بهدوء
لاتهاون لاتراخى ولاتفريط !
لم يكن الاهلى الخرطومى يشكل فى يوم من الايام عقبة فى طريق المريخ على الاقل فى تاريخ المريخ الحديث وفاز عليه عشرات المرات فى الدورى والكاس ,, ورغم ذلك كان الاهلى هو الفريق الوحيد الذى نجح فى التفوق على المريخ والفوز عليه فى الدورة الاولى وحرمان جماهيره من الاحتفال بشرف الحصول على العلامة الكاملة التى كانت فى حد ذاتها انجازا بالنسبة لفريق المريخ مع نهاية القسم الاول من الدورى الممتاز ,, اسباب الهزيمة معروفة وتداخلت فيها الكثير من العوامل التى لها ارتباط مباشر بمستوى الاداء الفنى لعدد من اللاعبين واخطائهم المتكررة التى سهلت من مهمة الاهلى وفتحت الطريق امامه فى الوصول الى شباك المريخ التى ظلت عصية امام بقية الاندية طوال 12 مباراة فى الدورة الاولى ,, الان يعيد التاريخ نفسه ويصبح الاهلى الذى افسد فرحة المريخاب وحرمهم من الحصول على العلامة الكاملة فى الدورة الاولى هو الان من يفصل بينهم وبين فرحة التتويج بالدورى قبل الجولة الختامية من المسابقة ,, فهل يكررها الاهلى ام يحسمها نجوم المريخ قبل اسدال الستار على المسابقة ؟ الاجابة بيد لاعبى المريخ ومدربهم البدرى الذين نتمنى فقط ان يكونوا قد استفادوا من درس النسور وادركوا بكامل وعيهم ان الاهلى الذى خسر بسهولة مباراته الاخيرة فى دربى الخرطوم لايوجد مايمنع مدربه فى ان يستشف ( طريقة مدرب النسور ) فى بناء ترسانة دفاعية بعشرة لاعبين واعاقة هجوم المريخ وحرق اعصاب جماهيره على المدرجات وبالتالى تأجيل احتفالاتها حتى نهاية مباراة القمة لاقدر الله !
عموما مباراة اليوم هى تتويج وحصاد للموسم وعودة لمعانقة الالقاب فى الدورى الممتاز بعد غياب اسستمر لثلاثة مواسم سابقة كما انها مباراة احتفالية لجماهير المريخ وبالتالى فان اهدار اى دقيقة من زمنها دون حسم مبكر ليس فى مصلحة اللاعبين الذين قد يجدوا انفسهم هذه المرة فى مواجهة غضب عارم على المدرجات سيضاعف من حجم الضغوط عليهم اكثر مما كان عليه الوضع امام النسور ,, فلاسبيل امام البدرى لتجنيب اللاعبين مثل هذه الضغوط سوى بحسن اختيار عناصر الخبرة فى خط الوسط الذى اصبح يمثل نقطة الضعف الوحيدة فى تشكيلة المريخ على مدى ثلاث مباريات على التوالى ,, فاذا كان الشغيل بالفعل فى كامل جاهزيته وشارك فى التمرين الاخير ضمن الفريق المرشح فهذا يعنى انتهاء هاجس الخلل الدفاعى الذى عانى منه المريخ فى المباريات التى غاب عنها الشغيل وظهر حجم الفراغ الذى احدثه خلال المباريات الاخيرة ,, ولكن تبقى ازمة خط الوسط قائمة فى عدم وجود صانع الالعاب الذى يبدو انه قد اصبح عملة نادرة فى تشكيلة المريخ فى ظل تراجع المردود الفنى للملك فيصل العجب وعدم قدرته فى اداء مباراة كاملة بذات القوة التى كان عليها فى السابق الى جانب فشل كل الحلول التى لجأ اليها البدرى فى الدفع بوارغو او قلق لشغل وظيفة صانع الالعاب ولكن مع الاسف دون جدوى كما تابعنا فى المباراة الاخيرة التى وقع فيها هجوم المريخ صيدا سهلا فى مصيدة دفاع النسور رغم ان المريخ كان الاكثر استحواذا على الكرة الا انه لم ينجح فى الاستفادة من هذه السيطرة وحسم المباراة من شوطها الاول قبل ان يوفق بله جابر فى انقاذ الموقف والمحافظة على الفارق الذى يفصل المريخ عن مطارده الهلال ,, ليس من مصلحة المريخ ان يتكرر سيناريو حرق الاعصاب من جديد فى مباراة يفترض ان تكون احتفالية ولاتحتمل اى تهاون وتراخى او تفريط !