الطين والعجين
+ في السودان الرياضي تتبدل ملامح جدلية الثابت والمتغير فيصبح المتغير هو الاصل والثابت هو العارض والاستثنائي .
+ الاصل في القوانين انها حاكمة ومنضبطة وعامة ولا يكون الاستثناء الا في اضيق الحدود ووفاقاً لحالات معينة ينص عليها المشرع .
+ في بلادنا تحت نير ضغوطات القمة ، وصلفها ، واتكائها على عنصر القوة والنفوذ ، تمددت الاستثناءات وتكاثرت الرقع ، فاعجز الفتق الراتق ، واعيته الحيلة .
+ ما ان يستفيد الهلال من استثناء الا وتتحرك جحافل القوم الحمر الميامين ، يضغطون من جميع الاتجاهات ، من خلفهم الآلة الاعلامية المتناسلة ، وهج يرقد من فوق سوبر ، فيما يتكفل عرابهم بتحشيد مدافع اللغة مصوباً قذائفه نحو شارع البلدية وساكنيه .
+ بحجة راكزة ، وتاسيساً على ارضية منطقية معقولة ، اعمل الاتحاد استثنائه لمواليد نهايات العام 1990 وذلك اتكاءاً على مواقيت فترة التسجيلات السودانية ، فانطلقت جحافل الاعلام الاحمر ، تقلل من قيمة الاتحاد وتصفه، هو واستثنائه المسكين ، باقذع الصفات .
+ ولأنهم لا يتحكمون الا في الداخل ، لم يحوج جمهور الاهلي المصري ادارته لاتخاذ قرار بشأن المحترف ابو ثلاثة مليون دورار ، مستر وارغو الحارقو ، وفي رواية اخرى طائر الفينيق الخرافي ، الذي يشتعل من بعد ان يكيل الرماد حماد ، فقد رفضت جماهير الاهلي وارغو واستنكرت ان يلعب الى جوار ابوتريكة ورفاقه .
+ ولأن وارغو (تكس راجع) ، فلم يكن بد من التلويح بالقوة ، والتهديد بالانسحاب ، وهي فرية كبرى ، فهم قادرون على فعل أي شيء ، ولوي ذراع القانون متى ارادوا .
+ وارغو في السنية السودانية ، حمرة عين وايدية ، والماعاجبوا ، يمشي يصوت في دائرة مدني الغربية .
السر..... الباتع
+ كنا في ردهات حبيب البلد ، في حر من حرور الخرطوم اللافحة ، دخل علينا الاستاذ محمد الامين نور الدائم متهللاً باشاً ، وحين سألته ، حاصل شنو يا زول ، قال بأن رجل اعمال كبير تبرع بالحقنة المطلوبة لعلمية عزيزة الجراحية، بل وكلف من يحضرها على وجه السرعة من دبي ، ووصولها متوقع ما بين لحظة واخرى .
+ عزيزة هذه هي الراحلة عزيزة شقيقة والي الدين لاعب الهلال السابق تغمدهما ربي بموفور رجمته وجزيل نعمائه وانزلهما منزل صدق عند مليك مقتدر .
+ قال محمد الامين ان الرجل طلب عدم ذكر اسمه ، لكنه سيورد اسمه ، تقديراً لمعروفه الباذخ ، وحتى يحتذي غيره من رجالات الاعمال حذوه في مساعدة المرضى ونصرة الملهوفين
+ كان ذلك الرجل جمال الوالي ، الذي تبرع بالحقنة التي بلغت قيمتها احد عشر مليوناً (بالقديم) بل واوصى من يحضرها من معارفه على وجه السرعة .
+ كلما تذكرت هذه القصة وقارنتها بافتراء الرجل على من اشار اليهم بانتقاده نهاراً والقدوم اليه للمساعدة ليلاً قلت في سري سبحان الله ، ولله في خلقه شؤون .
+ كيف تغير هذا الرجل ، ولماذا قبل بتغير صورته من رجل محبوب ، كريم معطاء ، الى فرعون متجبر ، يريد ان يدجن دواخل الرجال ، ويطوع مواقفهم لمجرد حاجة احتاجوها من مال هو مستخلف فيه وليس صاحب له .
+ هذا الرجل الذي يرعد الآن ، ويهدد ، مستنداً على مركزه الاجتماعي ويده اللاحقة ، ووضعه في التنظيم الحاكم ، هذا الرجل الذي يوشك ان يفتتح مدرسة لتاديب من يخالفونه الرأي وينتقدون افترائه وجبروته ، وسلوكه الغريب ببذل الاموال تنغيصاً على ناد سوداني ، اكرر سوداني منافس ، هذا الرجل لا يمكن ان يكون جمال الوالي الذي اجتذب اعجاب الجميع هلالاب على مريخاب اول عهده وهو يظهر بروح سمحة ، وشخصية محبوبة ، بسيطة، تنفذ الى الوجدان بسهولة ويسر .
+ يا اخي يا جمال ، الذين يناصرونك في كل احوالك ، منتفعين انتهازيين ، الذين يزينون لك الاقعاء بناد منافس ، والتجبر عليه بالمال والسلطة لا يحبونك ، انهم يحبون اموالك ، ويدك اللاحقة ، يحبون انفسهم الطماعة المتسلقة ، فلا ترخي اذنك لهم .
+ يا جمال يا اخي ، امرنا وامرك ربك بالتفكر ، والتعقل ، فهل كنت تظن ان الدافي لو لعب مع الهلال سيهزم به المريخ ، وهل كانت نتائج هلال مريخ موقوفة على لاعب ، انها لعبة الحظ المجنون ، الم يفتك بنا دحدوح وهو بعد من زغب الحواصل في مريخ السودان ، او لم يسجل مصطفى اقجي المغمور وقتها هدفاً من اجمل اهداف هلال مريخ ، او لم يوجعك ويوجعهم ايفياني ، الذي اسموه بالحفياني ، مالك كيف تحكم، ومالهم كيف يرجفون .
+ يا جمال لقد اعجبتني حين وصفتهم بعد نكسة تاكسي رواندا ، وتطفيشهم لمدربيك ، المدرب تلو المدرب ، حذوك النعل بالنعل ، بالاعلام السالب ، فما دهاك يا اخي ، لم ترخي اذنك ، وقد كنت اقفلت عليها ، بالطين والعجين ؟؟؟؟؟