• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 3  0  1393
كمال الهدى
تأملات

لأننا هبل ومجانين وصغار عقول..

كمال الهدي



· " الدولة تهمل الرياضية".. هذا أمر معلوم للجميع وليس فيه جديد.

· بل الغريب هو ألا تهمل دولتنا الرياضة، لأن هذه الدولة لا تعبأ بطعام الناس، ولا بصحتهم ولا بتعليمهم ولا بأمنهم ولا بأي شيء يخص حياتهم، فمن الطبيعي جداً إذاً أن تهمل الرياضة لأنها ليس أهم من أكل الناس وشرابهم وعلاجهم وتعليمهم.

· لكن إهمال هذه الدولة للرياضة ليس هو بيت القصيد فيما جرى في الدوحة كما يحاول بعضهم إقناعنا.

· فما وقع هناك من فضائح يندي لها الجبين خجلاً سببه الفساد الإداري والمالي وجهل هؤلاء الإداريين بأمور يتولون مسئوليتها رغم أنف أفراد الشعب السوداني.

· لا اتفق مع الرأي القائل بأن ما حدث في الدوحة نتيجة طبيعية لافتقار الاتحادات المختلفة للملاعب والبنى التحتية التي تعين على تطور مختلف ضروب الرياضة، وذلك لسبب بسيط هو أن من لا يملك القدرة على عمل شيء يفترض ألا يتجاسر بفعله.

· نعرف جميعاً أن الكل يولي كرة القدم أهمية خاصة في بلدنا وحتى الجماهير لا تمنح ولا واحد على الألف من اهتمامها بكرة القدم للألعاب الأخرى.

· لكن كل ذلك لا يمكن أن يبرر ما حدث في الدوحة.

· لم نكن نطالب هؤلاء الذين لا يجدون الدعم بحصد كل ذهبيات البطولة العربية، لكننا على الأقل توقعنا منهم أداءً مشرفاً مع الحصول على عدد معقول من الميداليات تتناسب مع العدد الهائل الذي سافر إلى هناك.

· لكنهم لا أدوا بشكل مشرف ولا ظهروا بشكل لائق ولا حتى التزموا بالسلوك الحميد خلال مشاركتهم الكارثية، فما علاقة الإمكانيات بالسلوك الحسن بالله عليكم؟!

· ما نقرأه ونسمعه هذه الأيام مجرد تبريرات واهية لا تقنع طفلاً غض الإهاب دع عنك أصحاب العقول الراجحة القادرين على التمييز بين الأشياء بشكل جيد.

· تشير التقارير إلى أن حتى العمال العاديين ببعض مؤسساتنا الرياضية قد رافقوا تلك البعثة الكبيرة التي توجهت للدوحة، فما علاقة الإمكانيات بهذا؟!

· رشحت أخبار مؤكدة عن المبالغ التي رصدها المنظمون لمن ينالون الذهبيات في البطولة ، بينما عرفنا أن البعثة السودانية حددت لأي مشارك يحصل على الذهبية مبلغ يقل عن المبلغ الذي حدده المنظمون بنحو ألفي دولار كاملة فما علاقة الإمكانيات بمثل هذا الفساد الواضح؟!

· علمنا أن المنظمين حددوا مبلغ مائة دولار في اليوم كنثريات لكل مشارك في البطولة، بينما مُنح كل لاعب سوداني مائة دولار عن كامل فترة الدورة، فما علاقة ذلك بالإمكانيات الضعيفة للاتحادات السودانية؟! وهل نفهم من ذلك أنهم خصموا تلك المبالغ من اللاعبين لكي يطوروا بها البنى التحتية لاتحاداتهم؟!!!

· وتأكد أنه في الوقت الذي تسلم فيه كل لاعب مائة دولار، كان نصيب كل إداري مائتي دولار.. يعني الإداري أهم من اللاعب، فما علاقة هذا بضعف الإمكانيات؟!

· وفر المنظمون للبعثة السودانية كسائر البعثات تذاكر سفر على الخطوط الجوية القطرية، فتم تغيير معظم تلك التذاكر ( لجميع اللاعبين) إلى طيران دبي الرخيص، فيما سافر الإداريون على القطرية، فما علاقة ذلك بالإمكانيات؟!

· لماذا لم يمتنع أي اتحاد رأى رجاله أن لاعبيهم غير جاهزين عن المشاركة في البطولة؟ أليس بسبب تهافتهم الدائم للسفر والاسترخاء والاستجمام وجمع الدولارات ولو على حساب سمعة البلد!ولماذا لم يستقيلوا أصلاً عن عضوية اتحادات لا تتوفر فيها أي معينات للممارسة اللعبة؟ أليس بسبب فقه ( الكنكشة) باعتبار أنه ستأتي فرص لتحقيق بعض المنافع الخاصة ( سفرة الدوحة نموذجاً)!

· اللاعبون الذين يقال أنهم اضطروا لأن ينجزوا إجراءات سفرهم بأنفسهم أيضاً لماذا لم يصرفوا النظر عن الأمر! ومن الذي أجبرهم على أن يتحملوا نفقات تأشيرات الخروج وغيرها؟ أليست هي الرغبة في السفر والتعامل مع الأمر كفرصة للخروج من البلد لفترة دون أن يهمهم كثيراً ما إذا كانوا سيلعبون على ملاعب غير متعودين عليها أو يرموا كرات لم يروا مثلها من قبل؟!

· قلتها أكثر من مرة وأعيد وأكرر أن مشكلة الرياضة في السودان الأساسية هي فساد وجهل الإداريين وضعف علاقتهم بالرياضة.

· كما أن إعلامنا للأسف الشديد لا يخلو من الغرض في معظم الأحيان.

· فحتى عندما ينتقد بضعنا غالباً ما يكون هذا النقد لأشياء في النفس، وهنا مكمن المأساة الكبيرة.

· قد أنتقد مثلاً بقسوة ما يتعلق بأمر اللجنة الأولمبية أو أي اتحاد محدد، لأن لدي سوء تفاهم مع رجالها أو لكراهية فيهم أو لأي سبب شخصي آخر، بينما قد أفشل في تقديم مثل هذا النقد القاسي عندما يتعلق الأمر باتحاد الكرة أو أي مؤسسة رياضية أخرى نظراً للعلاقة الطيبة التي تربطني برجالها، ورغماً عن ذلك قد يمنحني القراء صك البطولة ويعتبرونني نجماً سامقاً في صحافتنا الرياضية.

· قد أجد للقارئ بعض العذر لأنه طبعاً يحكم بالظاهر ولا يدري شيئاً عن تفاصيل أخرى عديدة أو معلومات قد تكون خافية عليه، ولهذا أصف القراء وجماهير الكرة دائماً بالمغلوبة على أمرها..

· وأعلم أن القارئ إن ركض وراء مثل هذه التفاصيل والمعلومات الخافية ( ما حا يخلص )..لكنني أقول أن (بعض) القراء إن ركزوا جيداً فيما يقرأونه وربطوا بين ما يطالعونه اليوم وما قرأوه قبل أسابيع أو أشهر وما سيقرأونه بعد أشهر أو عام آخر، سوف تتكشف لهم الكثير من الأشياء.

· وسبق أيضاً أن أشرت إلى أننا لا يمكن أن نهلل للميول الرياضية للرئيس ونطبل لوزراء الرياضية المتعاقبين، ونثني على هاشم هارون الوزير، بينما نسلخه بالنقد حينما يصبح رئيسا للجنة الأولمبية، أو نمدح الوزير، بينما ننتقد من هم أقل منه مسئولية.

· فالهرم أولى بنقدنا ولو صلُح هذا الهرم، لما فسد من هم أدنى منه.

· وما لم نتحل بالشجاعة الكافية التي تؤهلنا لممارسة نقدية خالية تماماً من الغرض ولا تفرق بين هذا وذاك، لا أتوقع أن نتقدم ولو شبراً واحداً حتى وإن امتلكت اتحاداتنا كل أموال الدنيا.

· وأبلغ دليل على ما أقوله أننا حتى عندما تتوفر لنا الإمكانيات كمنح من الآخرين نسيء توظيفها.



تأملوا هذا النموذج



· بالأمس طالعت حواراً مع نائب الأمين العام لنادي أهلي شندي ليتأكد لي أكثر ما تناولته في صدر هذا المقال.

· أولاً أعبر عن أسفي أن يكون المثال الذي أتناوله عبر المساحة التالية واحداً من أبناء مسقط رأس الآباء والأجداد، شندي التي نعتز بها، لكننا والله نقول كلمة الحق ولو على أنفسنا.

· بدأ أمين عام أهلي شندي حديثه بإشادة كبيرة بالصحيفة التي أجرت معه الحوار و(كسر) كميات من الثلج تصلح لتحويل يوم قائظ بعاصمتنا الخرطوم إلى ليلة شتوية قارصة البرودة ، وبعد ذلك عرج إلى الحديث عن سبب تحول اللاعب فيصل موسى إلى المريخ بدلاً من التسجيل للهلال الذي كان متوقعاً، فماذا قال الرجل؟!

· قال " لقد كان اللاعب فيصل موسى مهيئاً نفسياً للانضمام لصفوف نادي الهلال وذلك منذ قدومه من نادي الميرغني الكسلاوي وكذلك مجلس إدارة نادي الهلال كان يعتقد بأن اللاعب لاعبه لأن الأستاذ صلاح إدريس قد سلمه مستحقات أربعة سنوات قضى منها سنتين في صفوف نادي الأهلي شندي وتبقت له سنتان عليه قضائها بنادي الهلال لذلك لم يكن جاداً في الإتصال به وتقديم عرضه ليظهر نادي المريخ الند التقليدي للهلال في الصورة ويلتقط القفاز مستقلاً تراخي مجلس إدارة نادي الهلال ويصل إلى إتفاق مع اللاعب للإنضمام إلى صفوفه في فترة الإنتقالات الشتوية وهذه ما قد حدث بالفعل. وقال هاشم : فيصل موسى من اللاعبين أصحاب الخلق والدين لذلك باءت محاولاتنا لإبقائه في كشوفات نادي الأهلي شندي لحوجتنا لمجهوداته في التنافس الأفريقي الشرس وكذلك محاولات الأرباب معه حتى الثواني الأخيرة للإنتقال للهلال بالفشل الذريع لأنه كان قد أعطى نادي المريخ كلمه ولم يشأ أن يتراجع عنها.ونحن نعتقد أن الهلال قد أفقدنا خدمات اللاعب فيصل موسى ولم يستفد من خدماته لأننا وقعنا معه عقد لعام واحد بدلاً عن ثلاثة سنوات خدمةً لنادي الهلال.وأضاف :فيصل لاعب خلوق ومهذب وكان نعم القائد وله علاقات مميزة مع الأرباب ونتمنى له كل خير وتوفيق في محطته الجديدة التي إختارها. وأضاف الرجل أن الإتهامات التي طالتنه بتحويل مسار اللاعب عارية من الصحة.

· ولكم أن تتخيلوا إلى أين يمكن أن نذهب في وجود إداريين بهذا المستوى من الفهم وإن امتلكنا مال قارون!

· ولعلكم لاحظتم التناقض الواضح في إفادات نائب الأمين العام لأهلي شندي.

· فقد ذكر أن صلاح إدريس أعطى اللاعب قيمة عقده لأربع سنوات قضى منها عامين في أهلي شندي، وكان من المفترض أن ينهي العامين الآخرين بالهلال حسب الاتفاق الأول، ثم ذكر أن صلاح إدريس لم يتحمس للحديث مع اللاعب باعتبار أنه دفع للأربع سنوات وانتهى.. وبعد ذلك قال الإداري (الفذ) أن اللاعب خلوق ومتدين ولهذا لم يشأ أن يتراجع عن كلمته لأهل المريخ!

· ونحن نسأل الإداري الذي يعتقد أننا جميعاً هبل ومجانين وصغار عقول: ما الذي جعل فيصل الخلوق المتدين يفاوض المريخ أصلاً لو أنه فعلاً تسلم من صلاح إدريس قيمة عقد أربع سنوات قضى منها اثنين بالأهلي شندي وكان عليه أن يكمل العامين المتبقيين بالهلال حسب الاتفاق؟!

· طبعاً سؤال كبير لا أظنه قد خطر بذهن نائب أمين عام أهلي شندي أننا سنطرحه عليه، فطالما أننا هبل ومجانين وصغار عقول، ليس علينا سوى أن نقرأ ونصدق أي خطرفات يتاح للإداريين أمثاله نشرها بأي من صحفنا.

· الواضح أن الرجل أراد أن يدافع عن نفسه وفي نفس الوقت يهلل لصلاح إدريس وللصحيفة التي أجرت معه الحوار، أو في حقيقة الأمر فرض عليها هو الحوار، لأنني أعرف كيف تتم مثل هذه النوعية من الحوارات.

· فهي في أغلب الأحوال تتم بمبادرة من صاحبها الذي يجلس للصحفي ويقول له " يا فلان.. ياخي ما تدونا فرصة نبرر كذا أو نروج لكذا" وبالطبع يجد الإداريون الأبواب دائماً مفتوحة لقول ما يشاءون دون أن نسأل أنفسنا كصحفيين هل يقبل عقل القارئ مثل هذا الكلام أم لا.

· طبعاً لم أتطرق لأمر هذا الإداري ( زعلة ) على ذهاب فيصل موسى للمريخ كما سيفهم أصحاب النظرة الضيقة، ولا أريد أن أظلم الفتى وأقول أنه لم يلتزم بكلمته لصلاح إدريس أو الهلال، لأنني أصلاً لم أصدق رواية نائب الأمين العام لأهلي شندي عن حكاية الأربع سنوات المدفوعة مقدماً! عقلي لا يقبل مثل هذه الروايات، ألست حراً في ذلك!

· ولو كان صلاح إدريس أو غيره من الإداريين يدفعون بهذا السخاء ولسنوات قادمات لما احتار الهلال في أمر لاعبه يوسف محمد ولما ذهب سيلا للأهلي شندي.. فاحترموا عقولنا يا نائب أمين عام أهلي شندي.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    نجوم 12-31-2011 09:0
    صخفي جاهل يا د. الشريف نعكل شنو اذا كان هؤلاء النقلتية عاملين صحفيين مع اعتزاري الشديد للنقلتية لانهم ارفع مكانة منهم بالذات التيس الجاهل حمار الهدي اقصد كمال الهدي اراحنا الله منهم
  • #3
    د. الشريف 12-30-2011 10:0
    من الواضح انك لم تفهم ما قاله مسئول نادى اهلى شندى ... فيصل موسى اتى للمريخ نتيجة تجاهل الهلال له ..والتجاهل اتى نتيجة عدم رغبة البرير تسجيل لاعب يأتى من طرف صلاح ادريس وليس بسبب مستوى اللاعب ... الامور فى الهلال تدار حسب الأمزجة الشخصية .. وبوصلة اقلامكم يتحكم فى اتجاهها الفوول ..هده هى الحقيقة والتى اثمرت ثمانون عاما من الخيبة والصفر الكبييييير !!!
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019