• ×
الإثنين 13 مايو 2024 | 05-11-2024
ابراهيم عبدالرحيم

في وجه الرياح

ابراهيم عبدالرحيم

 1  0  1383
ابراهيم عبدالرحيم


بدعة تكوين رابطة مشجعي صقور الجديان..!!

· يومياً يتأكد لي أن كرتنا السودانية هي كرة البدع.. فما يحدث فيها لا يحدث في أي دولة في العالم.. تنظيماً وممارسة.. لذا ظلت في محلها دون أي تقدم.. وتركت لنظيراتها الأخريات التقدم.. وتحسس مواطن التنظيم وحسن الممارسة.. فهناك الكثير من الأشياء المحيطة بكرتنا التي تصيبك باليأس تماماً من حدوث أي تغييرات.. خاصة في المفاهيم البالية التي باتت تتحكم أيماً تحكم في شكل الممارسة لكرتنا.. وما حدث بشأن تكوين رابطة مشجعي صقور الجديان لمساندة المنتخب في بطولة أمم أفريقيا للمحليين التي يستضيفها السودان في الأيام القليلة المقبلة.. والترويج الغريب لهذه الفكرة الأغرب يؤكد ما ذهبت إليه أعلاه.. وقد أشرت في مقال سابق أن مبدأ التفكير في تكوين مثل هذه الرابطة يعتبر بدعة ليس بعدها بدعة.. فروابط المشجعين خاصة بالأندية.. ومن أجلها تصرف إداراتها الأموال والجهد لتقويتها.. ولكن لم نسمع من قبل أن هناك رابطة لتشجيع منتخب دولة ما.. لأن الجميع ينطوون تحت لواء علم الدولة المعنية.. والجميع تحركه وطنيته لمساندة منتخباته في كافة الألعاب.. وحقيقة إندهشت من سعي البعض لتكوين هذه الرابطة البدعة التي تشير بصراحة إلي أن هناك عجز في الإنتماء للوطن.. ويؤكد أن ظهور مثل هذه الرابطة البدعة هو طعن للوطنية.. رغم أن هذا الأمر مفروغ منه ولا يحتاج البتة إلي تحسس أو محفزات.. فكل واحد منا يحس بقوة وعظم وطنيته.. ويحركه الإنتماء لتراب الوطن دون أن يشعره أحد بذلك.. والشواهد كثيرة.. والدليل وقفة الشعب السوداني كله دون فرز مع المنتخب في كل المناسبات التي شارك فيها.. والتي وصلت أوجها في تصفيات أفريقيا للوصول إلي نهائيات البطولة بغانا والتي أكدت أن هذا الشعب لا يحتاج إلي توصية..!!

· ظهور هذه الرابطة البدعة.. فتح الباب واسعاً علي مصراعيه من أجل الصراعات.. والتنافس من بعض الوجوه التقليدية التي ظلت تحتكر روابط تشجيع الأندية وخصوصاً القمة.. من أجل السيطرة عليها.. والظهور أمام الإعلام والمسؤولين بمظهر الوطنية الصادقة.. رغم أن الظهور المفروض علي مثل هؤلاء هو جلوسهم في المدرجات الشعبية وقيادة التشجيع بقوة وحماس.. وتحفيز الجماهير علي ترك العادات السلبية في التشجيع.. ولكن وبما أنهم إعتادوا علي غير ذلك في أنديتهم مثل الجلوس في المقصورات الرئيسية واللهث وراء الإداريين وترك التشجيع لمن لا علاقة لهم به.. أرادوا نقل ذلك إلي المنتخب.. خاصة وأن هناك تركيز إعلامي وجماهيري مبالغ فيه في هذه البطولة.. فكان من الطبيعي أن تفشل هذه الرابطة البدعة قبل تكوينها.. لأن الهدف الرئيسي لم يكن تشجيع المنتخب وقيادة التشجيع بأي حال من الأحوال.. وإنما الإستمتاع بالإطراءات والإستحواذ علي الظهور الإعلامي.. والإستئثار بإشادات الوزير والمسؤولين.. ونسي هؤلاء أن الوطن لا يحتاج إلي مثل هذه الرابطة البدعة.. فالكل ينضوي تحت لواء رابطة تكوينها طبيعي هي رابطة حب الوطن التي لا تحتاج إلي أي حشد مثلما تفعل روابط الأندية.. ولا تحتاج إلي تحفيز.. لذا إندهشنا تماماً من تفكير البعض في جعل هذه الرابطة واقعاً إبتداعياً لا مكان له من الإعراب.. ومن تفكير البعض في صناعة واقع لا يمكن الفكاك منه بتكوين مثل هذه الرابطة.. لأننا بقيامها سنصل إلي مرحلة متأخرة جداً وهي العمل علي حث الجمهور الكروي وكل قطاعات الشعب علي مساندة منتخبها في أي بطولة أو مباراة.. وعندها سنجد ملاعبنا خالية من الجمهور لغياب الحس الوطني والذي أحسبه في أوج عظمته.. ولا يحتاج البتة لمثل هذه الرابطة الغريبة.. بل يحتاج إلي إنطلاق مباريات المنتخب في بطولة(الشان) وعندها سيعرف الذين سعوا لتكوين هذه الرابطة البدعة.. أن الرابطة الحقيقية تتمثل في الذين يدفعهم الإنتماء للوطن لمساندة صقور الجديان..!!

· وهنا لا بد من الإشادة التامة بقرار لجنة الحشد والتعبئة والمؤازرة بحل هذه الرابطة قبل أن تري النور وقبل أن يبدأ عملها.. خاصة بعد لمست اللجنة سعي البعض لنقل خلافاتهم وصراعاتهم في أنديتهم لهذه الرابطة.. وكما هو معروف أن روابط مشجعي القمة تعاني من صراعات وخلافات حادة جداً ومحاولات للتقرب من أصحاب القرار.. لدرجة أن بعض الروابط تم إفراغها تماماً من محتواها.. وهذا ما رفضناه من البداية بسعي البعض تكوين رابطة لتشجيع صقور الجديان.. فقرار حل هذه الرابطة جنّب منتخبنا حالة إنشقاق جديدة.. بعد أن سادت هذه الروح في أعقاب الإحتقانات الأخيرة بين القمة.. بل أنهي تطلعات البعض الذين أفرغوا الأهداف السامية لروابط المشجعين في الأندية من محتواها.. وباتت معها الظواهر السالبة لكثير من المشجعين هي المسيطرة علي الشكل العام للحشد الجماهيري.. ويقيني أنه لو لم يسعي الأخ محمد سيد أحمد سرالختم لحل هذه الرابطة قبل أن تبدأ.. لوقعت لجنة دعم ومؤازرة المنتخب في الكثير من المشاكل والترضيات.. وأتفق تماماً مع الأخ محمد أن من يريد مساندة المنتخب عليه الذهاب مباشرة للمدرجات دون المرور بأي روابط ولجان.. وهنا لا بد من الإشادة بكل الذين ابدوا حماساً وحرصاً علي الإنخراط في هذه الرابطة من واقع وطنيتهم وحرصهم علي تقديم أنموذج تشجيعي مميز في بطولة المحليين.. ولكن نقول لهم أن(الشر يعم).. وطالما ظهرت الصراعات في تكوين هذه الرابطة البدعة.. كان لا بد من إنهاء الأمر دون الوصول إلي مراحل متقدمة يصعب معها محاصرة أصحاب المصالح والذين لا يعيشون إلا في الأجواء الخلافية ونقل الصراعات.. ويقيني أنه لو سمحت لجنة دعم ومؤازرة المنتخب بقيام هذه الرابطة.. لرأينا العجب العجاب في المدرجات تشجيعاً للمنتخب.. ولرأينا الإنقسام الواضح في تشجيع كل جمهور للاعبي ناديه..!!

إتجاه الرياح..!!

· جمهورنا لا يحتاج إلي توصيات لممارسة عشقها وتشجيعها للمنتخب.. ويكفي أنها ظلت تقوم بدورها دون توصيات.. والدليل أنها من قبل ساندت المنتخب أمام ساحل العاج قبل الإفطار في رمضان..!!

· أوجب واجبات لجنة دعم ومؤازرة المنتخب هو القيام بتوفير الأعلام ووسائل التشجيع وتوزيعها علي جمهورنا..!!

· هل تعلم اللجنة الإعلامية المنوط بها تجهيز كل المراكز الإعلامية الخاصة ببطولة المحليين سواء في الملاعب أو في مقار إقامات البعثات.. أن تكلفة تجهيز المركز الإعلامي الرئيسي للبطولة في إحدي الفنادق وصلت تكلفته إلي مائة وتسعين ألف دولار.. أي قرابة الستمائة مليون.. فهل يمكن أن نصدق بعدها أن الميزانية المرصودة للجنة الإعلامية خمسون مليوناً فقط..!!؟

· قال الزميل عبدالمجيد عبدالرازاق أن اللجنة الإعلامية قامت بتوفير الأجهزة الخاصة بالمراكز الإعلامية.. فهل أجهزة المركز الرئيسي خارج أجهزة بقية المراكز.. وإن كانت ضمنها فلماذا لم يذكر هذا المبلغ الكبير الذي تم دفعه للمركز الإعلامي الرئيسي..!!؟

· هذا المبلغ الكبير من المؤكد أنه ضمن ميزانية اللجنة الإعلامية.. لأن تجهيز المراكز الإعلامية من صميم عمل اللجنة وليس أي لجنة أخري..!!

· إحترت في إشادة كل مدربي الفرق التي واجهتها القمة في معسكريهما بمدينة 6 إكتوبر بالقاهرة.. حيث لم يبدي أي مدرب أي ملاحظة سلبية علي أداء القمة.. والوحيد الذي أبدي ذلك هو مدرب فريق الإعلاميين الذي قال أن المريخ يعاني دفاعياً..!!

· أي مدرب واجه القمه يتغزل فيهما.. ويتحدث عن إمكانيات فوزهما بالبطولات الأفريقية.. ولا أدري هل المشكلة في نقل أحاديثهما.. أم أن المشكلة في تواضع هؤلاء المدربين..!!؟

· واجه المريخ والهلال خمسة مدربين.. ولم يتحدث اي منهم عن نقاط الضعف التي يهمنا معرفتها.. وكانت التصريحات المعسولة هي المسيطرة علي آراءهم في مستوي القمة..!!

· هل يعقل أن تكون هذه الإشادات مؤشر لقوة القمة.. أم إشعار خصم عليهما بإعتبار أفضليتهما علي الفرق التي لعبا معها..!!؟

· القمة لا زالت في بدايات إعدادها.. ولم تصل للجاهزية الكاملة التي تجبر أي مدرب علي الحكم عليهما.. فضلاً عن فقدهما لعدد كبير من دولييها مع المنتخب..!!

· طالما قرر المريخ إقامة معسكر ثانٍ أياً كان مكانه.. كان الواجب يفرض علي البعثة مغادرة القاهرة مباشرة إلي حيث تقيمه.. ولا داعي البتة لعودتها للخرطوم..!!

· كان من الممكن فتح تذاكر الإياب للخرطوم علي أن تكون هي تذاكر الذهاب لحيث يُقام المعسكر.. بدلاً عن الصرف البذخي وزيادة التكاليف المالية..!!

· اقول هذا لأن المريخ لن يستفيد شيئاً من عودته للخرطوم في ظل الإهتمام الكبير ببطولة المحليين.. و إنشغال كل الملاعب بتدريبات ومباريات البطولة..!!

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابراهيم عبدالرحيم
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    أبو رضوى 01-30-2011 09:0
    أحرص و الكثيرون غيري على متابعة مقالاتك و التي تتميز بإثارة مواضيع هامة مثل أمر تشجيع المنتخب ، فإن كان الجمهور في حاجة لرابطة ليشجع بلده فعلى الرياضة السلام. و لكن أسمح لي أعيب عليك النقد "لغرض النقد" - فإذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه - المريخ إذا سافر إلى الأمارات مباشرة ستجدون في ذلك مجالاً للنقد بحجج كثير لا يعدمها الناقد أيضاً، أليس كذلك؟!
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019