الفيفا ينصف شداد !
القرار الذى اصدره الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا بعدم اعترافه بشرعية مجلس ادارة الاتحاد السودانى لكرة القدم ومطالبته بضرورة اعادة الانتخابات وفتح الباب امام الجميع لترشيح انفسهم هو بالتأكيد يمثل انصافا قويا لموقف الدكتور كمال شداد الذى طعن فى شرعية هذه الانتخابات واعترض على القانون الذى حرمه من الترشيح مع عدد من زملائه فى مجلس الادارة السابق وكذلك يمثل انصافا لاهلية وديمقراطية الحركة الرياضية , ولكن رغم ذلك يجب ان لايؤخذ هذا القرار من باب الشماتة والتشفى وتصفية الحسابات كما فعل الذين هللوا ورقصوا وغنوا واظهروا قدرا كبيرا من الشماتة عندما منعت المفوضية الدكتور كمال شداد من الترشيح بحجة انه يخالف تلك المادة اللعينة 16/3 ,, لابد من اخذ القرار والتعامل معه بقدر من الحكمة لانه اصبح امرا واقعا ليس من جانب الاخوة فى مجلس ادارة الاتحاد العام ولكن كذلك من جانب المفوضية الاتحادية التى يفترض من رئيسها مولانا الريح وداعة الله ان يتقبل القرار بصدر رحب ويسرع لتصحيح اخطائه ومكابرته التى اضطرت الفيفا الى التدخل بعدما تجاهل كل الذين نصحوه بضرورة السماح لشداد وبقية زملائه بترشيح انفسهم وترك الامر لاعضاء الجمعية العمومية لتختار منهم من تشاء لانها السلطة الوحيدة التى يعترف بها الفيفا فى مثل هذه الحالات ,, من واجب المفوضية ان تعود الى صوابها ورشدها وتعمل على تصحيح هذا الخطأ وكذلك على المسؤولين فى الوزارة ان يتعاملوا مع القرار وفقا لما تقتضيه مصلحة العامة لكرة القدم فى السودان حتى لايلحق بها ضرر التجميد لاسيما وان القرار واضح وصريح وهو يمنح المسؤولين فى الاتحاد العام سقفا زمنيا محددا حتى منتصف الشهر الحالى لاعادة ترتيب الامور من جديد والدعوة الى جمعية عمومية عادلة يشارك فيها الجميع ,, اعتقد ان قرار الفيفا كان رحيما ورؤوفا بالسودان ولم يجنح نحو التهديد والوعيد كما فعل مع الاتحاد الكويتى والعراقي وكذلك مع الاتحاد البوسنى فالقرار لايمثل انتصارا للدكتور كمال شداد بقدر ماهو انتصار حقيقى لاهلية وديمقراطية الحركة الرياضية التى تعرضت لابشع انتهاك بسبب التطبيق الخاطىء للمادة 16/3 من قبل المسؤولين فى المفوضية الاتحادية الذين جانبهم التوفيق فى قرارهم بمنع شداد وعدد من زملائه من الترشيح , وحتى اذا كان للمفوضية مبرراتها القانونية فى مثل هذا التطبيق غير السليم فعلى المسؤولين الان ان لايفوتوا هذه الفرصة لتصحيح هذه المادة حتى لاتكون عقبة جديدة ومدخلا لازمة نحن فى غنى عنها فيما يخص انتخابات مجلس ادارات الاتحادات الاخرى , بمعنى ان قرار الفيفا يجب ان يكون مدخلا لتعديل هذه المادة وهو تجميدها الى حين تعديل القانون بصفة عامة .
حديث الدكتور معتصم جعفر وتعليقه على قرار الفيفا بانه لايخص الاتحاد العام وحده بل الوزارة ايضا لايعنى ان الاتحاد غير مسؤول عن تطبيقه او العمل به بل العكس من ذلك فالقرار يستهدف الاتحاد العام بشكل مباشر اكثر من الوزارة وبالتالى فان مسؤولية الاتحاد العام هو العمل على تطبيق ماجاء فى القرار لاسيما وان الدكتور معتصم جعفر وكذلك الاستاذ مجدى شمس الدين اجمعا فى كل تصريحاتهم التى اعقبت انتخابهما خلال الفترة الماضية بان الفيفا قد لايعترف بشرعية اتحادهم ,, بل ان الدكتور معتصم جعفر ذهب الى ابعد من ذلك بتأكيد ان المادة 16/3 تتعارض مع النظام الاساسي للاتحاد العام وهو مابنى عليه الفيفا قراره بالامس ,, ولهذا نكرر الدعوة للمسؤولين فى مجلس ادارة الاتحاد العام التعامل مع قرار الفيفا بالحكمة المطلوبة فى اطار المصلحة العامه وتجاهل كل الاصوات التى نتوقع ان تبدأ فى تحريضهم ضد القرار حتى لايضعوا انفسهم وكذلك الكرة السودانية فى مواجهة الفيفا طالما انهم يؤكدون فى كل مرة حرصهم على التمسك باهلية وديمقراطية الحركة الرياضية والتى انصفها الفيفا وانتصر لها بهذا القرار ,, وفى المقابل نثق فى ان الدكتور كمال شداد الذى اكد مرارا ان لجوئه للفيفا ليس ضد ابنائه فى الاتحاد العام بقدر ماهو مناهضة لتدخل المفوضية بقرارها الظالم نثق فى انه سيتعامل مع القرار بعيدا عن المرارات والظلم الذى تعرض له من المفوضية وكذلك من بعض الاشخاص الذين سارعوا للاساءة له والتشكيك فى ذمته المالية معتقدين ان الدكتور قد تجاوزه الزمن وان الاتحادات لم تعد تؤمن بافكاره .
اعتقد ان قرار الفيفا اعاد الحق لاصحابه وهم اعضاء الجمعية العمومية الذين يمثلون اسرة كرة القدم فى ارض المليون ميل مربع ليقولوا كلمتهم مرة اخرى عبر صناديق الاقتراع ان كانوا يرغبون فى شداد او فى معتصم جعفر او صلاح ادريس ,, فالشرعية الديمقراطية هى التى يجب ان تحكم مسيرة كرة القدم وليس قانون المفوض الاتحادى الذى صدعنا بتصريحاته المكررة بان قانون الشباب والرياضة لايتعارض مع مبادىء الفيفا !! اللهم لاشماته .