شداد يحقق الإنتصار.. وسوار في أخطر إختبار..!!
للمرة الثالثة وخلال ثلاثة أشهر يعلن السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ تقديم إستقالته من رئاسة النادي.. أولاها كانت عقب الفشل في التأهل إلي دوري مجموعات أبطال أفريقيا علي يد الترجي التونسي.. والثانية عقبل الخسارة الغريبة أمام الهلال في ختام الدورة الأولي للممتاز.. وهذه تحديداً كانت من أجل الترشح نائباً لشداد ضمن مجموعته التي كانت ستخوض إنتخابات الإتحاد العام الأخيرة.. والثالثة كانت أمس الأول من خلال التصريحات التي أدلي بها.. وهناك قاسم مشترك بين الإستقالة الأولي والثالثة.. وهي ترشيح الأخ الفريق عبدالله حسن عيسي لخلافته.. وهذا لن يكون موضع خلاف.. ولكن يبقي الخلاف في الطرق التي يعلن بها السيد جمال الوالي إستقالته.. فقد إتضح تماماً أنها دائماً ما تأتي عقب أي هزيمة قاسية للفريق.. أو الفشل في بلوغ مراحل أعلي في البطولات الأفريقية.. ومن يراجع إستقالات الوالي كلها يجد أنها دائماً مرتبطة بنتائج الفريق.. وهذا لعمري تفكير غير واقعي.. لأن الربط بين الإستمرارية في إدارة المريخ والنتائج السيئة التي يحققها الفريق تعني أنه لن يبقي رئيس علي سدة قيادته.. ولا أدري هل إعلان الإستقالة عند كل هزيمة القصد منه شغل الرأي العام المريخي في ظل التخوف التام من مرحلة مريخ ما بعد الوالي.. أم أنه أي السيد جمال الوالي وصل لقناعة بضرورة ترك المنصب لغيره..!!؟
الإستقالة الأخيرة.. لا معني لها علي الإطلاق.. خاصة بعد أن أعلن سيادته في الإستقالة الأولي تقديم موعد الجمعية العمومية لتكون في ديسمبر المقبل لإخيتار مجلس إدارة جديد.. بل وجاء مرة أخري وقدّم موعد الجمعية شهراً لتعقد في نوفمبر.. لذا فإنه لا معني لإستقالته مع قرب موعد عقد الجمعية العمومية التي ستنتخب مجلس إدارة جديد لا ندري هل سيأتي بالوالي مرة أخري أم بغيره لقيادة النادي ثلاث سنوات قادمة.. ولن يضير الوالي شيئاً إن بقي علي رأس مجلس المريخ لمدة ثلاثة أشهر أخري لا تنافس فيها سوي الإستحقاقات المحلية بعد أن خرج الفريق خالي الوفاض من بطولتي أفريقيا للأندية.. بل الشيء الآخر الذي يؤكد أنه لا معني لهذه الإستقالة ما ظل يردده السيد رئيس المريخ بنفسه عن إلتزامه الكامل بكافة مستحقات الأجانب.. فلطالما إلتزم بذلك فلا معني لذهابه قبل إنعقاد الجمعية العمومية في نوفمبر المقبل.. لأن معدلات الصرف قد تناقصت تماماً بعد خروج الفريق من دوري الأبطال والكونفدرالية.. رغم قناعتي أن إستمرار الفريق في أي واحدة منهما كان سيغطي منصرفاته من واقع المبالغ التي كان سيتحصل عليها من الإتحاد الأفريقي.. فضلاً عن أن هناك عقد موقع مع شركة أم تي أن للإتصالات تزيد قيمته كلما تقدم المريخ في أي من البطولتين الأفريقيتين..!!
وإلتزام الوالي بدفع مستحقات الأجانب لا يعني الجانب المادي فقط.. فهناك أمر أخطر من هذا.. وهي أن أجانب المريخ جميعهم يعتقدون أو تحديداً وصلوا إلي قناعة راسخة بأن وجود الوالي في رئاسة المريخ يعني إستمرار عطائهم وحقوقهم.. وذهابه يعني عدم ذلك.. لأن السيد جمال الوالي هو المسؤول الأول عن ملفات الأجانب هو الذي يقوم بكل شيء يخصهم.. وأجانب المريخ الحاليين لا يعرفون شخصاً في إدارة مجلس المريخ سوي الوالي.. وهذه واحدة من المشاكل التي ستواجه المريخ حتي وإن إلتزم الوالي بدفع مستحقاتهم.. لأن العامل النفسي سيتحكم في عطاء المحترفين بصورة أساسية.. ولا أستبعد تفكير أي منهم أو جميعهم في ترك المريخ في ظل الأخبار المتواترة عن رحيل الوالي وما يطالعونه في الصحف عن المشاكل المالية التي سيواجهها المريخ في حالة حدوث ذلك.. وما حدث من النيجيري إستيفن وارغو قبيل معسكر الإسماعيلية ومطالبته بدفع مستحقاته وتصدي الوالي لذلك وإقناعه بالإلتحاق بالمعسكر.. بعد فشل جميع أعضاء المجلس في إقناع وارغو باللحاق بالمعسكر.. يشير إلي أنه سيحدث من بقية المحترفين.. بل لا أستبعد مطالبتهم ببقية مستحقاتهم خوفاً من ضياعها في حالة ذهاب الوالي.. والمحترفون ليسوا عاطفيين مثلنا.. فهمهم الأول هو ضمان مستحقاتهم.. وبعدها لا يهمهم من سيدير النادي.. والحل الوحيد كما ذكر سعادة الفريق منصور عبدالرحيم سكرتير المريخ الأسبق هو تسريح المحترفين ومنحهم كافة مستحقاتهم بعد أن فشلوا في فعل شيء..!!
ترشيح الوالي للفريق عبدالله حسن عيسي لخلافته.. أمر سابق لأوانه.. خاصة وأن أضابير الجمعية العمومية يمكن أن تأتي بخيار آخر.. ولكن يمكن أن نقتنع بأن يتولي الفريق عبدالله تصريف أمور رئاسة المريخ.. هذا إن أراد الوالي الراحة(دون إستقالة) فيما تبقي من فترة لحين إنعقاد الجمعية العمومية.. بل أن هناك أمر مهم جداً سيدخل مجلس المريخ الحالي في إشكالات قانونية.. وهو أن إستقالة أي من الضباط الأربعة تلزم إقامة جمعية عمومية تكميلية لإنتخاب بديل له.. هذا إذا قام مجلس المريخ الذي وافق علي إستقالة رئيسه خلال إجتماع أمس بمخاطبة المفوض الولائي بقبول الإستقالة.. ولا معني البتة لقرار مجلس المريخ بتكليف الفريق عبدالله حسن عيسي بتصريف أمور النادي لحين إنعقاد الجمعية العمومية.. لأن هذا القرار يتعارض مع النظام الأساسي لنادي المريخ الذي أجيز في آخر جمعية عمومية.. وتحديداً المادة(22) التي لم تتحدث عن أي تكليف لأي عضو بمنصب قد شغر بإستقالة صاحبه.. وإنما تحدثت عن إجراء جمعية عمومية تكميلية بموافقة المفوضية الولائية.. ولا أدري هل فات هذا الأمر علي فطنة مجلس المريخ.. أم أن المقصود أن تظل إستقالة الوالي حبيسة أدارج مجلس المريخ ولا يتم تقديمها للمفوض أو عرضها عليه ليقوم بالإجراءات القانونية المعرفة والمتبعة في مثل هذه الحالات..!!؟
إتجاه الرياح..!!
تصاعدت الأحداث بصورة غريبة فيما يختص بإنتخابات الإتحاد العام ومخاطبة شداد للفيفا التي لم تتواني في مخاطبة الجهات الرسمية بإعادة الإنتخابات في مدة أقصاها الخامس عشر من الشهر الجاري..!!
وصول خطاب يعني وبصريح العبارة إنتصار شداد علي الحكومة ووزارة الشباب والرياضة والمفوضية الإتحادية..!!
هل سترضي الحكومة ووزارة الشباب بهذا الأمر من دون أي مواجهات محتملة.. وهل ستعتقد الدولة أن إعادة الإنتخابات يمس سيادتها وسيادة القانون..!!؟
حسب معلوماتي أن شداد لن يترشح في حالة إعادة إنتخابات الإتحاد العام.. لأنه يعتقد أنه وصل إلي ما كان يريده من مخاطبته للفيفا.. وأنه عندما وصل للفيفا لم يكن يقصد ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة.. وإنما لمناهضة المادة(16-3)..!!
خطاب الفيفا يدعو للدهشة.. لأنه وحسب علمي أن الفيفا لا يتدخل بهذه السرعة ما لم يستفسر أو يحقق ومن ثم ذلك يطالب وبعدها يتم التدخل..!!
حسب علمي أن الخطاب صادر عن لجنة الحالات الطارئة بالفيفا والتي يترأسها الجزائري محمد روراوة الذي تربطه علاقة صداقة بشداد..!!
روراوة أجري إتصالات بشداد ومجدي مستفسراً عن المادة(16-3).. فهل يعقل أن يعتمد الفيفا علي إتصالات شخصية لإصدار توجيه بإعادة إنتخابات الإتحاد العام..!!؟
خطاب الفيفا لا يخص الإتحاد العام لكرة القدم بأي حال من الأحوال.. وإنما يخص وزارة الشباب والرياضة التي أصبحت في محك حقيقي..!!
خطاب الفيفا يعني عدم الإعتراف بالإتحاد العام الجديد.. لذا لن يعترف بأي إستئناف يمكن أن يقدمه..!!
رغم عدم إعترافه بالإتحاد الجديد إلا أن الإتحاد الدولي خاطب الأستاذ مجدي شمس الدين ولم يخاطب الحكومة أو وزارة الشباب.. لكي يصل الخطاب للحكومة عبر الإتحاد غير المعترف به..!!
خطاب الفيفا يعني مزيد من التصعيد.. ومزيد من التعنت من كل الجوانب.. ولا أستبعد حدوث مواجهات وأزمات أخري أشد ضراوة بين الوزير والمفوضية من جهة وشداد من جهة أخري..!!
المجالس أمس رددت أن الوزير حاج سوار أبدي تعنتاً واضحاً إزاء وصول خطاب الفيفا والتوجيه الصريح بإعادة الإنتخابات..!!
التعنت و(ركوب الراس) من كافة الأطراق يعني الدخول في دوامة التجميد.. رغم أنني أتمني الوصول إلي التجميد إن كانت نهايته تصب في مصلحة الكرة السودانية التي تحتاج إلي مثل هذه القرارات..!!
شداد يحقق الإنتصار.. وسوار في أخطر إختبار..!!