نظر الإتحاد في مذكرة الإعتزال الجماعي.. تقنين للفوضي..!!
تعاملت لجنة تسيير نادي الهلال مع المذكرة التي رفعها عشرة من لاعبي الهلال للإتحاد والتي أعلنوا فيها إعتزالهم اللعب الدولي مع المنتخب تضامناً مع قائدهم هيثم مصطفي إزاء ما تعرض له من هتافات في نهائي كأس السودان.. تعاملت بطريقة غريبة.. حيث ظل الحديث عن هذه المذكرة يدور في كل في الوسط الرياضي منذ صبيحة الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي.. بل أن الصحف الزرقاء ظلت في حالة تحريض يومي للاعبيها برفض المشاركة مع المنتخب الوطني في بطولة أمم أفريقيا للمحليين.. ووصل الأمر لمطالبة جماهير الهلال بمقاطعة تشجيع المنتخب في هذه البطولة ما لم يتخذ الإتحاد العام قراراً حازماً إزاء ما تعرض له قائد الهلال.. ولكن لجنة تسيير الهلال ظلت تتفرج علي كل السيناريوهات التي هدفت لجعل هذه التهديدات واقعاً.. خاصة تقديم لاعبي الهلال لمذكرة الإعتزال الجماعي للإتحاد العام.. والغريب أن خبر تقديم هذه المذكرة ظل ينشر يومياً في الصحف الرياضية.. وتولت أغلب مقالات الرأي التعليق عليه.. فلماذا لم تقم لجنة التسيير الخاصة بنادي الهلال بأي رد فعل لمنع هذه المذكرة من الوصول إلي الإتحاد العام.. ولماذا تحركت بعد أن وصلت المذكرة التي تعتبر سابقة خطيرة في تأريخ الكرة السودانية والمنتخب الوطني.. ولماذا لم تعقد الإجتماع الذي عقدته أمس.. قبل هذا الوقت حتي لا يسجل لاعبوها هذه السابقة الخطيرة وغير المسبوقة.. بل لماذا جاءت ردة فعل لجنة التسيير متأخرة.. أم أن التأخر في ردة الفعل كان مقصوداً منه وصول المذكرة إلي الإتحاد العام.. ومن ثم ظهور اللجنة بمظهر الحريص علي مصلحة الوطن والمستنكر لمسلك لاعبيها.. ولكن ورغم التأخر في ردة الفعل من قبل لجنة تسيير الهلال والمستنكرة لمسلك لاعبي الهلال.. إلا أنه وجب الإشادة به لأن الأمر يتعلق بالوطن..!!
ومعلوم سادتي أن هذا المسلك الغريب من قبل لاعبي الهلال حتي وإن كان مقنعاً أو مبرراً.. يتضرر منه الهلال أولاً وليس المنتخب كما يتوهم الكثيرون.. لأن سماح لجنة التسيير الزرقاء بوصول هذه المذكرة إلي الإتحاد العام يؤكد بصراحة أن الأمر تم تحت رعايتها.. وإلا بماذا تفسر لنا اللجنة صمتها إزاء محاولات التحريض التي طفحت بها الصحف الزرقاء لكتابة هذه المذكرة.. وردة فعلها المتأخرة جداً بعد تقديم المذكرة التي تمت صياغتها بعلم عدد كبير من أعضاء اللجنة.. إذ لا يعقل أن تكون اللجنة التي تتولي إدارة نادٍ كبير كالهلال بعيدة كل البعد عن ما يقوم به لاعبي ناديها.. خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني.. ويجب أن لا ننسي أن إستدعاء الإتحاد العام للاعبين للمنتخب يتم وفق مخاطبات بينه والأندية للسماح لهم بالإنضمام للتدريبات أو للمعسكرات.. وبالتأكيد أن خطاب إستدعاء لاعبي الهلال للمنتخب الوطني قد وصل للأمين العام للنادي الذي يقوم بدوره بتوجيه القطاع الرياضي أو مدير الكرة بتنفيذ الأمر.. وحتي لا يخرج علينا أحد بالقول أن الفترة الحالية لا نشاط فيها.. وهي فترة راحة للاعبين.. نقول لهم أن الإستدعاء للمنتخب يتم في أي وقت.. وتتم مخاطبة الأندية لمعرفة أحوال لاعبيها خاصة فيما يتعلق بالإصابات.. وأن اللاعب في نهاية الأمر هو لاعب المنتخب وليس النادي.. ولا يحق للنادي أو اللاعب تقديم أي إعتذار إلا وفق مسببات مقنعة.. أبرزها الإصابات أو لظروف أسرية قاهرة.. ولكن لجنة التسيير الزرقاء غضت الطرف عن هذا الأمر وسمحت للمذكرة بالوصول للإتحاد العام.. رغم أن لوائح أي نادٍ تمنع أي لاعب مخاطبة الجهات العليا دون علمه.. إلا في حالة تضرره من تعاقد أو لديه حقوق أو يريد فسخ تعاقده .. وهذا ما لم يحدث بالضبط من لاعبي الهلال.. بل حدث تكتل هو الأول من نوعه..!!
والأسوأ من مواقف لجنة التسيير الزرقاء إزاء مذكرة لاعبيها.. هو قرار الإتحاد العام بإعادة مذكرة لاعبي الهلال إلى لجنة تسيير نادي الهلال.. وبرر الإتحاد العام ذلك بخطورتها والعواقب الوخيمة التي سترتب عليها.. وهذا يؤكد أن الإتحاد العام لا يريد تطبيق القوانين الواضحة.. بل أنه بذلك يكون قد فتح الباب واسعاً أمام الوساطات.. فالقانون لا يتجزأ البتة.. والمذكرة تمت صياغتها وتقديمها مع سبق الإصرار والترصد.. بل إستلمها الإتحاد العام بنفسه عن طريق أمينه العام.. وهذه لوحدها تكفي لتوقيع أقصي العقوبات علي تكتل لاعبي الهلال ورفضهم اللعب للمنتخب الوطني.. ولكن إتحادنا الهمام الذي يخشي ردود الأفعال الزرقاء حيال أي عقوبات يمكن توقيعها علي لاعبي الهلال.. فضل إرجاع الأمر للجنة تسيير الهلال.. وكأنه يقر ما جاء بمذكره لاعبيها.. ولا فرق علي الإطلاق بين العقوبات التي طبقها الإتحاد العام سابقاً علي أي لاعب يتهرب من المنتخب.. وبين العقوبات التي كان يجب تطبيقها علي اللاعبين العشرة الموقعين علي مذكرة إعتزال اللعب الدولي.. فالأسباب التي دعت من قبل لمعاقبة اللاعبين الذين تخلفوا عن السفر مع المنتخب أو الإنضمام له.. هي ذات الأسباب التي كان يجب تطبيقها علي حالة تكتل لاعبي الهلال.. بل ومع مضاعفة العقوبة.. لأن ما حدث من قبل كان عبارة تصرفات فردية.. ولكن ما حدث من لاعبي الهلال هو تصرف جماعي ومقصود..!!
إتجاه الرياح..!!
مجرد نظر الإتحاد العام في مذكرة تكتل لاعبي الهلال وإرجاعها للجنة تسيير الهلال.. يعني الإعتراف بما جاء بها.. بل يفتح الباب واسعاً أمام تكرارها..!!
التنفيذ الفعلي لتهديد لاعبي الهلال بعدم اللعب مع المنتخب.. تم مع منتخبنا المشارك في سيكافا بعدم سفر بكري المدينة وعبداللطيف بويا..!!
لماذا لم تقم لجنة تسيير الهلال بإلحاق اللاعبين ببعثة منتخبنا بتنزانيا.. أم أنها راضية عن هذا التصرف الذي يؤكد النية المبيتة بعدم السفر..!!
المضحك أن الإتحاد العام قرر الإنتظار حتى عودة بعثة منتخبنا من تنزانيا وإستلام تقرير رئيس البعثة ومن ثم إتخاذ القرارات المناسبة بحق المدينة وبويا..!!
من قبل تمت معاقبة اللاعب بدرالدين قلق بسبب عدم سفره مع المنتخب قبل عودة المنتخب من الخارج.. وهذا يؤكد الخيار والفقوس في طريقة توقيع العقوبات..!!
إذا كانت الإساءات التي وُجهت لهيثم مصطفي قد طالت أسرته.. وهذا ما لا نقره.. فإن الإساءة لراجي سبقتها.. بل وصلت مرحلة الإساءة لنادي المريخ وجماهيره.. والدليل اللافتة التي حملت(دفن نادي السكرانين في مقبرة الساجدين)..!!
تمت الإساءة لكل المريخاب بوصفهم بـــ(السكرانين).. فلم يطلب أحد من لاعبي المريخ تقديم مذكرة للإتحاد العام والتهديد برفض اللعب مع المنتخب ما لم تتم أدانة الهلال..!!
الإحتجاج الوحيد الذي فعله المريخ هو رفضه أداء مباراة نهائي كأس السودان ما لم يتم إنزال لافتة(دفن نادي السكرانين في مقبرة الساجدين) التي حملتها جماهير الهلال..!!
المؤسف أن مجلس المريخ إكتفي بموقف الإحتجاج فقط أثناء المباراة.. ولم يتابع موقفه هذا بمواقف أخري لإثبات حقه.. وترك إعلام ولاعبي الهلال يتمددون من أجل إعلاء صوت ما تعرض له هيثم مقابل خفض ما تعرض له نادي المريخ قبل لاعبه راجي..!!
الحديث عن إمكانية نقل البدري تجربته الإدارية لفريق الأهلي لتنفيذها في المريخ.. حديث غريب للغاية.. لأن الأهلي كنادٍ وفريق منظم في كل أرجاءه.. ولن يستطيع البدري نقل تجربته في إدارة الكرة للمريخ.. لأن المريخ يعاني من الفوضي..!!
يكفي فقط الإشارة لإسلوب الإنضباط الإداري الذي طبقه المصري محمود سعد مع لاعبي المريخ.. حيث كان يخصم من مستحقات اللاعبين في حالة عدم التقيد بالإنضباط.. ولكنهم كانوا يحصلون علي ما تم خصمه منهم من وراء ظهر المدرب..!!
عندما يصبح المريخ نادياً منظماً كلياً.. يمكننا بعدها الجزم بنجاح أي مدرب أو لاعب.. ولكن الآن ومع مظاهر الفوضي التي تسيطر عليه.. فلا مجال لإطلاق العنان للأحلام..!!
فاز الفتح الرباطي المغربي المكافح ببطولة الكونفدرالية.. وهو الفريق الذي كان قبل عامين في دوري الدرجة الثانية.. وفي هذا رسالة عميقة المعاني للمريخ والهلال الذين لا يتمتعان بثقافة النهائيات وهما الأعرق من الفريق المغربي.. والحديث أكثر نوجهه للهلال..!!
ما فعله الفتح الرباطي المكافح فشل فيه المريخ والهلال رغم إنفاقهما ملايين الدولارات..!!
سؤال.. متي إجتمع مجلس المريخ ليقرر التعاقد مع حسام البدري.. وهل وضع المجلس أمامه عدد من السير الذاتية لمدربين ووجد أن البدري هو الأفضل سيرة وإنجازات..!!؟