تأمُلات

الوضوح أحسن

كمال الهدي

hosamkam@hotmail.com



· بالأمس كتبت مقالاً عبرت فيه عن رأي مخالف لقرار مجلس الهلال بتعيين حمد كمال كمساعد للمدرب.

· لم أحسبها من جانب طرقه الكثيرون، لكنني تناولت الأمر فقط من زاوية أن حمد كمال لا يمكن أن يكون الأصلح بين لاعبي الهلال السابقين للمهمة التي تبدو أكبر منه.

· وتساءلت في ذلك المقال عما دفع المجلس لاختيار الدكتور علي قاقرين والدكتور حسن على عيسي كمستشارين، بدلاً من أن يولي المجلس أحدهما قطاع الكرة في الهلال.

· وأوردت أن منصب المستشار غالباً ما تقصد منه مجالس الإدارات حشد المزيد من الدعم الجماهيري باختيارها لشخصيات واسعة الانتشار لتولي هكذا منصب، وسألت المجلس سؤالاً مباشراً هو: هل استشرتم هذين المستشارين في تعيين أعضاء دائرة الكرة ومساعد المدرب.

· وبعد إرسال ذلك المقال للنشر بنحو ساعة طالعت تصريحاً لرئيس النادي الأمين البرير يقول فيه أن اختيار حمد كمال فرضه المدرب غارزيتو الذي طلب أن يكون مساعده من اللاعبين القدامى الشباب، وتساءل البرير: هل هناك غير حمد كمال؟!

· جميل أن يتفاعل رئيس نادي الهلال مع الانتقادات التي وجهها العديد من الزملاء خلال اليومين الماضيين اتفاقاً أو اختلافاً.

· فالمطلوب من الإداريين دائماً هو تأمُل ما يوجه إليهم من نقد وليس تنفيذ ما تسطره أقلام بعضنا بحذافيره.

· لكنني لا أتفق مع تبرير البرير لاختيار حمد كمال لسبب بسيط هو أن هناك الكثير من لاعبي الهلال السابقين الشباب لو أن هذا هو السبب الوحيد لاختيار حمد كمال.

· فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك السادة الشاب المتعلم والذي عمل لفترة في مجال التدريب، ثم توجه بعد ذلك للتحليل وقد طور نفسه بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية.

· تبرير البرير ذكرني بنكتة مجلس المريخ الذي عندما وجد نفسه أمام المفاضلة بين الفهلوي ابراهومة والمدرب القدير جبرة اختار الأول وبعد ذلك برروا موقفهم الغريب بأن ريكاردو هو من طلب ابراهومة.

· طبعاً كلام غير منطقي وحجة أكثر من واهية، ولأن الحرامي على رأسه ريشة كما يقولونً ، يبدو أن اقتناعهم بعدم اختيارهم للأصلح بين الاثنين قد دفعهم لتقديم ذلك التبرير الفطير.

· لم أعد للحديث عن اختيار مجلس الهلال لأعضاء دائرة الكرة ومساعد المدرب اعتباطاً، إنما قصدت أن أنقل للعلن ما يدور همساً حول هذا الأمر.

· فمنذ لحظة الإعلان عن أسماء خالد بخيت وأبو شامة وحمد كمال تخوف الكثير من الأهلة من أن يؤدي اختيار هذا الثلاثي للخلافات وسط لاعبي الهلال لكونهم يرون أن العلاقة بين هذا الثلاثي وبين قائد اللاعبين هيثم مصطفى ليست على ما يرام.

· وهناك من ذهبوا لأبعد من ذلك مفترضين أن البرير اختار هذا الثلاثي بغرض تحطيم هيثم مصطفى.

· عن نفسي لا اتفق مع الرأي الأخير، وفي العادة لا استكين لنظرية المؤامرة إلا عندما لا يوجد طريق آخر غيرها.

· وبما أن هيثم لعب للهلال أكثر مما سيلعب لاحقاً، بينما ترأس البرير النادي منذ نحو عام، فليس من المنطقي افتراض أن البرير يسعى لتحطيم قائد الفريق.

· كما لا يجوز خلط الأوراق بهذه الطريقة، فهيثم هو القائد نعم .. وهو مؤثر نعم.. ولديه جماهيرية واسعة نعم، لكنه يظل في النهاية لاعباً ومن تم تعيينهم تولوا مناصب إدارية وعلينا- رغم تحفظاتنا على بعضهم - أن ندفعهم لأن يتصرفوا ككبار وألا نجردهم من ولائهم للنادي الذي لبسوا شعاره وتصويرهم وكأنهم أفراد عصابة لا هدف لها سوى التدمير.

· لكن وطالما أن همساً قد دار حول هذه العلاقة بين الثلاثي سابق الذكر وقائد الفريق، فلابد أن يتعامل مجلس الهلال مع الأمر بحكمة وتعقل.

· معلوم أن هناك من سيسعون دائماً لصب الزيت على النار باستغلال أي حالة سوء تفاهم قد تنشأ لدفع الأمور في الاتجاه الذي يدور حوله الهمس.

· وما يدور همساً اليوم قد يخرج للعلن غداً، ولهذا أردت أن أعلنه اليوم قبل حدوث أية خلافات، حتى يفطن المجلس والثلاثي المعني وقائد الفريق منذ وقت مبكر للأمر ويسدوا الطريق على الراغبين في تأجيج الخلافات.

· يفترض في البداية أن يلم المجلس شمل من سبق ذكرهم في جلسة عائلية يناقش خلالها الشأن الهلال ورغبة المجلس وجماهير النادي ولاعبيه في تحقيق انجاز غير مسبوق هذا العام، ولهذا لابد أن يُغلب الجميع مصلحة الكيان.

· ولابد من وضع لائحة واضحة تنظم العلاقة بين اللاعبين وقطاع الكرة والجهاز الفني ومجلس الإدارة وأن تفعل هذه اللائحة لا أن تكون مجرد حبر على الورق.

· وأهم ما يجب أن تتضمنه اللائحة هو تقييد التصريحات الصحفية.

· تعود الإداريون والمدربون واللاعبون أن يصرحوا للصحفيين من أي ركن، أو أي زقاق، أو من تحت أي عمود وهذه النقطة تحديداً تناولتها في أكثر من مقال.

· فلا يجوز أن نتشدق كل يوم بأن لاعبينا محترفين ومن حقهم أن ينالوا المبالغ الطائلة، وفي نفس الوقت تفسح مجالس الإدارات المجال واسعاً لكل من يرغب من أعضائه أو لاعبيه في إطلاق التصريحات كيفما اتفق.

· يفترض أن يكون هناك ناطق رسمي باسم المجلس لا ينطق إلا بما يتفق حوله المجلس من تصريحات.

· أما علاقة اللاعبين بالإعلام فيجب أن تخضع لتقدير المجلس وأن ينضبطوا جميعاً ويلتزموا التزاماً صارماً بعدم إطلاق أي تصريحات إلا بعد الرجوع للأجهزة الإدارية المسئولة.

· وحتى دائرة الكرة لا يحق لأي فرد فيها أن يقول ما يشاء قوله في أي وقت، بل يجب أن تخضع تصريحاته المحتملة للنقاش ويتم الاتفاق حولها ثم تصل للإعلام عن طريق شخص محدد يختاره المجلس.

· أكثر ما يؤجج الخلافات ويوغر الصدور بين اللاعبين ومدربيهم ومجالس إداراتهم هو صحافتنا الرياضية ولو ضبط مجلس الهلال مسألة التصريحات سيقفل أبواباً كثيرة من شأنها أن تنسف استقرار فريق الكرة مع انطلاقة الموسم الجديد.

· كما أن وسائل إعلامنا المختلفة يفترض كما قلت مراراً أن تدفع أموالاً مقابل التصريحات التي تتلقاها من لاعبي الهلال طالما أننا نتحدث عن لاعبين محترفين ينالون رواتباً نظير عملهم كلاعبي كرة في الهلال.

· لا يعقل أن يتم تسجيل اللاعبين بمثل هذه المبالغ الكبيرة ، بينما تذهب تصريحاتهم بالمجان للصحف التي تستفيد من اسم الهلال وتكسب الكثير من الأموال كنتيجة لوضع صور لاعبيه ومانشيتات تصريحاتهم على صفحاتها الأولى.

· وبما أن مجلس الهلال طالب إحدى القنوات الفضائية بدفع مبلغ محدد لظهور مدربه الجديد عبرها، نتوقع منه أن يتعامل بهذا الحس الاحترافي مع مسألة تصريحات أعضائه ولاعبيه.

· وأخيراً لابد من إشارة إلى أن معسكر الهلال الخارجي لن يكون ذا فائدة إن لم يتم الإعداد له منذ الآن ويُتفق مع أندية ذات قيمة ليلاعبها الهلال خلال المعسكر.

· ونتمنى ألا تتكرر نغمة الأعوام السابقة " النادي الفلاني لم يوافق" و " النادي العلاني مشغول بكذا "، ففي هذه الحالة يفضل تحويل الأموال إلى بند آخر والاكتفاء بالمعسكر الداخلي.