• ×
الثلاثاء 7 مايو 2024 | 05-05-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 3  0  1603
كمال الهدى


تأمٌلات

فاقد الشيء لا يعطيه

كمال الهدي

hosamkam@hotmail.com



· هاتفني صديقي فيصل مكاوي ليبلغني بخبر بدا له غريباً هو أن المنتخب اللبناني تبوأ المركز الثاني ضمن مجموعته في تصفيات كأس العالم لبلدان آسيا.

· وما أثار استغراب فيصل أكثر هو أن المدرب العام لمنتخب لبنان هو لاعب الهلال والمنتخب السابق أسامة الثغر.

· وقد سألني: لماذا لا يأتوننا بمدربين أمثال أسامة الثغر طالما أنه يصيب مثل هذا النجاح مع منتخب لبنان.

· لا أنكر أنني اندهشت في بادئ الأمر للخبر، لكنني هضمت الفكرة سريعاً وقلت له أن كل لاعبي الكرة في العالم استطاعوا أن يستوعبوا مفاهيم الاحتراف والفكر الكروي المتقدم، إلا عندنا يا صديقي.

· وأضفت: دع عنك لبنان البعيدة وأنظر لحال المنتخب العماني الذي نتابعه عن قرب.

· فخلال مباراتيه ضد أستراليا التي تابعناها من داخل مجمع السلطان قابوس هنا في مسقط ( لي عودة لهذا الملعب ) والثانية أمام منتخب السعودية بدا واضحاً أن لاعبيه يتعاملون مع كرة القدم باحترافية ويطبقون تعليمات مدربهم بحذافيرها.

· أكثر ما لفت نظري في أداء المنتخب العماني خلال هاتين المباراتين هو الانضباط الصارم للمدافعين والوقوف الصحيح والعزيمة على عدم الوقوع في الأخطاء.

· هل تصدقوا أن قلب دفاعهم الشيبة (يلبس الرقم 5) تابعته باهتمام بالغ خلال الـ 180 دقيقة فلم أر له ولا خطأ واحد.

· ولكم أن تقارنوا ذلك بعدد الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها أي مدافع سوداني خلال 180 من اللعب.

· وأذكر المنتخب العماني كمثال لأن العمانيين بدأوا كل شيء متأخرين عنا بعقود عديدة.

· حتى نهاية التسعينات القريبة لم يكن للكرة العمانية أي صيت.

· وأرجو أن يسأل لاعبونا أنفسهم وأن نسأل أنفسنا جميعاً كرياضيين لماذا يفوتنا الآخرون الذي يأتون من بعييييييييييد.

· لاعبونا لن يكونوا احترافيين في يوم وذلك لأن العملية برمتها ( بايظة).

· فهذا اللاعب الذي نرغب في أن يتعلم معاني الاحتراف الحقيقي - وليس الوهمي مثلما هو سائد عندنا- يعيش وسط بيئة غير صالحة وغير محفزة على الإبداع.

· فهو لا يجد حوله الإداري المحترف الذي يعرف ويحترم دوره.

· ولا يتوفر له الناقد العارف ببواطن الأمور والقادر على التجرد في التناول.

· ولا يحيط به المشجع الواعي لرسالته والعارف لحدوده.

· فنحن ما زلنا وسنظل ربما لفترة طويلة نتعامل مع قشور الأشياء.

· يحدثنا إداري عن الاحتراف لنفاجأ بأنه يدفع للاعبيه أموالهم دون أن يطلب منهم التوقيع على إيصالات الاستلام.

· وهذه بالطبع من أبجديات العمل الاحترافي.

· ويسهب آخر في الحديث عن الاحتراف، لكنه في واقع الأمر يختار اللاعبين ويسافر للتعاقد معهم ويحدد المبالغ ويدفع ويصرح للإعلام وربما يفرض على المدرب إشراك هذا وإجلاس ذاك على الدكة.

· يصل أحدهم لمجلس هذا الفريق أو ذاك فيفشل في تقديم ما يشفع له، ويخرج من المجلس فتسمع منه تنظيراً وثرثرة لا تتوقف وكأنه لم يمنح الفرصة من قبل لعكس ما يردده في عمل ملموس يشهد عليه الناس.

· ويتلقف مشجع الكرة كل صباح عدداً من الصحف ليقرأ لكتاب ينظرون عن الكرة وإدارتها ويقيمون هذا الإداري وذاك اللاعب أو المدرب، لكن إن طلبت من نفس الناقد أن يقوم بأي دور يخرج عن حدود عمله لما تردد للحظة.

· إن طلبته منه مثلاً رشح لنا لاعباً لنضمه للفريق، سيقوم بذلك بكل الحماس وسيختار اللاعب وربما فاوضه واتفق معه على كل شيء ليأتي بعد ذلك لاستلام عمولته في تسجيله.

· فكيف نريد للاعبنا أن يتعامل وفقاً لمفاهيم الاحتراف في هكذا بيئة!

· ولا تنسوا كبار المسئولين الذين يتم تعيينهم سياسياً لخلق نوع من الموازنات، ومعظمهم غير ملمين بأي من ضروب الرياضة وليس لهم أدنى علاقة بها.

· ولا مسئولي اتحادات الكرة الذين لا هم لهم سوى تلميع أنفسهم واستغلال المناصب لتحقيق المكاسب الشخصية المادية منها والمعنوية.

· لدينا مسئولين في الأندية والاتحادات لا يملون عن إطلاق التصريحات النارية والتبريرات الواهية كل يوم، فهل هذه هي الطريقة المثلى لتسيير العمل في هكذا مؤسسات.

· طوال فترة تواجدي هنا في السلطنة لم ألحظ - سوى مرة واحدة أي شطحات للإعلاميين الرياضيين.

· وقد كان ذاك قبل سنوات طويلة.

· وفي تلك المرة الوحيدة كان السبب بعض الصحفيين الوافدين سودانيين ومصريين.

· وقد جمعهم يومها رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة وطلب منهم ألا يكثروا من التنظير الضار وأصدر لهم تعليمات واضحة بأن يكتفوا بوصف المباريات، حتى لا يخلقوا البلبلة وسط جماهير المنتخب العماني حينها.

· لم نسمع في يوم بصحفي كرس قلمه من أجل الدفاع عن إداري بعينه.

· أو آخر لا هم له سوى التطبيل والتهليل للاعب.

· إن طلب ناد خارجي لاعباً عمانياً للاحتراف ستجد الخبر كما هو ودون زيادة.

· وإن لم يحدث ذلك، فليس هناك من يتبرعوا بـ ( شتل ) هكذا أخبار.

· أما عندنا فما أن يسافر أي من أنديتنا أو منتخباتنا لأداء مباريات خارجية، حتى تطالعنا صحفنا بالأكاذيب حول مساع مفترضة لوكيل الأعمال الفلاني للاتفاق مع اللاعب العلاني للاحتراف بأوروبا.

· وذات مرة ( جابو عجاجا يلوي) حين أوردوا أن نادياً برازيلياً بصدد التعاقد مع مهند وعلاء الدين يوسف!

· ولكم أن تتخيلوا البرازيل التي تفرخ كل ساعة مئات لاعبي كرة القدم تبحث عن المواهب في السودان!

· هذا الفهم المتخلف لن يعيننا على تطوير كرة القدم وسنظل نراوح مكاننا.

· وما نتناوله عبر هذا العمود هي أخطاء ونواقص يفترض أن تراها أي عين مجردة وليس شطارة منا.

· ولو لم نعرف الكرة ونمارسها لما كتبنا عنها.

· كما أن هذا التناول لا يعني المثالية كما يصفنا البعض كلما عبرنا عن رفضنا الواضح والصريح لبعض الممارسات الغريبة على مجتمعنا.

· المشكلة الحقيقية التي نعانيها حالياً هي الخلط الغريب الذي حدث في المفاهيم والقيم السودانية الأصيلة التي كنا نؤمن بها جميعاً حتى وقت قريب، قبل أن يصبح من يتمسك بها مثالياً وربما عبيطاً في نظر البعض.

· ليس في الأمر مثالية، وطبيعي جداً أن تطالب من يخطئ بالاعتراف بخطئه، أما الغريب فهو أن نحاول تبرير الأخطاء.

· وقبل أن يجف حبر سطور مقالي السابق طالعت آراء من تلك التي وصفتها فيه بمحاولات تغبيش الحقائق.

· فقد قرأت لمن قال أن العقوبة قاسية وغير معتادة لكون الاتحاد الأفريقي لم يحدث أن أوقف رئيس ناد.

· وسؤالنا للكاتب الكبير الذي عبر عن هذا الرأي هو: هل سبق أن سمعت في عموم أفريقيا أن رئيس ناد اعتدى على حكم بالضرب بين شوطي مباراة؟!

· كما طالعت رأياً لزميل آخر يقول أن الشهادة ضد البرير جاءت من بعض المتآمرين على الهلال!

· وهذا قفز غير مطلوب فوق الحقائق.

· فنحن لا يفترض أن نقف طويلاً أمام افتراض وجود متآمرين من عدمه.

· وكثيراً ما رددت أن من يرتب بيته من الداخل يكون قد أوصد الباب على كل المتآمرين.

· هل ضرب البرير الحكم أم لم يضربه؟

· هذا هو السؤال يا عزيزي الزميل.

· وبعد ذلك لو سلمنا بنظرية التآمر، فإن المتآمر الأول هنا هو البرير نفسه لأنه فتح الباب على مصراعيه لولوج بقية المتآمرين.

· هذا الموقف يشبه للحد البعيد الجدل الذي يدور كلما انهزم أحد ناديي القمة أو تعرض لعقوبة.

· فالأهلة يقولون أن الاتحاد يقف ضد ناديهم ولهذا يختار حكاماً ذوي ميول حمراء.

· والمريخاب يرددون كل يوم أن الاتحاد منحاز للهلال.

· وكل هذا محض افتراء.

· الكل يهرب للأمام.

· كل ما في الأمر أن الاتحاد وغيره من المؤسسات الرياضية في بلدنا غير مؤهلة لإدارة الكرة وفاشلة وأساليبها عقيمة ولابد أن ندرك ونتعامل مع حقيقة أن فاقد الشيء لا يعطيه
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    أبوسعد 11-18-2011 03:0
    ] صحّ لسانك,فمقالك (كمال الهدى)...و : لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي أنت تنادي صمّاً بكماً,تأخذهم العزة بالإخفاق...هم وبال وابتلاء لنا,لم يجد من يردع ويصلح الإعوجاج...
  • #2
    العوض 11-17-2011 11:0
    هذا ليس بجديد على الهلال مثل هذه الافعال ... رئيس الهلال ود البرير لكم الحكم الجزائري وطرحه ارضا ... ثم انكر الحادثه الصقها بشخص اخر قبل بها ليبقى ود البرير رئيسا للهلال وقال بانه كان متواجدا في المستشفى لتعرضة لنوبة قلبية بعد الهدف الاول هدف المسيكني ... والارباب قال بان من لا يتحمل ولوج مرماه هدف فى الدقائق الاولى عليه ان يتنحى من الرئاسة وهو ليس اهل لها ... وقبل ذلك وفي المبارة الشهيرة رشى الهلال الحكم في مبارة كرت الثعلب المشهورة وتحول الرقم بقدرة قادر من 2 الثعلب ال الرقم 12 بفعل السحر ... تاريخ الهلال ملي بمثل هذه الاخطاء السوداء وعندهم ذلك ليس عيبا وإلا لاستقال المجلس بكامله في صبيحة اليوم التالي للواقعة ... والاختشو ماتو ... لو كان هنالك سلطة بالبلد لتم ايقاف وحبس ود البرير في اليوم التالي مباشرة وجعلى عبرة لمن يعتبر .. فاين رجالات الهلال الذين يتحدثون عن نواه نادي الخريجيين واين الاتحاد العام واين المجلس الاعلى للشباب والرياضة واين وزير الشباب الرياضة واين وزير العدل واين سلطة رئاسة الجمهورية التى طالبت عند انسحاب المريخ بالحسم والحزم ... من حق اي مجرما مستقبا ان يرفض الامتثال للقانون ومن حق اي شخص ياتيه استدعاء للنايبة الا يذهب طالما ود البرير رفض الامتثال وتحدث بالفاظ نابئة مع الشخص المؤكل بابلاغة استدعاء الجهة المعنية ... اين هيبة القانون وفوق كل هذا وذالك اين قيم واخلاق ومبادي الهلال ... ؟؟؟؟؟
  • #3
    شوووكة الحوووت 11-17-2011 07:0
    يا راجل انت الليله اتقطعت عديييل كده أول مره اجد صحفيا هلاليا ضلاليا يقول الحق - انت اللكمه الخطافيه دي ما خايف منها ؟ عموما نحييك علي شجاعتك في قول الحقيقه المره ، ببببرافووو .
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019