الكوع .. والبوع .. والكرسوع
في حلقة برنامج الرياضة بالتلفزيون القومي للأسبوع الماضي إستضاف مقدم البرنامج إثنين من عمالقة الصحافة الرياضية .. الأستاذ الضخم عبد المجيد عبد الرازق من داخل الأستوديو .. والأستاذ الكبير علم الدين هاشم عبر الهاتف ..وبالفعل كان النقاش موضوعيا والإفادات التي قدمها ضيوف الحلقة كانت مفيدة للغاية .. ولكنها وللأسف الشديد لن تكون سوى آذان في مالطا .. فلا أذن تسمع ولا عين ترى .. أسمعتم إذ ناديتم حيا .. يا أساتذة ..!!
أكثر شيئ توقفت عنده كان في حديث الأستاذ علم الدين هاشم والذي حكى عن حوار له مع أحد مسئولي كرة القدم الغانيين على هامش بطولة العالم الأخيرة للشباب التي استضافتها مصر.. فسأله الأستاذ علم عن خططهم لإعداد المنتخبات .. فأخبره المسئول الغاني أنهم يعملون وفق استراتيجية تم وضعها منذ العام 2004 وتنتهي في العام 2014 أي بعد وصول غانا الى كأس العالم في نسخته بعد القادمة..!!
لم أندهش كثيرا للتصريح الذي أدلى به هذا المسئول الإفريقي لسبب بسيط هو أن كل العالم من حولنا شهد تقدما ملحوظا في كرة القدم .. ولكنني صدقت هذا التصريح تماما فما نشاهده من تطور كبير جدا في كرة القدم الغانية .. بنية تحتية .. رعاية مواهب .. إحتراف عدد كبير من لاعبيها في أعظم الدوريات الأوربية وغيرها من المعطيات التي كانت نتاجا طبيعا لطريقة إدارة الكرة في هذه الدولة البسيطة التي يعتبر السودان مقارنة بها دولة تعيش في ثراء ودعة ..!!!
مؤسساتنا الرياضية هي الوحيدة في نوعها التي لا تعمل وفق خطة معينة .. فكل هذه المؤسسات سواء كانت أندية أو إتحادات جميعها وعلى رأسها الإتحاد السوداني لكرة القدم لا تمتلك إستراتيجية واضحة لعملها .. ننتصر ونتقدم في البطولات بسبب ( الصدفة ) والحظ فقط .. وغالبا ما تتكشف لنا هذه الحقيقة عندما تصل أنديتنا ومنتخباتنا الى مراكز متقدمة في البطولات .. فعندها نشاهد الفارق المذهل بيننا والآخرين .. نحن نعمل بسياسة ( رزق اليوم باليوم ) .. وبكرا .. ربنا كريم ( يا زول )
كلمة إستراتيجية تعني تحديد هدف معين ووضع الخطة اللازمة للوصول الى هذا الهدف .. مثلا دولة غانا أو ( قانا ) كما يقول ذلك المذيع يهمنا جدا أن نستصحب تجربتها كدراسة حالة تفيد في شرح هذا الموضوع .. فدولة (قانا ) كما (غلنا ) وضعت إستراتيجية بدأت منذ العام 2004 تنتهي بالوصول الى نهائيات كأس العالم في العام 2014.. و بفضل هذه الخطة التي تمتد لفترة عشرة سنوات أصبحت غانا تمتلك الآن عدد من الإستادات العالمية التي تفتخر بها كل القارة الإفريقية ( راسك يلف لو دخلتها ) ..!! .. واستطاعت حتى الآن تمتلك عددا من المنتخبات التي تعلن عن نجاح جديد في كل يوم .. فمنتخبها الأول كان هو أول المنتخبات الإفريقية وصولا لنهائيات كأس العالم القادمة .. ومنتخبها الشاب الثاني إستطاع أن ينتزع بطولة كأس العالم من بين أنياب المنتخب البرازيلي وأعلن رسميا أن القارة الإفريقية هي سيدة كرة القدم في المستقبل القريب .. ليس بحجة المواهب والموارد البشرية التي تمتلكها .. ولكن بفضل العمل وفق خطة واستراتيجية بعيدة المدى .. خطة منطقية يعمل الجميع على تحقيقها بكل إخلاص وبكل تفان وساهمت هذه الخطة في إنطلاقة النهضة الحقيقية لرياضة كرة القدم في القارة الإفريقية .. نهضة تصل الى حد نيل بطولة كأس العالم ..
لو تعلق قلب أحدكم بالثريا لنالها .. شعوب القارة الإفريقية جميعها تعلقت قلوبها بالثريا .. أما نحن فقلوبنا معلقة بالطائرات .. نعشق السفر والتواجد في المحافل الدولية (فراجة ) .. لا يوجد هدف واضح نمتلكه ونعمل لأجله .. نعشق التحزب والإختلاف والإنتصار لقضايا ( فارغة ) .. أما الأدهى والأمر هو أننا نضع المصلحة العامة في آخر أولوياتنا .. وعلى هذا الأساس نمد أرجلنا على قدر طول لحافنا.. دا لو أصلا نحن عندنا لحاف ..!!
إستصحاب ودراسة التجربة الغانية ( خليكم من التجربة الدنماركية ) أمر مهم للغاية .. يجب أن ندرس جيدا الإستراتيجية التي وضعتها هذه الدولة لصناعة هذه النهضة الكبرى ثم نعمل على تطبيقها هنا في السودان .. فبغير هذه الطريقة في التفكير لن ينصلح حالنا أبدا .. سوف نظل الى الأبد جلوسا على كراسي المتفرجين .. بلطبع حديثي هذا لا أوجهه لشاغلي مقاعد الإتحاد العام السوداني لكرة القدم الحاليين .. ولكني أقدمه للقادمين مستقبلا لقيادة كرة القدم في البلاد .. فلنعمل وفق خطة واضحة حتى نصل الى الهدف .. دعونا من تضييع الزمن في الأمور الفارغة .. ولنوقف الجدل حول الفرق ما بين الكوع والبوع والكرسوع .. فنحن أصلا لا نعرف .. كوعنا من بوعنا ..!!
قف :
سخانة .. يا قانا
قوون
في حلقة برنامج الرياضة بالتلفزيون القومي للأسبوع الماضي إستضاف مقدم البرنامج إثنين من عمالقة الصحافة الرياضية .. الأستاذ الضخم عبد المجيد عبد الرازق من داخل الأستوديو .. والأستاذ الكبير علم الدين هاشم عبر الهاتف ..وبالفعل كان النقاش موضوعيا والإفادات التي قدمها ضيوف الحلقة كانت مفيدة للغاية .. ولكنها وللأسف الشديد لن تكون سوى آذان في مالطا .. فلا أذن تسمع ولا عين ترى .. أسمعتم إذ ناديتم حيا .. يا أساتذة ..!!
أكثر شيئ توقفت عنده كان في حديث الأستاذ علم الدين هاشم والذي حكى عن حوار له مع أحد مسئولي كرة القدم الغانيين على هامش بطولة العالم الأخيرة للشباب التي استضافتها مصر.. فسأله الأستاذ علم عن خططهم لإعداد المنتخبات .. فأخبره المسئول الغاني أنهم يعملون وفق استراتيجية تم وضعها منذ العام 2004 وتنتهي في العام 2014 أي بعد وصول غانا الى كأس العالم في نسخته بعد القادمة..!!
لم أندهش كثيرا للتصريح الذي أدلى به هذا المسئول الإفريقي لسبب بسيط هو أن كل العالم من حولنا شهد تقدما ملحوظا في كرة القدم .. ولكنني صدقت هذا التصريح تماما فما نشاهده من تطور كبير جدا في كرة القدم الغانية .. بنية تحتية .. رعاية مواهب .. إحتراف عدد كبير من لاعبيها في أعظم الدوريات الأوربية وغيرها من المعطيات التي كانت نتاجا طبيعا لطريقة إدارة الكرة في هذه الدولة البسيطة التي يعتبر السودان مقارنة بها دولة تعيش في ثراء ودعة ..!!!
مؤسساتنا الرياضية هي الوحيدة في نوعها التي لا تعمل وفق خطة معينة .. فكل هذه المؤسسات سواء كانت أندية أو إتحادات جميعها وعلى رأسها الإتحاد السوداني لكرة القدم لا تمتلك إستراتيجية واضحة لعملها .. ننتصر ونتقدم في البطولات بسبب ( الصدفة ) والحظ فقط .. وغالبا ما تتكشف لنا هذه الحقيقة عندما تصل أنديتنا ومنتخباتنا الى مراكز متقدمة في البطولات .. فعندها نشاهد الفارق المذهل بيننا والآخرين .. نحن نعمل بسياسة ( رزق اليوم باليوم ) .. وبكرا .. ربنا كريم ( يا زول )
كلمة إستراتيجية تعني تحديد هدف معين ووضع الخطة اللازمة للوصول الى هذا الهدف .. مثلا دولة غانا أو ( قانا ) كما يقول ذلك المذيع يهمنا جدا أن نستصحب تجربتها كدراسة حالة تفيد في شرح هذا الموضوع .. فدولة (قانا ) كما (غلنا ) وضعت إستراتيجية بدأت منذ العام 2004 تنتهي بالوصول الى نهائيات كأس العالم في العام 2014.. و بفضل هذه الخطة التي تمتد لفترة عشرة سنوات أصبحت غانا تمتلك الآن عدد من الإستادات العالمية التي تفتخر بها كل القارة الإفريقية ( راسك يلف لو دخلتها ) ..!! .. واستطاعت حتى الآن تمتلك عددا من المنتخبات التي تعلن عن نجاح جديد في كل يوم .. فمنتخبها الأول كان هو أول المنتخبات الإفريقية وصولا لنهائيات كأس العالم القادمة .. ومنتخبها الشاب الثاني إستطاع أن ينتزع بطولة كأس العالم من بين أنياب المنتخب البرازيلي وأعلن رسميا أن القارة الإفريقية هي سيدة كرة القدم في المستقبل القريب .. ليس بحجة المواهب والموارد البشرية التي تمتلكها .. ولكن بفضل العمل وفق خطة واستراتيجية بعيدة المدى .. خطة منطقية يعمل الجميع على تحقيقها بكل إخلاص وبكل تفان وساهمت هذه الخطة في إنطلاقة النهضة الحقيقية لرياضة كرة القدم في القارة الإفريقية .. نهضة تصل الى حد نيل بطولة كأس العالم ..
لو تعلق قلب أحدكم بالثريا لنالها .. شعوب القارة الإفريقية جميعها تعلقت قلوبها بالثريا .. أما نحن فقلوبنا معلقة بالطائرات .. نعشق السفر والتواجد في المحافل الدولية (فراجة ) .. لا يوجد هدف واضح نمتلكه ونعمل لأجله .. نعشق التحزب والإختلاف والإنتصار لقضايا ( فارغة ) .. أما الأدهى والأمر هو أننا نضع المصلحة العامة في آخر أولوياتنا .. وعلى هذا الأساس نمد أرجلنا على قدر طول لحافنا.. دا لو أصلا نحن عندنا لحاف ..!!
إستصحاب ودراسة التجربة الغانية ( خليكم من التجربة الدنماركية ) أمر مهم للغاية .. يجب أن ندرس جيدا الإستراتيجية التي وضعتها هذه الدولة لصناعة هذه النهضة الكبرى ثم نعمل على تطبيقها هنا في السودان .. فبغير هذه الطريقة في التفكير لن ينصلح حالنا أبدا .. سوف نظل الى الأبد جلوسا على كراسي المتفرجين .. بلطبع حديثي هذا لا أوجهه لشاغلي مقاعد الإتحاد العام السوداني لكرة القدم الحاليين .. ولكني أقدمه للقادمين مستقبلا لقيادة كرة القدم في البلاد .. فلنعمل وفق خطة واضحة حتى نصل الى الهدف .. دعونا من تضييع الزمن في الأمور الفارغة .. ولنوقف الجدل حول الفرق ما بين الكوع والبوع والكرسوع .. فنحن أصلا لا نعرف .. كوعنا من بوعنا ..!!
قف :
سخانة .. يا قانا
قوون
