهلالي عن أخطاء عديدة لدفاع الفريق الإماراتي كان أكبرها خطأ المدافع الذي غالط حارس مرماه وحوّل الكرة داخل شباكه مقلصاً الفارق ومانحاً الهلال المزيد من الدفع المعنوي والحماس والرغبة في تعديل النتيجة.
* أما الهدف الثاني فهو هدف نرى أن للجمهور النسبة الكبيرة في إحرازه مع تقديرنا لجهد خليفة ومتابعته للكرة التي أجبر أحمد عادل الدفاع على التعامل معها بطريقة ضعيفة، لعب الجمهور دوراً كبيراً في هدف التعديل، وشاهدنا كيف أنّه حوّل الإستاد إلى هدير لا ينقطع، وهذه رسالة من جمهور الهلال بالإمارات إلى جمهور الداخل مفادها أن المساندة يجب أن لا ترتبط بنتيجة، ساندوا الفريق خاسراً أو متعادلاً ودعوا الحساب حتى يطلق الحكم صافرته النهائية وبعدها يكون لكل حدث حديث، التشجيع والدعم والمساندة عوامل يمكن أن تغيّر نتيجة أية مباراة أمام أي خصم.
* الهلال بحاجة بعد الفوز ببطولة بني ياس إلى المزيد من المباريات التي ترفع درجة جاهزيته، يحتاج الهلال لمنح المزيد من الفرص للاعبين أمثال النيجيري أمادو وسيف مساوي وأحمد عادل العائدين من الإصابة، ويحتاج كذلك لمنح الفرصة للقادمين الجدد التاج وبشّة ونادر وحتى حارس المرمى تحت السن، وليكن الهدف الإعداد بغض النظر عن النتائج تماماً كما فعل الهلال في دورة بني ياس التي ركّز على الإعداد فيها فجنى الكأس.
* مبروك لجماهير الهلال الممتدة داخل وخارج السودان، والأمنيات أن يكون هذا الموسم موسماً للإنتصارات والبطولات، ونتمنى كذلك للكرة السودانية وهي تستهل مشوراها الإفريقي اليوم ممثلة في فريقي المريخ والأمل التوفيق وتحقيق نتائج إيجابية تؤكّد بها عودتها القوية وجدارتها بنيل أربعة مقاعد في بطولتي الكاف.