بهدوء
2013 نهاية المريخ والهلال !
كتب الزميل مزمل ابوالقاسم ان السودان يحتاج الى عشرة اعوام على الاقل لتحقيق اشتراطات الفيفا بخصوص دورى الفيفا الذى يفترض تطبيقه كاملا من موسم 2012-2013 و تحدث عنه الاستاذ مجدى شمس الدين فى مؤتمره الصحفى اول امس ,, ولكنى اعتقد ان السودان ربما يحتاج الى قرن من الزمان حتى يصل لتطبيق الحد الادنى من تلك الاشتراطات التى تتطلب من الاندية التحول الى شركات مساهمة عامة وتخصيص ميزانية كافية ومستقلة لادارة نشاط كرة القدم وامتلاك ملاعب بمواصفات دولية فضلا عن ادارة تنفيذية متفرغة وطواقم مدربين حاملين للرخصة الدولية أ , بدون توفر هذه الاشتراطات لن يسمح الكاف والفيفا لانديتنا بالمشاركة فى المسابقات القارية او الدولية ,, هذا النظام الذى اقره الفيفا منذ 2007 شرع الاتحاد الاسيوى فى تطبيقه منذ ثلاث سنوات تقريبا وسبقه بحملة توعية حول كيفية التطبيق وتوفير الحد الادنى من الشروط وكلف مجموعة من خبرائه طافت على كل الاتحادات الاعضاء فى شرق وغرب وجنوب القارة لشرح الاشتراطات المطلوبة ومن ثم حدد سقفا زمنيا للتطبيق تم الالتزام به من معظم الاتحادات فى القارة الاسيوية لاسيما فى منطقة الخليج التى تحولت بعضها على جناح السرعة الى شركات مساهمة عامة دون ان تجد صعوبة فى تكملة بقية الشروط نسبة لصلاحية البنية التحتية من ملاعب وشركات متخصصة فى التسويق والاستثمار ومدربين مؤهلين حسب الشروط الدولية ,, وقد عايشت عن قرب تجربة الاندية القطرية فى التحول الى شركات مساهمة عامة كما هو الحال فى الاندية الاماراتية والسعودية فهى الدول الخليجية الثلاثة التى استوفت انديتها الشروط الدولية وبالتالى سمح لها الاتحاد الاسيوى بالمشاركة فى اكبر مسابقاته وهى دورى ابطال اسيا ( الشامبيونزليغ ) بينما لازالت ثلاثة دولة خليجية اخرى خارج منظومة الاحتراف وهى البحرين وسلطنة عمان والكويت لاسباب تتعلق بالبنية التحتية وتخلف القوانين واللوائح واسباب لوجستية اخرى ولهذا فان انديتها لازالت ممنوعة من المشاركة فى دورى ابطال اسيا مثل بقية الدول الاخرى فى غرب القارة الاسيوية سوريا والاردن ولبنان والعراق واليمن ,, فاذا كانت هناك ثلاث دول مثل الكويت والبحرين وعمان تتوفر لديها القدر المناسب من الامكانيات المادية والبنية التحتية من ملاعب بمواصفات دولية وعجزت عن الايفاء بكل الشروط فكيف سيكون حال انديتنا واتحادنا الهمام وافتقار بلدنا للبنية التحتية المناسبة من ملاعب وغيرها من العوامل المساعدة لتطبيق الاحتراف الكامل فى كرة القدم ؟؟
اعتقد ان ماقاله الاستاذ مجدى شمس الدين من شرح وتفصيل وتحذير رغم انه فى توقيت متأخر مقارنة بالتوقيت الذى صدرت فيه توجيهات الفيفا والكاف لكل الاتحاد يستحق من المسؤولين فى الدولة وفى مقدمتهم رئاسة الجمهورية ووزارة الشباب والرياضة بدراسته من كل جوانبه ان كانوا جادين فى ان تبقى كرتنا المتخلفة تحت اضواء البطولات الافريقية ,, واتفق هنا مع كتبه استاذنا النعمان حسن قبل فترة ليست بالقصيرة وهو ينبه المسؤولين فى الاتحاد العام ووزارة الشباب والرياضة ان يشمروا عن سواعدهم فى اتخاذ خطوة ايجابية نحو تعديل القوانين واللوائح حتى تتحرر الاندية من القيود الحكومية ,, ولكن يبقى السؤال الذى يفرض نفسه هل انديتنا باستثناء المريخ والهلال طبعا قادرة على ان تتحول الى شركات مساهمة عامة ؟؟ وهل شركات القطاع الخاص المثقلة بالضرائب والجبايات الحكومية سيكون لديها الرغبة الدخول فى مثل هذه المشاريع غير مضمونة المكاسب الربحية ؟ بل هل سيكون لدينا حتى 2013 ثمانية اندية كحد ادنى لتنظيم دورى للمحترفين وفقا للشروط الدولية ؟
اعتقد ان الكرة السودانية فى ورطة حقيقية بسبب هذا النهج الجديد ولن نبالغ اذا قلنا انها على بعد امتار قليلة من الانزواء والخروج عن دائرة اضواء المشاركة فى البطولات الافريقية الكبيرة فى 2013 الا اذا عطف الفيفا الى حالنا وهذا احتمال ضعيف بل ربما يكون من المستحيلات وان مصير انديتنا المريخ والهلال والبقية التى تمثلنا خارجيا سيلحق بمصير من سبقونا مثل الاندية الكويتية والبحرينية والعمانية والسورية والاردنية واللبنانية والعراقية واليمنية وجميعها يسمح لها فقط بالمشاركة فى بطولة كاس الاتحاد الاسيوى وليس فى دورى الابطال !! فالاغلبية من اندية منطقة سيكافا الفقيرة مرشحة للخروج من دورى الابطال الذى ربما يكون حكرا على الاندية الثرية فى شمال وغرب وجنوب القارة السمراء ,, استعدوا للنهاية المحتومة !
شكرا لقراء كفر ووتر
الشكر اجزله لقراء صحيفة كفر ووتر الكترونية على مشاعرهم الطيبة التى طوقونى بها بمناسبة كتابة المقال رقم 500 واخص بالشكر كل الزائرين لموقع هذه الصحيفة بمختلف الوانهم وانتماءاتهم وتحديدا من يختلفون معى فى الرأى لاجدد تاكيدى لهم بان اى كلمة يكتبونها هى محل احترامى وتقديرى والدليل على ذلك استمرارى فى الكتابة الراتبة فى هذه الصحيفة حتى وصلت لـ 500 عمود بينما لم يتحمل غيرى من الزملاء تعليقاتكم وفضل الانسحاب فى اوقات سابقة ,, الى جانب اهتمامى وحرصى على تشجيع الجميع فى التحول من الصحافة الورقية الى الالكترونية كما هو الحال فى دول العالم المتقدم ,, كذلك اغتنم هذه المناسبة لازجى الشكر والتحية للعزيز ياسر مختار رئيس التحرير وبقية الزملاء فى ادارة التحرير على جهدهم وصبرهم حتى تخطى عدد الزائرين لموقع الصحيفة 8 ملايين متصفح فى فترة وجيزة جدا مع التزامى بالاستمرار وتمنياتى فى ان اكون عند حسن ظن الجميع , وكل عام وانتم بخير .