بهدوء
متى يقدم المريخ مهاجما للمنتخب ؟
من الاشياء الايجابية التى تمت مناقشتها فى الاجتماع الاخير لمجلس ادارة الاتحاد العام هى قضية التجنيس التى نتفق مع الاستاذ مجدى شمس الدين على تداعياتها الخطيرة على المنتخب الوطنى الذى اصبح يعتمد فى المشاركات الاخيرة على مهاجمين فقط من الهلال هما بكرى المدينة ومدثر كاريكا علما بان الاول يأتى فى المركز الخامس فى قائمة هدافى الدورى الممتاز برصيد 7 اهداف والثانى فى المركز ال 12 برصيد 5 اهداف فقط !! بينما يتصدر القائمة مهاجم المريخ سكواها برصيد 17 هدف مما يعنى انه يتقدم على بكرى بفارق عشرة اهداف وعن كاريكا بفارق 12 هدفا ,, وهو فارق كبير يحمل بين طياته حجم الخطورة التى نتحدث عنها فى ازمة المهاجمين الوطنيين وندرتهم وانعكاساتها مستقبلا على المنتخب الوطنى الذى اصبح الان على ابواب المشاركة فى نهائيات بطولة امم افريقيا القادمة فى غينيا الاستوائية والجابون ,, فالمريخ يعانى الان من غياب المهاجم الوطنى السوبر بعد تراجع مستوى هيثم طمبل وعدم قدرته على اثبات وجوده امام زحف الاجانب والمجنسين اضافة لابتعاد راجى عبد العاطى بسبب الاصابة وحتى بقية الاندية الاخرى فى الدورى الممتاز تعانى هى الاخرى من ندرة المهاجمين الوطنيين الذين كان من المفترض ان يستعين بهم مازدا الى القائمة الاساسية حيث لم يتبقى من الاسماء المعروفة سوى الطاهر حماد ومشرف زكريا واحمد عادل وقصدت الاشارة لهؤلاء فقط لخبرتهم الدولية المكتسبة من خلال مشاركتهم مع انديتهم او مع المنتخب فى البطولات الافريقية ,, هذه الندرة فى المهاجمين هى التى دفعت مازدا قبل ايام قليلة للتلميح بانه ربما يستدعى كليتشى المجنس الى قائمة المنتخب الوطنى اذا كان وضعه القانونى سليم ويسمح له بالمشاركة مع منتخبنا الوطنى مما يعنى ان التجنيس قد اوصلنا بالفعل للمرحلة التى اصبحنا فيها نلجأ الى اللاعبين غير السودانيين لتمثيلنا خارجيا رغم ان تعدادنا بلدنا حوالى الثلاثين مليون نسمه حتى بعد انفصال الجنوب!
نعلم ان الاتحاد العام لاناقة ولاجمل له فى قضية التجنيس وليس من صلاحياته ان يرفض تسجيل لاعب مجنس بعد قرار المحكمة الدستورية التى رفضت كل حيثياته التى كان قد تقدم بها رفضا لاستعانة الاندية باللاعبين المجنسين بغرض الالتفاف على قرار تحديد اللاعبين المحترفين الاجانب بثلاثة فقط !! الا ان الواجب الوطنى يستدعى من الجميع السمو فوق انتماءاتهم الضيقة والنظر الى موضوع التجنيس من زاوية اخرى اساسها المصلحة العامة للكرة السودانية التى يمثلها المنتخب الوطنى لاسيما وان هناك الكثير من الحلول التى يمكن ان تتسق مع مصالح الاندية الكبيرة التى تمثلنا خارجيا المريخ والهلال فى الاستعانة بالاعب الاجنبى دون ان يخل ذلك بمعايير المنافسة بين ناديى القمة وبقية الاندية فى الدورى الممتاز وكاس السودان وفى ذات الوقت لايلحق الضرر بمستقبل المنتخبات الوطنية ,, وهى حلول ليست خافية عن اذهان مسؤولى الاتحاد العام بعدما طرحناها من قبل اثناء الازمة التى اثارها قرار الدكتور شداد بمنع اكثر من مجنس بالمشاركة مع الهلال فى الموسم الماضى ويتمثل الحل فى موافقة الاتحاد العام على زيادة تعاقدات الاندية مع المحترفين الاجانب من ثلاثة الى خمسة للمشاركة مع المريخ والهلال مثلا فى البطولات الافريقية بشرط السماح لثلاثة منهم فقط بالمشاركة فى المباريات المحلية بالدورى الممتاز او كاس السودان فهو ربما يكون الحل المناسب الذى يمنع الاندية من التحايل على منعها من زيادة تعاقداتها مع المحترفين الاجانب والعودة مرة اخرى الى التجنيس اضافة للتنسيق مع الاجهزة المختصة رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية للتوقف عن توزيع الجنسيات على الاندية على النحو الذى كان يتم خلال الفترة الماضية ,, نعلم ان هذا الكلام قد لايرضى الكثيرين من انصار المريخ فى ظل المردود الضخم الذى يقدمه اللاعبون الاجانب مع الفريق من المحترفين او المجنسين فى هذا الموسم ولكن اعتقد انه فى نفس الوقت لايشرفهم ان يكون المريخ ناديهم الكبير عاجز فى عامين على التوالى عن تقديم مهاجم صريح واحد يحمل الجنسية السودانية ابا عن جد ليقود هجوم منتخبنا الوطنى !