حديث الساعة
لا حديث للشارع الرياضي وغير الرياضي هذه الأيام سوى القرار الضجة الذي اتخذه المجلس القومي للصحافة والمطبوعات والذي قضى بإيقاف ست صحف رياضية وتعليق صدورها إلى حين توفيق أوضاعها.
وقبل أن نناقش القرار وتداعياته علينا أولاً أن نعترف نحن أهل الصحافة أن هنالك خللاً قد حدث في مسيرة الصحافة الرياضية.. تسبب فيه بعض المنتسبين لها والمحسوبين عليها .. وتاريخياً نجده قد بدأ في السنوات الأخيرة على شكل مناكفات وسرعان ما تطور إلى حد لا يمكن السكوت عليه وذلك جله كان في أعمدة بعض الكتاب ولا شك أنه محسوب على الصحف الناشرة ويجب أن تحاسب عليه بصفتها أي الصحف مسئولة مسئولية تامة عن كل ما تنشره. ومن خلال متابعتي لكل الزملاء الذين كتبوا معلقين على القرار الآنف الذكر وجدتهم جميعا يعترفون بوجود انحراف في مسار الصحافة الرياضية و تفلتات من بعض الكتاب. ومن فضائل الأخلاق الاعتراف بالخطأ.
ولأنها تفلتات كانت على مدى زمن ليس بالقصير نجد أن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات قد تأخر كثيراً في اتخاذ القرار وصبر على تلك التفلتات حتى طفح الكيل وفار التنور وأصاب غليان مائه المجلس نفسه ثم ارتد على الصحف فكان لا بد للمجلس أن يتحرك قبل أن "تخرب مالطا". فإذا كان هذا التحرك العام الماضي مثلا لما وصلت الأمور إلى هذا الحد وهذا يحسب على المجلس وليس له وهو الذي تلكأ وتباطأ حتى اتهم بأنه قرر وتذكر استعمال سلطاته بعد أن هوجم في عقر داره فبدا كالمدافع عن نفسه الساعي لرد اعتباره هذا بالرغم من نفي المجلس لهذه التهمة على لسان أمينه العام السيد العبيد مروح وهو نفي لن يقنع أحداً.
وبالتطرق لمضمون القرار نجده قد منح الصحف التي شملتها العقوبة مهلة حتى توفق أوضاعها وهو أمر حسن. ولكن أمر الإيقاف نحسب أن ضرره أكبر من نفعه وذلك بالنظر إلى أن هنالك عاملين آخرين في الصحف ليسوا صحفيين سيتضررون بلا ذنب جنوه. فكان على المجلس وهو يعلم ذلك أن تقتصر عقوبته ومحاسبته بالرغم من أنها أتت متأخرة على الصحفيين "المنفلتين" فقط حتى إذا أدى الأمر إلى سحب القيد الصحفي منهم ليكونوا عبرة لغيرهم وبعدها سينصلح الحال بمشيئة الله.
من الطبيعي أن يكون هناك رد فعل مضاد للقرار المذكور فجاء الرفض التام له من قبل الاتحاد العام للصحافيين وجمعية الصحافيين الرياضيين والصحف التي شملها قرار الإيقاف وكلهم سيناهضون القرار بالطرق القانونية وإلى أعلى المستويات كما قالوا، لذلك نحن نطالب المجلس أن يكون مرناً ويتعامل مع تطورات الموقف بما يحقق المصلحة العامة ونحن لا نشك إطلاقاً أن ذلك هو هدفه الأسمى الذي يسعى من أجله.
إنها دعوة للتصالح والوقوف مع النفس ومراجعتها في سبيل العودة إلى جادة الصواب فليس منا أو بيننا من لم يخطئ يوماً مهما كان حجم الخطأ كبيراً كان أو صغيراً فقد لاحظت في اليومين الماضيين حالة انضباط بصورة عامة شملت جميع الصحف الرياضية أرجو وأتمنى من قلبي صادقاً أن تكون نهاية تلك الفترة وبداية العودة إلى المسار الصحيح المفضي للمصلحة العامة بالتنوير والتبصير والتقويم ومعالجة القضايا وهو من صميم عمل الصحافة ورسالتها والكل يعرف ذلك ويعترف به للصحافة عموماً والرياضية منها على وجه الخصوص وما تقوم به من عمل بناء وما تقدمه من خدمة جليلة للقارئ الذي يستمد الأخبار عن طريقها.. والله من وراء القصد.
** التحية لقاهر الرجال
مساء الأحد الماضي بالعاصمة الموزمبيقية "مابوتو" رفرف علم السودان عالياً مصحوباً ببريق الذهب في إنجاز تاريخي حققه بطلنا الموهوب رباح محمد يوسف في نهائي "800" متر في السباق المشهور بـ"قاهر الرجال" .. حفظك الله ورعاك أيها البطل وعلى طريق الذهب سدد خطاك.
nafafeer@yahoo.com
لا حديث للشارع الرياضي وغير الرياضي هذه الأيام سوى القرار الضجة الذي اتخذه المجلس القومي للصحافة والمطبوعات والذي قضى بإيقاف ست صحف رياضية وتعليق صدورها إلى حين توفيق أوضاعها.
وقبل أن نناقش القرار وتداعياته علينا أولاً أن نعترف نحن أهل الصحافة أن هنالك خللاً قد حدث في مسيرة الصحافة الرياضية.. تسبب فيه بعض المنتسبين لها والمحسوبين عليها .. وتاريخياً نجده قد بدأ في السنوات الأخيرة على شكل مناكفات وسرعان ما تطور إلى حد لا يمكن السكوت عليه وذلك جله كان في أعمدة بعض الكتاب ولا شك أنه محسوب على الصحف الناشرة ويجب أن تحاسب عليه بصفتها أي الصحف مسئولة مسئولية تامة عن كل ما تنشره. ومن خلال متابعتي لكل الزملاء الذين كتبوا معلقين على القرار الآنف الذكر وجدتهم جميعا يعترفون بوجود انحراف في مسار الصحافة الرياضية و تفلتات من بعض الكتاب. ومن فضائل الأخلاق الاعتراف بالخطأ.
ولأنها تفلتات كانت على مدى زمن ليس بالقصير نجد أن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات قد تأخر كثيراً في اتخاذ القرار وصبر على تلك التفلتات حتى طفح الكيل وفار التنور وأصاب غليان مائه المجلس نفسه ثم ارتد على الصحف فكان لا بد للمجلس أن يتحرك قبل أن "تخرب مالطا". فإذا كان هذا التحرك العام الماضي مثلا لما وصلت الأمور إلى هذا الحد وهذا يحسب على المجلس وليس له وهو الذي تلكأ وتباطأ حتى اتهم بأنه قرر وتذكر استعمال سلطاته بعد أن هوجم في عقر داره فبدا كالمدافع عن نفسه الساعي لرد اعتباره هذا بالرغم من نفي المجلس لهذه التهمة على لسان أمينه العام السيد العبيد مروح وهو نفي لن يقنع أحداً.
وبالتطرق لمضمون القرار نجده قد منح الصحف التي شملتها العقوبة مهلة حتى توفق أوضاعها وهو أمر حسن. ولكن أمر الإيقاف نحسب أن ضرره أكبر من نفعه وذلك بالنظر إلى أن هنالك عاملين آخرين في الصحف ليسوا صحفيين سيتضررون بلا ذنب جنوه. فكان على المجلس وهو يعلم ذلك أن تقتصر عقوبته ومحاسبته بالرغم من أنها أتت متأخرة على الصحفيين "المنفلتين" فقط حتى إذا أدى الأمر إلى سحب القيد الصحفي منهم ليكونوا عبرة لغيرهم وبعدها سينصلح الحال بمشيئة الله.
من الطبيعي أن يكون هناك رد فعل مضاد للقرار المذكور فجاء الرفض التام له من قبل الاتحاد العام للصحافيين وجمعية الصحافيين الرياضيين والصحف التي شملها قرار الإيقاف وكلهم سيناهضون القرار بالطرق القانونية وإلى أعلى المستويات كما قالوا، لذلك نحن نطالب المجلس أن يكون مرناً ويتعامل مع تطورات الموقف بما يحقق المصلحة العامة ونحن لا نشك إطلاقاً أن ذلك هو هدفه الأسمى الذي يسعى من أجله.
إنها دعوة للتصالح والوقوف مع النفس ومراجعتها في سبيل العودة إلى جادة الصواب فليس منا أو بيننا من لم يخطئ يوماً مهما كان حجم الخطأ كبيراً كان أو صغيراً فقد لاحظت في اليومين الماضيين حالة انضباط بصورة عامة شملت جميع الصحف الرياضية أرجو وأتمنى من قلبي صادقاً أن تكون نهاية تلك الفترة وبداية العودة إلى المسار الصحيح المفضي للمصلحة العامة بالتنوير والتبصير والتقويم ومعالجة القضايا وهو من صميم عمل الصحافة ورسالتها والكل يعرف ذلك ويعترف به للصحافة عموماً والرياضية منها على وجه الخصوص وما تقوم به من عمل بناء وما تقدمه من خدمة جليلة للقارئ الذي يستمد الأخبار عن طريقها.. والله من وراء القصد.
** التحية لقاهر الرجال
مساء الأحد الماضي بالعاصمة الموزمبيقية "مابوتو" رفرف علم السودان عالياً مصحوباً ببريق الذهب في إنجاز تاريخي حققه بطلنا الموهوب رباح محمد يوسف في نهائي "800" متر في السباق المشهور بـ"قاهر الرجال" .. حفظك الله ورعاك أيها البطل وعلى طريق الذهب سدد خطاك.
nafafeer@yahoo.com
