• ×
الثلاثاء 19 مارس 2024 | 03-18-2024
احمد الفكي

لُعبة الكراسي

احمد الفكي

 0  0  2130
احمد الفكي
لُعبة الكراسي


أوتاد - أحمد الفكي
منذ امدٍ بعيد عرف أهل السودان ألعاب رياضية ترفيهية على شاكلة تلي ماتش الألمانية .. في المهرجانات ذات اليوم الواحد تقام مسابقات سريعة و خفيفية تنال الإعجاب مثل جر الحبل ، و سباق الشولات (الجوالات) وهو عبارة عن شوال فارغ يُدخل فيه المتسابق رجلية حتى منتصف جسمه مثله مثل البنطلون ، تحدد فيه نقطة الإنطلاق البداية Start و نقطة الوصول النهاية End و يتم سباق العدو على شكل ( النط) من يصل أول يكون هو الفائز ، نفس هذا السباق نجده في الدول الأوروبية بدلاً من سباق الشولات يكون سباق الملاعق spoons race و هو بوضع بيضة او كرة تنس طاولة على الملعقة و الجري بها دون أن يقع الذي في الملعقة . و تبقى المسابقة الأشهر وهي سباق لعبة الكراسي و تكون عادة للأطفال في جوّ فرايحي، و كما هو معروف تكون عدد الكراسي أقل من عدد المتسابقين بفارق كرسي واحد . فكرة المسابقة الفوز بالجلوس على الكرسي ، الخاسر يُغادر المسابقة و يخرج معه كرسي و تستمر المسابقة على تلك الوتيرة حتى يتبقى عدد إثنان فقط من المتسابقين و السباق على كرسي واحد ، من يتمكن على الجلوس عليه يكون هو البطل الفائز بمسابقة لعبة الكراسي .. إلى هنا عزيزي القارئ هيا بنا نأتي إلى التحليل النفسي Psychoanalyzing للعبة الكراسي هناك من ينظرون إليها من ناحية نصف الكوب مليان و آخرون ينظرون إليها من ناحية نصف الكوب فارغ.. أي من ناحية التفاؤل (النظرة الإيجابية) و ناحية التشاؤم ( النظرة السلبية)
إذا نظرنا إليها من ناحية نصف الكوب مليان نجد المسابقة تهدف إلى التركيز و السرعة و كيفية الوصول للهدف في روح رياضية هذه هي النظرة الإيجابية.. أما النظرة التشاؤمية ترى في تلك المسابقة أنها تتمركز صوب الأنا ( نفسي.. نفسي) بمعنى ترسيخ فكرة الحصول على الكرسي بأي صورة كانت وهذه تتوقف على مُربي النشء أو المُعلم في المراحل السنية المبكرة من العمر .
بنظرة فاحصة إذا نظرنا حولنا لمن يتسابقون على الكراسي من أجل الكرسي فقط أيًّ كان وزارياً أو إدارياً يتصارعون حولها بغرض الوصول و الجلوس عليها بأي طريقة ووسيلة كانت
by hook or by crook
نجدهم أنهم قد غُرست في نفوسهم أثناء طفولتهم لعبة الكراسي على أنها طريقة حب للتملك ولا شيء سواه ، فكبرت فبهم تلك الروح فصاروا يُحاربون و يتصارعون على كيفية الحصول على الكرسي و الجلوس عليه دون إنجاز يِذكر و يفتقدون في ذلك لثقافة تقديم الاستقالة في حالة الإخفاق فيما أوكل إليهم من مهام .
* آخر الأوتاد :
يظل تحسس الطريق مرتبط إرتباطاً وثيقاً ببداية تربية النشء من الأسرة المنزلية و المدرسية لتكون القدوة هي العنوان و المسار الذي يسير عليه النشء . و ما أبلغ هذه الأبيات التي رسخت في الذهن منذ المرحلة الإبتدائية :
مَشَى الطاووسُ يوماً باعْوجاجٍ
فقلدَ شكلَ مشيتهِ بنوهُ
فقالَ علامَ تختالونَ؟ قالوا:
بدأْتَ به ونحنُ مقلّدوهُ
فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ
فإنا إن عدلْتَ معدلوه
أمَا تدري أبانا كلُّ فرعٍ
يجاري بالخُطى من أدبوه؟
وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا
على ما كان عوَّدَه أبوه
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019