لن يكون خروج الهلال من نصف نهائي دوري الابطال بمثابة نهاية , لان هذا حال كرة القدم , ولكن ستكون هنالك وقفة صادقة ومهمة مع اخفاق الموسم الحالي في البطولة القارية الذي امر بكثير السنوات السابقة .

مشاكل الهلال الفنية كانت واضحة ومعروفة من بداية الموسم ولكنها لم تجد العلاج اللازم وبالتالي الخروج من البطولة الافريقية لم يكن مفاجاة للامانة , بل ان بلوغ نصف النهائي لم يكن متوقعا اصلا في ظل حالة الاحلال والابدال التي مر بها الفريق .

شاركت ادارة الكاردينال في الجزء الاكبر من الاخطاء التي حدثت للفريق الهلالي , بعد ان قررت بمفردها التخلي عن ركائز اساسية في الفريق دون وجود مدرب كان يمكن ان تكون رؤيته مختلفة .

كونت الادارة في بداية الموسم لجنة فنية يقال انها اشرفت على تسجيلات الفريق ورشحت المدرب الاول باتريك الذي تمت اقالته بعد نهاية الدور التمهيدي وتم تكليف الفاتح النقر الذي تولى المهمة حتى مباراة ذهاب دور ال16 امام فريق سانغا الكنغولي .

ضمت تلك اللجنة مجموعة من الاسماء الهلالية اللامعة على راسها دكتور محمد حسين كسلا وعلي قاقارين وفوزي التعايشة وامين زكي وكانت تعقد اجتماعتها في الامارات , وللامانة نجد ان هذه اللجنة لم تشرف على التعاقدات بعد ان تجاوزتها الادارة في الكثير من الملفات التي تخص اللاعبين .

تلك اللجنة لم تستمر سوى شهر تقريبا وانفضت بعد ان تجاهلها المجلس , وهذه عادة ادارية تعودنا عليها , لان هذه اللجان تبقى فقط مجرد حبر على ورق لا يكون لها اي دور , وهي بمثابة ذر للرماد في العيون .

شخصيا لا اؤمن بتلك الطريقة العقيمة في العمل , لان هذه اللجنة حتى لو اشرفت بشكل كامل على ملف الاحلال والابدال في الفريق قبل حضور المدرب فانها قد لا تخدم الفريق بشكل كامل لان لكل مدرب فلسفته الخاصة ومن الظلم ان يقوم غيره بتسجيل لاعبين قد لا يتوافقون مع طريقته .

كان اللاعبون الاجانب هم الحلقة الاضعف في الهلال , والسبب تلك التجاوزات الادارية في ظل غياب المدرب الذي كان يفترض يقوم بتلك المهمة بنفسه , فكانت النتيجة تعاقدات هشة مع لاعبين لم نسمع بهم من قبل الا عندنا .

تجاوزنا تلك الاخطاء التي حدثت في شهر ديسمبر وجاءت الفرصة التاريخية لعلاجها بعد ان بلغ الفريق الازرق دور المجموعات في شهر مايو , وكان قبلها في شهر ابريل تم التعاقد مع المدرب التونسي نبيل الكوكي الذي اشرف على لقاء اياب دور الستة عشر امام سانغا الكنغولي .

كانت الفرصة متاحة امام المدرب التونسي للاشراف على تعاقدتت شهر مايو بنفسه , واكدنا عليه بضرورة استقطاب لاعبين يعرفهم جيدا خصوصا وانه كان يدرب في تونس ويعرف مستويات وقدرات اللاعبين الافارقة , وكان من السهل انجاز تلك المهمة عبر الوكلاء في تونس .

ولكن تفاجئنا بالتعاقد مع لاعبين برازيليين لم نسمع بهم ايضا من قبل , ووقتها انتقدنا المدرب نبيل الكوكي كثيرا لانه كان يفترض ان يفرض شخصيته على الادارة ولا يرضى بان تتولى مسؤولية التعاقدات مع الاجانب .

كان تخوفنا من تكرار اخطاء تعاقدات شهر ديسمبر في محله , لان التعاقد مع اندرزينهو ومواطنه جوليام لم يجني منها الهلال اي شئ , ولم يضف اللاعبان اي جديد في الفريق وكانوا من ضمن انصف المحترفون الذين ابتلينا بهم .

الكوكي سقط في ذلك الاختبار لانه رضي بالامر الواقع ولم يفرض شخصيته على الادارة ويقول لا , وتلك نقطة سوداء في سجل المدرب الذي نحفظ له بعض الايجابيات في العمل مع الفريق ولكنه كان مشاركا ايضا في اخطاء التعاقد مع جوليام واندرزينهو .

تلك الاخطاء الكبيرة قصمت ظهر الهلال الذي صمد ووصل الى نصف النهائي باسمه وتاريخه بعد ان اثقل جسده بالجراح , وجاء الوقت للبداية في علاج تلك المشاكل الكثيرة وتفادي تكرارها .

بالامس سجل المريخ سقوطا جديدا في البطولة الافريقية وتلقى هزيمة كبيرة امام مازيمبي بثلاثية , وليبلغ الغربان المباراة النهائية التي باتوا الاقرب لها , تلقى الند علقة ساخنة من الغربان في لوممباشي ليغادر من الباب الكبير .

المريخ الي لم يصل في تاريخه الى النهائي ببطولة الكبار , سقط في اول اختبار بنصف النهائي , ولم يحافظ على تقدمه بهدفين في الذهاب حيث تلقت شباكه رباعية كاملة من الغربان بمجموع مباراتي الذهاب والاياب .

انتهى المشوار وانتهى الدرس .