عندما أصدر الكاردينال وبشكل فردي القرار المثير للجدل بتعيين هيثم مصطفى كمساعد للمدرب كتبتُ مقالا بعنوان عودة البرنس أم عودة الإنقسام وقد قلتُ من خلال ذلك المقال الكلام التالي (الكاردينال قام بإتخاذ قرارملغوم بتعيين لاعب الهلال السابق هيثم مصطفى كمساعد للمدرب الفرنسي كافالي وهو القرار الذي أثار الكثير من الجدل فقد إنقسم الناس ما بين موافق على هذا القرار وما بين معارض له وسط شد وجذب كبير بين الطرفين وبهذا يكون مجلس الكاردينال قد عاد بالهلال لمربع الإنقسام الجماهيري بقرار أقل ما يُقال عنه أنه قرار مؤذي والمصيبة أن الإنقسام سيظهر بصورة أوضح أثناء الموسم من خلال مباريات الهلال).
لاحظوا أنني قلت أن الإنقسام سيظهر بصورة أوضح أثناء الموسم.. الآن ومن خلال أول تدريب للهلال بعد عودة الفريق من معسكره بتونس ظهرت ملامح الإنقسام إذا كان من خلال الجماهير في الاستاد أو من خلال الجماهير في صفحات الفيس بوك المختلفة وصفحات الواتس اب.
ورغم أن إنقسام الجماهير أمر خطير إلا أن هناك أمر أخطر منه وهو إنعكاس اللافتات المرفوعة من أجل هيثم بشكل سلبي على اللاعبين وعلى المدرب ايضا.. فعندما يشعر اللاعبون خصوصا الكبار منهم أن بعض الجماهير يركزون بشكل كبير على مساعد المدرب ويهتفون له فإنهم سيشعرون بالضيق وربما الإستياء لأن الطبيعي هو أن يهتف الجمهور للاعبين وليس مساعد مدرب باع هذه الجماهير وذهب إلى المريخ فقط لينتقم!
والمدرب الفرنسي كافالي ايضا سيشعر بالإستياء لأنه سيشعر أنه أقل أهمية من هيثم من الناحية الإعلامية والجماهيرية رغم أنه الرجل الأول في الإطار الفني وبكل تأكيد هذا الأمر لا يحدث إلا في السودان.. ففي اسبانيا مثلا وعندما كان زيدان مساعدا لانشيلوتي في ريال مدريد لم يكن زيدان يستحوذ على الأضواء الإعلامية والجماهيرية رغم إسمه اللامع.. فالمدرب هو المدرب ومساعد المدرب هو مساعد المدرب.
وما يحدث الآن من الجماهير يعيدنا إلى موسم هيثم الأخير في الهلال حيث المشاكل والقلاقل والمناوشات ويعيدنا بالذات إلى هتاف بعض الجماهير لهيثم رغم عدم مشاركته في التشكيلة الأساسية وهو الأمر الذي تحدثتُ عنه في حينه وقلتُ أن هتاف بعض المشجعين لهيثم رغم عدم مشاركته له أضرار كبيرة بإعتبار أن هذا الشيء سينعكس سلبا على الحالة النفسية للاعبين.. لأنه لا يُعقل أن يحاول اللاعبون داخل المستطيل الأخضر إسعاد هذه الجماهير ثم يسمعون بعد ذلك هتافات للاعب آخر غير متواجد في الملعب بل غير متواجد حتى في قائمة المباراة.
وشخصيا أذكر تصريح شهير لنجم ارسنال السابق اشلي كول والذي قال فيه أنه قدم في إحدى المباريات مع ارسنال عرضا رائعا وظهر بأفضل مستوى وفي الوقت الذي إنتظر فيه أن يهتف الجماهير بإسمه سمع الجماهير تهتف لهنري وقال أن هذا الأمر كان مثابة صدمة بالنسبة له.
والمؤكد أن شعور اشلي كول سيكون نفسه شعور لاعبي الهلال خصوصا كبار اللاعبين عندما يشاهدون الجماهير تحمل اللافتات لهيثم وتهتف له رغم أنه مجرد مساعد مدرب.. وعندما أقول مجرد مساعد مدرب لا أقلل من شأن الوظيفة ولكن وظيفة مساعد المدرب لم تكن يوما محط الأضواء فالتركيز الإعلامي والجماهيري يكون دائما على اللاعبين والمدرب.
حتى الكاردينال سيشعر بالإستياء من شعبية هيثم وسط الجماهير فالكاردينال يحب الأضواء ويحب أن يكون الكلام حوله وعنه والهتافات له.. والمؤكد أن صحيفته قد رسخت في دواخله أنه السوبر مان والعراب والرجل العجيب لهذا يمكن ان يشعر مع مرور الأيام بأن هيثم أصبح مهدد خطير له إذا كان من الناحية الجماهيرية والإعلامية.. ولا يبدو مستبعدا أن يطيح به أثناء الموسم بأي صورة من الصور.
قرار تعيين هيثم في الجهاز الفني للهلال قرار خاطيء بكل المقاييس.. إذا كان من ناحية مباديء الهلال التي داس عليها الكاردينال بهذا القرار.. وإذا كان من خلال عدم إمتلاك هيثم للشهادات التي تسمح له بالتدريب في نادي بحجم الهلال.. وإذا كان من ناحية مخاطر القرار بإعتبار أن القرار غير مرضي بالنسبة للاعبين من ناحية وأحدث إنقساما جماهيريا من ناحية أخرى والدليل تمرين الهلال الأول.. وطبعا دي المناظر.. لسه الفيلم قدام.. الغريق قدام!!
صباح الخير بالليل
تصريحات الكاردينال كثيرة جدا.. وآخر تصريحاته أنه قال أن علاقة الهلال بشيبوب إنتهت منذ ان عاد من وفد جوبا.. شفيق يا كردنة!
لو كانت علاقة الهلال بشيبوب إنتهت منذ أن هرب من جوبا لما عاد الكاردينال وإلتقط معه الصور من جديد بعد أن ترك شيبوب المريخ مرة أخرى وذهب لمنزل الكاردينال.. ولما خرجت الصحف الهلالية من جديد لتتحدث عن خبطة إدارية زرقاء وعن عودة شيبوب لقبضة الهلال... يعني مافي داعي نضحك على بعض!
يجب أن يكون الكاردينال أمينا مع نفسه ومع الجماهير ويعترف بأنه فشل في ملف شيبوب مثلما فشل في كثير من الملفات.
الكاردينال قال في نفس التصريح أنهم لن يجاملوا في حقوق الهلال.. وهنا أقول لرئيس الهلال أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك أستعجب.
اعتقد ان إنسحاب الهلال في الموسم الماضي وضياع لقبين كانا في المتناول يُعتبر مجاملة من الكاردينال في حقوق الهلال.. فالهلال لم يكسب شيئا من الإنسحاب.. المريخ كسب بطولتين بالمجان.. والإتحاد الذي توعده الكاردينال ما زال موجودا.. وفي النهاية سيلعب الهلال في هذا الموسم وكأن شيئا لم يكن.... دي مجاملة في حقوق الهلال يا كاردينال ولا ما مجاملة؟.. بصراحة رئيس الهلال بياع كلام!