• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024
رأي حر

رأي حر

رأي حر

 0  0  1441
رأي حر
رأي حر
صلاح الأحمدي
زيدان إبراهيم وداعاً أيها الفارس
تمنيت أن تتكسر الأقلام ويجف المداد حتى أن أكون أول راثي لك أيها العندليب الراحل المقيم فينا ألقاً وفناً وإبداعاً .
ريع الفؤاد ما يحس ولا يــعي
ولما نعوك فخلت إني من نعى .
ماتت على فمي الحروف صريعة .....
وفقدت من هول المصيبة أدمعي .
أ زيدان حقاً ذهبت مـــفارقاً
أبداً وهل غادرت غير مودع .
طوبي لمن قبل الرحيل تكحلت
عيناه بالوجه الودود الأروع.
ياغافلاً عما يجوش بأضلعــي
اعلمت أن النار فيها ترتعي
أ زيدان أن يحجبك عني ظلاماً
هذا الثرى فالروح والذكرى معي
إني أراك مُوتلق السنــــى
ويكاد صوت زيدان بمسمعي
فهل في لقاء الموت راحة متعب
وسكون مضطرب وسلوة موجع
لا تجرؤ الكلمات أن ترثيه . لا تجرؤ كلمات أن تحتوي الحزن عليه لا تجرؤ الأحرف أن تكون لفظاً تحتوي أنات الألم في قلوب العاشقين له.
ماذا ؟أتجرؤ كلمات الغناء على مقام سيد من ساداتها وأميراً من أمراءها وعندليباً في محرابها. دنت له وإنصاعت لأوامره فكانت طوعاً لحنجرته وصنعت له عرشاً ونغماً وعرشاً من فكر. كان الغناء حبه وحياته والدماء التي تجري في عروقه والنفس التي يحس بها، كان الغناء هو أداة التعبير هو القدرة على البناء للإنسان الأفضل و الحياة الأكرم .
لشد ما أحببت الجمهور أيها الفنان العظيم
لشد ما أحببت أبناء جيلك أيها الفنان العظيم.
لشد ما أحببتنا جميعاً أيها العظيم .
لشد ما أحببناك أيها الإنسان العظيم.
في البدء كانت الكلمة ألماً يرسله الله هدية للناس في كلمات ولم يقل أبناء جيلك كلماته ورحلوا وها أنت آخر الفرسان ترجلت .
أهواك يا غيثارة الغناء و عندليب السودان . يا مدينة النغم التي يشرف البكاء
لم يسافر عنا ولكن سافر فينا روحاً ونبضاً وفناً فكيف نرثيه إذاً ننعيه فلا رثاء ونعياً للخالدين .
هذه ومضة من شعاع ومحاولة لعلنا نستكمل بها فقدنا لهذه الموهبة المتفردة التي رحلت عنا وهي في آخر لحظاتها تشدو ولعلنا نضيف إجلالاً لتاريخ الفنان الكبير زيدان إبراهيم وتلك الحقيقة وذلك الإجلال يكمنان في داخل جانب من جوانبه الشخصية وهذا الجانب الذي نحاول كشفه هنا هو الشعور الدفاق في أغانيه ولكي نستكمل الحقيقة لابد أن تكون محاولتنا هذه إستخلاص لرؤية فنية إلى سمة الشخصية المبدعة التي رحلت عنا .
ترجل زيدان كما ندركه كعاشقين له أولاً وأخيراً خلقاً وأخلاقاً . لأنه يقيم شعبه بل أنه يتجاوز ما هو قبيح إلى كل ما هو جميل ولا يكفي أغنياته التي تعطينا شكلاً جميلاً للقيم الفنية بل لابد أن يكون المحتوى قيمة رجال شعراء كانوا حوله سمو بنا إلى حد قارب الكمال.
أو نكاد نستكمل الحقيقة الفنية والجماهيرية لهذا العندليب الأسمر منذ أن ترعرع في ذلك الحي الذي يقبع داخل مدينة أم درمان الوطنية التي هب أهلها مودعينه وأبى أهلها إلا أن يترجل جثمانه الطاهر من أزقتها وشوارعها ديناً عليهم لما قدمه ذلك العملاق الراحل المتباهي المتفاخر بتلك المدينة( العباسية) .
لقد كان زيدان إبراهيم من بين هؤلاء المغنيين الذين وهبهم الله قدرة الإبصار لما هو حق وإلى ما هو خير فأدرك سحر الكلمة الطيبة في أغانيه وماهيتها ورغم أن هنالك ما يجافيها أو يغض عنها .
هكذا نرى بنيته الأخلاقيه واضحة تلقى بظلها على أعماله الفنية فحين يضيق بالحياة أو بشيء من يضايقه كان ملاذه هو الله كي يهدى من روعه ويؤكد هذا أغانيه .في بعدك يا غالي أضناني الألم ...... وهي المحببة إلى نفسه .
فكنت تاجاً وعظمة وعمارة في عالم الفن السوداني .
ألا رحم الله زيدان بقدر ما أعطى لهذه الأمة من فرح و أسكن روحه جنات الخلد مع الصديقين والشهداء وحسن ألئك رفيقاً.................
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019