• ×
الأحد 2 يونيو 2024 | 06-01-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 2  0  1037
النعمان حسن
لدغة عقرب النعمان





من لا يصدق هذه الارقام ليمسك بآلة حاسبة ويضرب لوحده

الهيكل3

ليعذرنى القارى اذا كانت هذه الحلقة مزعجة او (تقيلة الدم) بل ربما تثير ضيق القارئ لان كثير من الناس لايحبون حديث الارقام ولكن للضرورة احكام ولا بد منها اذا كنا بحاجة لان نجيب على السؤال الهام (لماذا اعادة الهيكلة؟) فالحديث الاحصائى و بالارقام يثير الملل ولكنه شر لابد منه اذ ليس هناك اصدق من الارقام:

الدول العربية الاعضاء فى الجامعة العربية والتى تتمتع الكثير منها بامكانات مادية تفوق السودان (فرادى ناهيك عنهم مجتمعين) يبلغ عددها21دولة بدون السودان وفى كل دولة من هذه الدول اتحاد واحد فقط لادارة كرة القدم ومتوسط عدد الاندية فى كل اتحاد منها خمسين ناديا(حتى مصر التى يبلغ عدد سكانها تسعين مليون نسمة) لكل الدرجات منخرطة تحت اتحاد الكرة الذى يتمتع بعضوية الفيفا ويعتبرجزءا من المنظومة العالمية وبهذا يبلغ عدد اندية الدول العربيةمجتمعة1050 ناديا واذا حسبنا لكل نادى 25 لاعبا لبلغ عدد لاعبى الدول العربية مجتمعةواالمنخرطين تحت راية الفيفا بحكم انتمائهم لاتحادالكرة 26250 (ستة وعشرون الف ومئتان وخمسون لاعبا.)بمتوسط 1250 لاعب لكل دولة ينخرطون تحت الاتحاد يمثلون خلاصة المواهب الكروية فى البلد

نحن فى السودان وحدنا وفى مواجهة 21دولة نملك واحد وحمسين أتحادا (بالتمام) تنخرط تحت الاتحاد العام وتقع تحت مسئوليته المباشرة قانونا واذا كان لكل اتحاد منها ثلاثة درجات لان هذه الدرجات شرط من شروط الاتحادات يبقى عدد انديتنا التابعة لاتحاد كرة القدم والتى تشارك فى ادارته بحكم انها تنتخب الاتحادات المحلية التى تنتخبه بالوكالة وفق القانون فان عددها يبلغ 1530 ناديا وهكذا فان عدد اندية السودان يزيد عن مجموع اندية الدول العربية مجتمعة بما يقارب 500 نادى (هذا مع ملاحظة ان عدد الاندية فى كل درجة يزيد عن العشرة بكثير.

اما عدد اللاعبين (وامسكوا الخشب) فاننا لو حسبنا عدد لاعبى كل نادى ب25 لاعبا(وده بالمناسبة لاندية الممتاز فقط اما بقية الاندية فيبلغ عدد اللاعبين فى النادى 30 لاعبا لهذا وبحساب 25 لاعبا للنادى فقط يكون عدد اللاعبين المنخرطين كل نادى للدرجات الثلاثة ولمجموع 1050 ناديا فان عدد لاعبينافى السودان يبلغ 37ألف وستمائة وخمسون لاعبا مما يعنى ان عدد اللاعبين المسجلين فى كشوفات الاندية التى تخضع للاتحاد العام فى السودان سواء مباشرة او بطريق غير مباشر يزيدعن مجموع لاعبى كل الدول العربية مجتمعةب11ألف واربعين لاعبا واذا حسبنا ان عدد سكان الدول العربية مجتمعة ربما يصل الثلاثمائة مليون نسمة يقدمون 26250 لاعبانجد اربعين مليونا فقط فى السودان يقدمون 37650لاعبا وانظروا المفارقة هنا كل هذا العدد من اللاعبين ينخرطون فى الاتحاد بسبب الهيكل مفابل 1250 لاعب لكل دولة عربية ولا تسالونى عن الفارق فى القدرات المالية.

اما عدد الاداريين بالاتحادات بمتوسط 20 ادارى لكل اتحاد من ال52 ليصيح عددهم الف واربعين ادارى ولا يدخل فى هذا الحساب عدد الاداريين بالاتحادات الفرعية او المناطق واللجان الجانبية حيث ان لبعض هذا الاتحادات مناطق او اتحادات فرعية

اما ادارات الاندية واذا حسبنا لكل نادى الحد الادنى حسب القانون بتسعة اداريين غير اللجان الفرعية ولن احسبها على الحد الاقصى خمسة عشر ادارى فان عدد اداريى 1530ناديا يبلغ 13ألف وسبعمائة وسيعون اداريا مقابل ألف ادارى فقط لكل الدول العربية مجتمعة

اعذرونى(فترت) احسبوا عدد الحكام والمدربين المطلوبين لهذا الكم الهائل من الاندية والاتحادات حيث ان لكل اتحاد لجنة تحكيم ولجنة مدربين ولجان مركزية

هذا هو الهيكل الذى نقصده بضرورة الاقتلاع من الجذور

وبالطبع كما تعلمون فان هذه الاعداد على كل المستويات كلما أنبتت الارض اتحادا جديدا من اجل ان يكون هناك صوت انتخابى جديد يتضاعف العدد لانه بند مفتوح بصفة دائمةو لكم ان تتخيلوا عندئذ حجم الصراع بين هذا الكم الهائل من الاداريين وتطلعاتهم وكيف لهذا العدد الذى تحتاجه ادارة الاتحاد ان تتوفر فيه الخبرة بهذا الكم الهائل. وكم سيبلغ عندما يصبح فى كل مدينةوقرية فى السودان اتحاد له 30نادى

واود ان انو هنا ان الدول العربية لا تقف اعدادها على هذاالعدد من اللاعبين ولكن هذا هو العدد الذى يتكون منه اتحاد الكرة اما خارج هذه الدائرة فهناك الالاف من شباب اللاعبين مستوعبون فى مراكز الشباب ولكنهم لا يتبعون اتحاد الكرة وانما تشرف عليهم الدولة لاسباب تربوية.وهذه المراكز هى التى تقوم بعملية فرز المواهب التى تستوعب فى منظومة الاندية التابعة للاتحاد حيث تحظى بعناية خاصة للاغراض التنافسية والانفتاح حول العالم

لن اقارن لكم بين الامكانات المادية المتاحة لهذا الكم الهائل من اتحاداتناولاعبينامقارنة بالمتاح للدول العربية لهذاالعدد المحدود من لاعبيها المنخرطين فى الاتحاد الذى يعتبر التنظيم الموازى لاتحادنا العام.

هذا هوواقع الهيكل الحالى لكرة القدم الرسمية المنخرطة تحت الاتحاد العام وهو الواقع الذى عبر عنه صدق الراحل المقيم رحمة الله عليه ابوالعائلة عندما شبه هذا الهيكل بالبروس ويبقى علينا ان نعرف من اين جاء هذا البروس الذى لم يخطط له احد وانما نما وتزايد عشوائيا ونبت كالشيطان دون ان يزرعه احد ليفرض نفسه على كرة القدم.وليصبح(مسمار جحا) وعضمة فاسدة تسد حلق الكرة السودانية ويمنعها من استنشاق الهواء النقى.(وبقية سلبيات هذا الهيكل وافرازاته خلوها مستورة وانتم العارفين)

كانت بداية البروس فى العاصمة المثلثة حيث كان لكل مدينة من مدن العاصمة الثلاثة الخرطوم وامدرمان وبحرى اندية تتنافس فى حدود المدينة ولم يكن هناك ما يربط بينها.

ولما تقرر ان تكون هناك منافسة تضم المناطق الثلاثة كان ذلك اعلان مولد اول تنظيم يجمعالمدن الثلاثة اسمه اتحاد الخرطوملكرة القدم وكان وحده بالسودان ويومها لم يكن البروس قد انبت هذه الكلمة(المحلى) التى نسبت اليه بعد انتشار البروس.

انتقلت التجربة منه لمدن السودان الكبيرة من عواصم المديريات الكبيرة فى مدنى وبورتسودان والابيض وعطبرة حيث نشات اندية مماثلة كلمنها تتنافس على مستوى المدينة ولم يكن بينها رابط

ثم تدرجت هذه الاتحادات واجتمعت فى اتحاد واحد لما نبعت فكرة تنظيم منافسات بينهاو كان مولد الاتحادالعام ولم تكن له يومها استقلالية عن اتحاد الخرطوم فكانت ادارة اتحاد الخرطوم هى نفسها ادارة الاتحاد العام.

ثم كانت المرحلة الاخيرة بعد ان اصبح التنافس على جلب الاصوات للفوز بهذا الكيان فاندفع كل طامع على هواه لانشاء اندية واتحادات مماثلة لينتشر البروس بسرعة

فانتشرت العدوى واصبح لكل مدينة فى السودان تنتظم فيها اندية ويتوفر لها ملعب تصبح اتحاد ينخرط فى منظومة الاتحاد العام والمفارقة هنا وفى سبيل الصراع كان هناك تجاوز كبير فى اعتماد الاتحادات حتى لو كان لها ملعب مسور من (القش والبرش)

كان ذلك من بداية الخمسينات ومنذ ذلك الوقت تواصل مولد الاتحادات المحلية حتى بلغت هذا العدد وقابليته للزيادة تتضاعف حتى اليوم فى السباق المحموم لكسب الاصوات حتى اصبحت تجارة رائجة

ثم كان من الطبيعى ان يتفجر الصراع بين الاقاليم من جهة ضد هيمنة الخرطوم حتى هيمنت الاقاليم على الكيان فى المعركة التى قادها شباب التغيير يقفيادة صديقى الودود وهو الصراع الذى امتدت اثاره حتى وقت قريب عندمااستسلمت الخرطوم نفسها لتحكم كرة القدم العصبة الحالية بغد ان انقلب الحال على الراسليشري من ذات الكاس..

اذن هذا الهيكل لم يكن من صنع احد اوتخطيط احد وانما انتشر كما ينتشر البروس لهذا ان كان للارض ان تثمر زرعا فلابد من نظافتها باقتلاع البروس البروس ليحل مكانهاتنظيم مدروس يخطط له مواكبا للعالم .(اواصل)
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    مجذوب السلمة 01-20-2012 10:0
    سلمت يداك استاذ الاجيال ..فعلا لابد من اقتلاع الهيكلة الحالية من الجذور واضيف ليك كمان لابد من اقتلاع الصحافيين اصحاب الاغراض والاهواء والمصالح من الجذور ايضا ومن جميع الوسط الصحفي لانهم نبتوا كالبروس...ودونك ما يكتبه الاقزام امثال المصوراتي الذي صار صحفيا بقدر قادر . دمت لنا نبراسا ومنارة لنا بعد يئسنا من حال البلد الطارد
  • #2
    عاشق الهلال 01-20-2012 08:0
    المصيبة يا استاذ نعمان انه من بين ال 37650 لاعب عجم السيد مازدا كنانته فلم يجد فيها سوى مهاجم واحد مما جعله يفكر فى سولى و كلتشى
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019