تأمُلات

مزيداً من الواقعية يا مجلس الهلال

كمال الهدي

hosamkam@hotmail.com



· طالعت اليوم خبراً أعتبره أجمل الأخبار حتى الآن، وهو عندي أهم من تسجيل فالنتاين أو إجراء الاختبارات لسيلا.

· سعدت بخبر إبعاد الكابتن فوزي المرضي عن دائرة الكرة وهو ما طالبت به مراراً وتكراراً.

· لا لشيء سوى أنه لم ينجح في أداء دوره كما يجب.

· كان رأيي دائماً أن يجد لاعبو الهلال القدامى الفرصة للعمل في إدارة شئون ناديهم،إلا أن فوزي تحديداً ورغم سجله النظيف كلاعب سابق و كهلالي غيور، لم نجد فيه ذلك الإداري الذي نتطلع له.

· ظل فوزي يكثر من التصريحات ومعسول الكلام أمام أجهزة الإعلام المختلفة.

· كما أصر دائماً على ( الطبطبة ) وتغطية المشاكل والنواقص والعيوب بدلاً من مواجهتها في حينها.

· أكثر لحظة صادمة بالنسبة لي في تاريخ عمل فوزي كمدير للكرة في نادي الهلال كانت خلال الأستوديو الذي سبق مباراة الترجي بتونس.

· فعندما كرر نفس أسطوانته المشروخة عن الاستعداد الجيد للاعبي الهلال وعزيمتهم وقدرتهم على تخطي الترجي قال له المذيع التونسي " لكنك قبل مباراة الخرطوم قلت نفس الكلام دون أن نرى من لاعبي الهلال شيئاً داخل الميدان"

· فتخيلوا بماذا رد فوزي؟ قال له: صحيح، لكننا في ذلك الوقت كنا نعاني من بعض المشاكل ولم يكن المدرب ميشو على علاقة جيدة ببعض اللاعبين!

· استهجنت ذلك الموقف من فوزي حينها وتساءلت عما دفعه للصمت المريب وهو يري تلك العلاقة السيئة بين المدرب واللاعبين، كما استغربت كثيراً لبقاء الرجل في منصبه رغم أنه أدان نفسه بنفسه وعلى رؤوس الأشهاد.

· ولا ننسى أيضاً ( خزعبلات ) فوزي الكثيرة وتفكيره الدائم في الذبائح قبل كل مباراة هامة للهلال، بدلاً من استغلال الوقت في تأهيل اللاعبين نفسياً وذهنياً ومعنوياً وحل كافة المشاكل التي تعترضهم.

· لو أن فوزي استفاد من الوقت الذي أهدره في مثل تلك الخزعبلات للقيام بمحاولات جادة للتوفيق بين ميشو وبعض اللاعبين الذين قال أنه كان على خلاف معهم، لربما تمكن الهلال من تخطي الترجي والوصول للمباراة النهائية.

· لكل هذا أقول دائماً أن الوقت والمال الذين نهدرهما في اللاعبين الجدد بدون مساع جادة لتطوير العمل الإداري في النادي لن يفضي إلى شيء.

· لذلك سعدت بمغادرة فوزي لمنصب مدير الكرة الحساس واعتبر هذا القرار بداية جيدة لتصحيح الأوضاع في بقية الأجهزة المساعدة.

· فاللاعبون يحتاجون لأجهزة إدارية وطبية وفنية على كفاءة عالية، ولا يكفي أن يصرف النادي الأموال كل عام في التسجيلات ويحتفي الأهلة باللاعبين الجدد وتتصدر صورهم صفحات جرائدنا المتعطشة لمثل هذه الأخبار وفي النهاية نتركهم تحت رحمة إداريين وأجهزة فنية وطبية لا حيلة لها ولا قوة، وبذلك يضيع كل المجهود المبذول سدىً.

· مشكلتنا في السودان دائماً في نوعية الإداريين الذين ( يكنكشون) في كراسيهم ويقبلون بكل شيء في سبيل المحافظة عليها حتى إن تطلب ذلك من الواحد منهم أن يكون مجرد ( دلدول).

· لا أعرف شيئاً عن أسلوب وطريقة مدير الكرة الجديد عماد سيد ، لكن نتمنى أن يكون على قدر المسئولية الكبيرة التي ألقيت على عاتقه وأن يعينه الكابتن خالد بخيت في أداء المهمة على أكمل وجه وبأساليب متجددة وبعيداً عن النهج التقليدي القديم.

· وما زلنا نتعشم في أن ترافق هذه الخطوة خطوات أخرى تتمثل في ضبط عمل الجهاز الطبي وتعيين معالج نفسي مؤهل وصاحب قدرات جيدة في أساليب وفنيات التعامل مع لاعبي الكرة.

· كما نعيد ونكرر نصائحنا لرئيس المجلس الذي يعمل وحيداً هذه الأيام بالمزيد من الواقعية فيما يخص شأن المدرب.

· فطالما أن النادي يعاني مالياً مع إحجام الكثيرين عن الدعم، ومع استمرار عرض الرجل الواحد، نرجو أن يصرف مجلسكم النظر عن فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي.

· فمجلسكم لم يحدد اسم هذا المدرب منذ وقت كاف، وكعادة أنديتنا يتركون كل شيء للحظة الأخيرة.

· ما دمتم غير قادرين على توفير المال الذي يمكنكم من إنهاء تعاقد اللاعب يوسف محمد، وطالما أن لديكم بعض اللاعبين الذين ترغبون في ضمهم، فالأفضل في نظري هو أن توفروا الدولارات التي ستدفعونها للمدرب الأجنبي القادم وتجددوا الثقة في المدرب الحالي الفاتح النقر.

· فالنقر منذ أن تولى الشأن الفني في الهلال حقق نتائج جيدة، فلماذا التفكير في تغييره؟!

· هل هي عقدة المدرب الأجنبي والسلام؟!

· كل يوم نسمع عن نيتكم للتعاقد مع مدرب أجنبي صاحب سيرة ذاتية متميزة وأنكم تفاضلون بين المدارس البرازيلية، العربية والفرنسية.. الخ، لكنني لا أرى سبباً منطقياً لكل هذا التخبط.

· أتركوا مدرب الفريق الحالي يعمل وأدعموه معنوياً طالما أنكم لم تبدأوا التفاوض الجاد مع أي اسم محدد حتى الآن.

· النوايا فقط لا تكفي.. والحديث عن الرغبة في التعاقد مع مدرب أجنبي كبير يكون عديم المعنى طالما أنكم لا تتحدثون عن مدرب محدد رصدتم انجازاته وتعرفتم على أساليب عمله وبدأتم التفاوض معه.

· لا يمكنكم أن تضمنوا نجاح مدرب ما مع الهلال لمجرد أن سيرته الذاتية أعجبتكم ، فما أسهل أن يضمن أي مدرب في سيرته الذاتية ما يحب ويشتهي، وثمة أمور أخرى عديدة يفترض أن يكون مجلسكم قد وقف عليها منذ فترة وليس الآن.

· وما دام هذا الأمر لم يتم فليستمر النقر في عمله طالما أنه سعيد بذلك وصدقوني لاعبي الكرة السودانيين إن جلبتم لهم جوارديولا شخصياً فسوف يحتار معهم.

· الواقعية مطلوبة أيضاً فيما يتصل بملف اللاعب يوسف محمد.

· وطالما أنكم لا تملكون المال الواجب دفعه له، ما كان يجب أن تثيروا الأمر من أساسه لتأثروا سلباً على معنوياته وتضعفوا فرص عودته للعب ولو بنصف مستواه السابق.

· يقال أن الفتى التزم بأن يعود لسابق عهده، وفي حالة فشله في ذلك خلال الستة أشهر القادمة سيغادر دون أن يطلب مليماً واحداً، وهذه الأخبار إن صدقت تكون بمثابة تحد يجب أن تقبلوه، خاصة أنه لا يوجد لديكم حل آخر.

· موضوع يوسف يدحض مزاعم البعض وتهليلهم لقدرات بعض الإداريين الفذة في التفاوض.. الخ النغمة المحفوظة.

· فيوسف محمد كان متعاقداً مع الهلال بمبلغ أكثر من معقول وبدلاً من الإبقاء عليه وهو في ريعان شبابه تركوه يغادر ليعيدونه إلى كشف الفريق - بعد تجربة أوروبية فاشلة وتعرض للإصابة- بشروط أقسى من سابقتها.

· ربما يكون سوداننا الحبيب هو البلد الوحيد الذي تتعاقد فيه الأندية مع اللاعب الصغير بمبلغ صغير، وبعد أن يتقدم في العمر يعيدون التعاقد معه بمبالغ أكبر، وهذا دليل آخر على الفشل الإداري الذي لا يحتاج لرفع الضوء.

· المعسكر الخارجي أيضاً يكثر الحديث حوله، وهو ليس من الضروريات، فهناك ما هو أهم منه بكثير ولم يحسم بعد.

· ولو أنكم حسمتم الأهم وبعد ذلك فشلتم في توفير معسكر خارجي للفريق، لن يلوموكم الأهلة.

· فالأهلة لا يرغبون في الـ ( show ) بل يهمهم أن يكون لديهم فريق كرة قدم قادر على منافسة كبار أفريقيا والظفر بلقب بطولتها الأولى.

· والعبرة دائماً بالنتائج وبنجاح أي مجلس إدارة في استغلال موارده على محدوديتها بالصورة المثلى.

· فكم من أندية أنفقت قليلاً وأنجزت كثيراً، وفي الجانب الآخر هناك من ينفقون الكثير جداً من الأموال وتكون المحصلة في نهاية الأمر لا شيء.

· قبل الختام لا يفوتني أن أبعث بخالص التهاني القلبية الحارة للأخوة في منتدى سيد البلد الذي أكمل عامه الرابع هذه الأيام، ولابد من إشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها شباب هذا المنتدى من أجل رفعة الكيان الذي تعلقوا به وأحبوه.. كل عام وأنتم بخير أخوتي في سيد البلد ونسأل الله لكم المزيد من التوفيق والنجاحات في مقبل الأيام