بهدوء
المطالبة باقالة مازدا دعوة مجنونة !
خسارة منتخبنا الوطنى من تونس فى اول تجربة اعدادية له وظهوره بمستوى فنى متواضع جدا زادت من حدة الغضب على اللاعبين وجهازهم الفنى وارتفعت من جديد الاصوات التى تطالب برحيل مازدا كما تابعنا ذلك وسط اعضاء الجالية السودانية الذين تابعوا المباراة من داخل ملعب نادى الشارقه وصدموا بسوء الاداء الفنى قبل الهزيمة لاسيما وان المنتخب كان قد انهى معسكرا من فئة الخمسة نجوم فى الدوحه تخللته مجموعة من التمارين البدنية والفنية كانت كافية فى ان تترك اثرا ايجابيا على المستوى العام للفريق الا ان ذلك لم يحدث وكانت النتيجة ردود الفعل الغاضبة من الجماهير التى من الواجب ان نحترم حقها فى التعبير عن رايها وموقفها حتى وان كان لايتسق او ينسجم مع المرحلة القصيرة الحالية التى تفصل بين فترة الاعداد وانطلاق نهائيات البطولة فى غينيا الاستوائية والجابون ,, الا ان هذا ايضا لايمنع من وصف دعوة المطالبين برحيل مازدا جهرا بانها دعوة مجنونة تنطلق من دوافع عاطفية وليست بها ذرة من العقلانية وقد يكون الامر مختلفا اذا صدرت هذه الهتافات فى وقت سابق من الان وليس قبل ايام قليلة من موعد المشاركة فى البطولة المرتقبة , لانقول ذلك دفاعا عن مازدا الذى نقدر جهوده ونحترم وفائه واخلاصه لوظيفته وعمله طوال السنوات التى ظل يعمل فيها متطوعا لاداء هذا الواجب الوطنى ولكن لادراكنا كمتابعين ومراقبين لواقعنا الرياضى المحزن والمؤسف حيث ان طموحاتنا دائما اقل من امكانياتنا وهذه الحقيقة يعلمها كل الرياضيين فى السودان وكذلك الذين هتفوا ضد مازدا ولا اظنهم مغيبين عن الكيفية التى يتم بها اختيار منتخباتنا الوطنية واعدادها وهم يطالعون عشرات المقالات الصحفية والتصريحات الغاضبة من الحادبين على مستقبل كرة القدم فى بلادنا وهم يشكون من غياب الدعم الرسمي للدولة وضعف الامكانيات التى نتحدث عنها , صحيح ان الاتحاد العام تلقى هذا العام اموالا من دولة قطر مشكورة لتغطية تكلفة الاعداد وان هناك من يتحدث ايضا عن رفض الاتحاد العام مقترحا قطريا باستجلاب مدرب اجنبى بديلا عن مازدا , الا ان كل ذلك ليس مبررا لهذه الهجمة التى تعرض لها المنتخب ومدربه مازدا فى هذه المرحلة التى يحتاج فيها الجهاز الفنى واللاعبين للدعم المعنوى من الجماهير والاعلام وليس بمضاعفة الضغوط عليهم ,, فالمنتخب امامه تجربتين وديتين امام السنغال والجابون نأمل ان يخرج منهما بالمردود الذى يساعد اللاعبين على الظهور بالمستوى المشرف فى النهائيات القادمة وهى الغاية التى ننشدها وننتظر تحقيقها فى غينيا والجابون .
لقد تابعت بالامس برنامج الحدث فى قناة الجزيرة الرياضية الاخبارية وهو يتناول كل التداعيات التى صاحبت هزيمة المنتخب امام تونس , وهنا اتفق مع وجهة نظر الزميلين سامر العمرابى وياسر قاسم بان الانفعال والغضب الذى سيطر على مدرجات ملعب الشارقة لن يغير من واقع المنتخب لانه وليد لواقع الكرة السودانية التى لازالت تمثل حالة مرضية مزمنة سببها تخلف الانظمة والعقول التى تدير الكرة وهى تهتم فقط بالخلافات والصراعات اكثر من تقديم الافكار والبرامج التى يمكن ان تعالج هذه الحالة المتدنية , وبالتالى ليس من العدل والانصاف ان نحمل مازدا كل هذه الاوزار وجملة الاخطاء المتكررة والمستنسخة عام بعد عام وهو يحاول دائما ان يصنع لنا من الفسيخ شربات كما يقول الاخوة المصريون خاصة عندما يجد نفسه مطالبا باعداد وتهيأت لاعبين فى المنتخب من الصفر لانهم منهكين ومرهقين بسبب توقف النشاط الرياضى , فى حين نجد ان معظم المنتخبات الافريقية والعربية منها لاتسجن نفسها فى معسكرات طويلة وتكتفى فقط بالمباريات التجربيبة مباشرة لزيادة معدل الانسجام والتطبيق الخططى للمدرب لان لاعبيها يتم اختيارهم من دوريات قوية وفى كامل لياقتهم البدنية ولايحتاج مدربيهم لاهدار الوقت فى معسكرات للتجريب والتبديل ,, علينا ان نتعايش مع واقعنا الرياضى ونمد رجلينا على قدر لحافنا دائما !