• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 05-01-2024
كمال الهدى

الصبر مطلوب.. لكن!!

كمال الهدى

 4  0  1736
كمال الهدى


kamalalhidai@hotmail.com
سألني صديق عن سبب توقفي عن الكتابة عن حال الهلال.. تسجيلاته.. إعداده وبداياته في الدوري الممتاز، فكان ردي أنها ليست المرة الأولى.
فالمتابع الجيد لهذه الزاوية لابد أنه قد لاحظ أنني لا أتناول أمر التسجيلات بعد أن تبدأ ولا أتطرق لأمر الإعداد والمعسكرات الخارجية التي عودنا عليها الهلال في السنوات الأخيرة.
والسبب في ذلك أنني لا أحب أن أخدع نفسي أو قراء زاويتي.
وطالما أن أخطاء كل عام تتكرر في العام الذي يليه تصبح الكتابة عن مثل هذه الأمور نوعاً من التحبير من أجل التحبير فقط .
آخر مرة تناولت فيها أمر التسجيلات كانت قبل اختتام الموسم الماضي بأسابيع.
وقتها كان رأيي أن الهلال ليس في حاجة لأي لاعب أجنبي.
وطالما أنهم سجلوا عدداً من اللاعبين المحليين صغار السن وقالوا في المجلس أن هلال السنوات القادمة سوف يعتمد على النشء، لم أجد سبباً واحداً لاعبين أجانب.
ولو كنت أعرف أنهم يمكن أن يأتوا بلاعبين من العيار الثقيل الذين يعينون لاعبينا المحليين لتغير رأيي.
لكن المؤسف أنهم في كل مرة يسجلون أنصاف مواهب من خارج الحدود وبمبالغ تكفي لتسيير أوجه نشاط عديدة في النادي.
والسبب معلوم للجميع وهو أن إداريي الأندية عندنا ليسوا أصحاب وجعة حقيقيين، بل هم رجال أعمال ينصب جل همهم في تلميع أنفسهم.
ولهذا يعتمدون على ثلة من أصحاب المصالح والسماسرة الذين يروجون لفكرة التعاقد مع اللاعبين الأجانب رغم علمهم بأن من يأتون بهم لن يضيفوا شيئاً.
وقع مجلس الهلال في أخطاء كارثية منذ الأسابيع الأخيرة للموسم الماضي وكان طبيعياً ألا تبدأ الأمور في الموسم الجديد كما يشتهي الأهلة.
لكن لا يعني ذلك أن تتعالى الأصوات بعد أول مباراتين في الدوري مطالبين بإقالة المدرب.
هذا نوع من التهريج المعتاد أيضاً.
لم تكن مشكلة الهلال في المدربين وحدهم، ولن تكون.
بل هي مشكلة إدارية بحتة.
صحيح أن الهلال الذي شاهدته خلال مباراة قورماهيا الكيني لم يكن يبشر بخير وفير كما ظلوا يعدون الجماهير المغلوب على أمرها.
كما أن الكلام عن ضرورة تحلي الجميع بالصبر وانتظار تحسن الأمور أيضاً يظل ناقصاً.
فإن صبر الأهلة على المدرب واللاعبين وإدارتهم وهم يسيرون على النهج الذي نراه لن يطرأ أي جديد.
وسيكون الفشل هو النتيجة النهائية.
الصبر مطلوب نعم، لكن ليس قبل أن يتم تصحيح بعض الأوضاع.
وهذه الأوضاع يصعب تصحيحها في ظل تعنت رئيس النادي وإرخاء أذنيه لمجموعة ظلت تتلاعب بالهلال وجماهيره.
فهم في يوم ضد وجود كاريكا وبشة.
وفي اليوم التالي يهللون لهما ويعتبرونهما ألمع نجوم النادي.
وتجدهم في صباح يطالبون بإبعاد الصغار أمثال وليد علاء الدين، وفي الصباح الذي يليه ينادون بالاعتماد على هؤلاء الصغار.
وتراهم يوماً يحثون الجماهير على المؤازرة والحضور المبكر، وفي يوم آخر ينادون نفس هذه الجماهير بمقاطعة المباريات.
إذاً المطلوب أن يكون رئيس الهلال أكثر عقلاً ويزن الأمور بلا انجراف وراء بريق الإعلام الزائف.
ولابد من وجود مجلس متماسك ومستشارين فنيين حقيقة لا قولاً يقولون رأيهم في كل ما حولهم دون خوف أو وجل.
أما مثل ما يردده فوزي ( الكان أسد) فلن يعين الهلال في شيء.
قبل عودتهم من معسكر تونس قال أن الهلال في قمة الجاهزية قبل أن يتغير هذا القول بمجرد أن خاض الهلال أول مباراة أمام جماهيره.
مثل هذه النغمة مللناها وما عادت تستهوينا.
يجب على المجلس أن يحدد أهدافه المنشودة فيما يتعلق بفريق الكرة بصورة واضحة.
هل يريدون تجهيز فريق مستقبل؟ أم أنهم يرغبون في الظفر بـ ( الأميرة الأفريقية) هذا العام؟!
ولابد من الاعتماد على الشباب المحليين.
فالصبر يكون دائماً على مجهودات تبذل وعمل يجري.
لو رأينا جميع اللاعبين الصغار الذين تم تسجيلهم قبل بداية الموسم يركضون بشعار الهلال في المباريات يمكننا أن نصبر عليهم وننتظر مردودهم الإيجابي بعد حين.
أما أن أصروا على اشراك الأجانب وأجلسوا جل هؤلاء في دكة البدلاء فهنا يفقد الصبر معناه.
وطالما أن هناك حاجة للصبر فمعنى ذلك أن المعسكر لم يحقق شيئاً فيما يتصل بتحديد أولويات المدرب في التشكيلة وطرق اللعب التي تناسب قدرات لاعبيه، فلماذا انجر رئيس القطاع الرياضي وراء الظهور الإعلامي ليعد الأهلة بشيء لم يتحقق؟!

نقطة أخيرة:
اتفق مع معظم ما جاء في مقال الأستاذ الدكتور زهير بعنوان " هذه هي رياضتنا".
صحيح أن بدء الدوري المسمى مجازاً بالممتاز يفتح الباب لبعض الانصرافيين والمنتفعين للتهليل للاعبين لا يسوى بعضهم خردلة، بغرض إلهاء الجماهير عن قضاياها الأكبر.
ونتفق في أن إداريي أنديتنا هذه الأيام صاروا أكثر جهلاً وأقل معرفة بأساليب إدارة الأندية وهم لا يحملون هم هذه الأندية كما يُشاع، بل يرغب الواحد منهم في تحقيق مصالحه الشخصية على حساب النادي حتى وإن دفع المليارات.
ولا نشك في أن المال وحده لا يكفي لنهضة أنديتنا، حيث يظل الفكر هو الأهم دائماً.
لكنني أرى أن الدكتور زهير اختزل المشكلة في الصحافة الرياضية فقط، ناسياً أن جل صحافتنا السياسية تمارس ذات الدور.
فكم عدد رؤساء تحرير صحفنا السياسية ممن يسعون لإلهاء أفراد الشعب بأمور أقل أهمية من كرة القدم يا عزيزي زهير؟!
وكم عدد كتاب الغفلة ممن صاروا أعلاماً في صحافتنا السياسية لمجرد أنهم يهللون للسلطة ويدفنون الرؤوس في الرمال متى ما طفأت للسطح قضية تستحق التناول الجاد والنقد؟!
وكم عدد الساسة الإنصرافيين الذي يكثرون من الحديث دونما تحرك جاد باتجاه الفعل؟!
رأيي الشخصي أن الانصرافيين في صحافتنا السياسية أشد خطراً على عملية الوعي من نظرائهم في الصحافة الرياضية.
فعلى الأقل في الصحافة الرياضية هناك من يتعاطى معها وهو على فكرة مسبقة بأنها تحتفي بالجهلاء وتركز على الصغائر في الكثير من الأحيان.
أما المتعاطين مع الكتاب السياسيين فكثيراً ما ينخدعون بفكرة أن الكاتب السياسي لابد أن يكون جاداً، لهذا يسهل أن يدس بعض هؤلاء السم في العسل.
حتى مواقعنا التي تتعاطى مع الشأن السياسي هناك من يملأوها بأخبار الفنانات والمذيعات وليتها كانت أخباراً تحمل ولو القليل من الأهمية.
تركز بعض هذه المواقع على أن صورة فلانة وجدت تفاعلاً كبيرا ً من رواد التواصل الاجتماعي وأن صورة علانة ودلعها وتمايلها نال استحسان الكثير من الرواد.
الحال من بعضه يا دكتور والكثير من وسائل إعلامنا ووسائطنا الإعلامية صار مبلغ همها أن تنشر الجهل وتفرغ العقول وتنحط بالذوق العام، وربنا يجازي من كانوا سبباً وراء هذا التردي المريع.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    عبد تلرءوف ابراهيم 02-08-2016 09:0
    متى ما طفأت فى السطح قضية خطأ الصاح طفت فى السطح
    قانون الطفو يا استاذ اذا طفى جسم فوق سطح سائل الخ
  • #2
    ساشا 02-08-2016 08:0
    مع الاحترام أستاذنا فمقالك فيه تناقض ليس معهود في كتاباتك ، فأنت تطالب بالصبر وفي نفس الوقت تهاجم سوء المستوى، فالمعلوم عادة أن المنافسات الرسمية تختلف عن فترة الاعداد والمباريات الودية، وهنا أتفق معك في دعوتك للصبر حتى يأخذ الفريق شكله النهائي ويتدرج في المنافسة خطوة خطوة والتوقع العادي هنا أن يكون هناك تذبذب على مستوى لافريق بصورة عامة ومن باب أولى في المستوى الفردي لكل لاعب، حتى نصل لمستوى خلال الموسم لايقل عن 70% من الإجادة في أسوأ حالاته ، ويجب أن لاتنسى أستاذنا أن الهلال نادي قائد واعتادت جماهيره على أن يكون في قلب المنافسة حتى لحظاتها لاخيرة محلياً ودولياً وبالتالي فوجود عناصر الخبرة والمحترفين مدعومين بالشباب أمر هام وبالالي فلا منطق في المطالبة بأن يكون الفريق كله من لاشباب أو الرديف أو صغار السن فالخبرات التراكمية مهمة والموازنة بين العنصرين كما حاول الكوكي ويحاول كافالي الآن في مصلحة الفريق حلاياً ومستقبلاً والله الموفق،،
  • #4
    أبوعلي 02-07-2016 10:0
    والكثير من وسائل إعلامنا ووسائطنا الإعلامية صار مبلغ همها أن تنشر الجهل وتفرغ العقول وتنحط بالذوق العام،

    لم لا يكونوا هكذا في بيئة كيزانيّة كلّها جهل وعقول فارغة وزوق منحط مثلهم
    أبدأ من رأس دولتها مرورا بوزير إعلامها وتابعيه ولجنة الأعلام ب(البرطمان)
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019