• ×
الإثنين 6 مايو 2024 | 05-05-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 3  0  1570
كمال الهدى
تأملات

الاعتراف بالذنب فضيلة يابرير

كمال الهِدي

hosamkam@hotmail.com



· تعودنا في السودان على ضبابية الأشياء.

· استمرأنا العيش وسط الصور القاتمة والحقائق الغائبة والتزييف والكذب والنفاق والتمثيل.

· ولو تلاحظون لم يحدث أن بدأ الجدل حول قضية ما وانتهى بظهور الحقيقة.

· ففي كل مرة كانت هناك بعض الأقلام والكتابات التي تسعى إلى تغييب هذه الحقيقة.

· يتجادلون في أمر أما ويقتلونه نقاشاً لينتهي هذا الأمر دون أن يعرف الناس أين الحقيقة، وبعد حين ينسى الجميع ذلك الأمر ليبدأ الجدل العقيم حول قضية جديدة ليتم تناولها بنفس الطريقة وهكذا دواليك.

· لكن لوجود طرف خارجي في هذه القضية التي تورط فيها رئيس نادي الهلال الأمين البرير ظهرت الحقيقة التي سعى بعض الكتاب دون خجل أو نخوة لحجبها بغربال.

· اعتدى البرير على حكم مباراة الهلال والترجي الجزائري الحيمودي، وبدلاً من أن يتخذ مجلس الهلال موقفاً حازماً ويعترف بخطأ رئيسه الفادح.. وبدلاً من أن يرفض جميع الصحفيين مثل هذا السلوك (الشين)، كانت هناك قلة تحاول لملمة ما لا يمكن لملمته.

· بالطبع لم أتوقع أن يعترف البرير بخطئه، ويقيني أن أي إداري آخر لو فعل ما فعله البرير لما اعترف بالذنب طالما أن هناك بعض ضعاف النفوس الحاضرين دائماً للدفاع عن الباطل، بل وتحمل وزر الآخرين والخروج على الناس بمسرحيات هزيلة مثل تلك التي كان بطلها ذلك الشخص الذي زعم أن المعتدي على الحكم شخصه وليس البرير.

· وكيف يعترف البرير وهو يدرك أن رئيس اتحاد الكرة قام بدوره المعهود ( الجودية والتحانيس) على أكمل وجه وأقنع حكم المباراة بمواصلتها تحت ذرائع وحجج واهية.

· فالبعض يقولون أن معتصم (الحكيم) تحسب لفوضى كان من الممكن أن تحدثها الجماهير إن أُنهيت المباراة بعد شوطها الأولى.

· لكننا نسأل: ما ذنب القوانين والنظام والانضباط والقيم وأخلاق الرياضة!

· لو كان رئيس الاتحاد حازماً وحاسماً ورجل نظام وقوانين ولوائح لما طلب من الحكم مواصلة المباراة ولتركه يقرر ما يراه طالما أنه تعرض للاعتداء من رئيس النادي شخصياً.

· ولعلم البعض فإن الأمر هنا لا يتعلق بكيان واحد أو رئيس واحد، بل يتعدى ذلك لما هو أشمل وأوسع.

· فهذا السلوك المرفوض وما تلاه من تصرفات أشد بشاعة ( التغبيش والكذب الصريح) انعكاس طبيعي لحالة الانحطاط التي نعيشها في مختلف جوانب حياتنا.

· فلو أن ما وقع فيه البرير حدث قبل نحو عشرين سنة أو يزيد لما تجرأ أحد بمحاولة مداراته.

· ولوقف الجميع في وجه رئيس النادي وطالبوه بالاعتراف بتصرفه المتهور ولطالبوه بالاستقالة في التو واللحظة.

· ولحجبوا عنه الثقة على غرار ما يجري في السياسة.

· لكن كيف يحدث ذلك في سودان اليوم وهناك من يأتي بما هو أشد بشاعة من تصرف البرير ولا يجد من يردعه!

· هناك من يجرمون في حق هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره ويتسببون في قتل وإصابة وتشريد الكثيرين منهم وفي النهاية تتم مكافأتهم بمناصب أعلى.

· فكيف نتوقع رفضاً قاطعاً وحازماً لما أتى به البرير!

· أكثر ما أحزنني في الأمر خروج ذلك الشخص الدعي الذي حاول أن يوهم الناس بأنه المعتدي الحقيقي على الحكم.

· ذكر كذباً وتلفيقاً أنه ليس في حاجة للمال حتى يتحمل وزر البرير.

· وكنا نعرف منذ اللحظة الأولى أنه ربما لم يكن في حاجة للمال، لكنه قطعاً في حاجة للشهرة.

· والمؤسف أن الناس في سودان اليوم لا مانع عندهم من تحقيق هذه الشهرة ولو على جماجم الآخرين، دعك عنك القيم والأخلاق النبيلة.

· رغم أن الصور الضبابية تجعلنا نحن من نعيش خارج البلد في حيرة من أمرنا تجاه بعض القضايا، لكن بدا لنا واضحاً منذ صبيحة اليوم التالي لتلك المباراة أن البرير هو من اعتدى على الحكم الجزائري.

· وقد أشرت إلى هذه الحادثة أكثر من مرة ولم أتجاوزها كما يتوهم بعض المريخاب الذين كلما انتقدنا أمراً يتعلق بناديهم ثارت ثورتهم.

· لكن لم يكن من الحكمة أن أكتب عنها بتفصيل كما أفعل الآن قبل صدور قرار من الاتحاد الأفريقي.

· ما يثير الشفقة على البرير وعلى مجلسه أنهم ما زالوا يصرون على مواصلة هذا السلوك الغريب.

· فبعد صدور قرار الاتحاد الأفريقي خرج علينا رئيس النادي بواحد من تلك التصريحات عديمة الطعم والنكهة ليؤكد احترامه للاتحاد الأفريقي وقراراته، وفي نفس الوقت يعلن عزمه على مناهضة القرار بكل قوة.

· في الوقت الذي توقعنا فيه رجوعك للحق ولفضيلة الاعتراف بالذنب يا برير حتى تؤكد فعلاً لا قولاً أنك تحترم مكانة الهلال الكبيرة التي قلت عنها، إذا بنا نفاجأ باستمرارك على ذات النهج القديم المتمثل في انكار ما لا يمكن انكاره.

· حتى إن استطعت إقناع الاتحاد الأفريقي باستئنافك وعبر (أبرز المحامين في القانون الرياضي) الذين تحدثت عنها، فمن يقنعنا نحن بأنك لم تفعل تلك الفعلة الشائنة!

· إن كنت تحترم هذه المؤسسة الكبيرة، فليس أمامك يا برير سوى التسليم بالقرار وحمد الله بكرة وأصيلاً على أنه جاء خفيفاً.

· أدفعوا غرامة العشرة ألف دولار وتوقف عن نشاطك لمدة عامين واعتذر لجماهير الهلال عن هذا الضرر الكبير الذي تسببت فيه، بدلاً من هذه المكابرة غير المجدية.

· ولو كنت مكانك لتقدمت باستقالتي على الفور، لكنني أعلم أن أدب الاستقالة في بلدنا لا مكان له من الإعراب.

· من الذي استقال قبلك وفي مجالات أكثر تأثيراً وأشد ضرراً على الناس من كرة القدم حتى أطالبك أنت بذلك!

· وليكن أضعف الإيمان هو أن تكف عن الإنكار وأن تسلم بما جاء في القرار.

· قلت في تصريحك أن هذه القضية لن تهز الكيان وأضفت أن مراحل التقاضي في مثل هذه المسائل طويلة جداً.

· بالنسبة للأولى أؤكد لك أن الكيان لن يهتز مطلقاً لتصرفات افراد حمقاء، لكن لو كنت تريد له الاستقرار حقاً فعليك أن تعترف أمام الملأ وتقدم اعتذارك لأنصار النادي.

· أما الثانية فتمثل في رأيي تلميح إلى أنك عازم على الاستمرار في المكابرة واضعاً في الاعتبار أن طول الفترة سينسي الناس القضية وهذا فهم خاطئ للأشياء.

· بدلاً من الاستئناف والكلام الما جايب همه سيكون أفضل إن بعثم للاتحاد الأفريقي برسالة تعبرون فيها عن احترامكم للقرار وتقدمون اعتذاراً قوياً ولطيفاً على ما بدر منكم وتعزون ذلك السلوك غير الرياضي لحالة انفعال أو أي شيء عسى ولعل أن يقبل عذركم وكفانا استهتاراً بالكيانات وبالعقول.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    محمد على 11-16-2011 02:0
    أراك تتباكى على ما أسميته ( القوانين والنظام والانضباط والقيم وأخلاق الرياضة ) ، و بغض النظر عن غايتك من التباكى على القوانين و القيم و الأخلاق ، هلا سألت نفسك إن كانت الأحكام التى تتحدث عنها نهائية أم أنها قابلة للإستئناف ، بل و أن الإستئناف قيد النظر ؟؟!! و هلا توقفت برهةً عندما تمنيت أن ينفذ الحكم ، لتستدرك أن تنفيذ تلك الأحكام يصعب معه إعادة الحال إلى ما كان عليه حال قضاء الجهة الإستئنافية بإلغاء الحكم المستأنف ؟؟؟ هلا دققت فى كيفية تناولك لأمر لا يقطع بصحته أو نفيه إلا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور ؟؟!! و هل تظن أن طريقة تناول الأمر على نحو فعلك تمثل وطنية و نبل و خشية على سمعة الوطن و الكيان الهلالى ؟؟!! أوهل بطريقتك هذه تتحقق غايتك من الشفقة على البرير و مجلسه ؟؟!! إن أجبت على تساؤلاتى هذه ( أنت أو من يرقصون معك على إيقاع هذا الطبل ) ، و لم يحذف التعليق ، سأوافيك لاحقاً بما يفحم كل من يتذرع بالغيرة و حب الوطن و الكيانات و يردد على نحو الببغاوات ( آسيا قيت ) ( لكمة البرير )
  • #2
    فيصل الاقرع 11-16-2011 12:0
    اين التعليق الذي كتبته من ساعه علي هذا المقال من ساعه ياناس كفر ووتر؟
  • #3
    فيصل الاقرع 11-16-2011 12:0
    اولا انت رجل لا اريد ان اقول ان تفكيرك مثالي لدرجة السذاجه هل تعلم ان القاتل في اغلب الاحيان حتي وهو في طريقه الي المشنقه يدعي البراءه هل تريد شخصا ان يقف امام الجميع ويقول اني اخطأت عندما يكون الخطأ اكبر من الاعتراف به ثم انك تكتب بالعاطفه وانت تلوم معتصم وهو يطلب من الحكم ان يكمل المباراه تخيل ماذا كان سيحدث لوجاء الحكم ونهي تلك المباراه قبل ان يبدأ الشوط الثاني ؟ فيصـــل الاقـــرع
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019