التأهل للمجموعات.. بين الخوف والرجاء..!!
لم أجد أنسب من عنوان لمقال اليوم سوي الرجوع للعنوان الذي كتبته قبيل مباراة الذهاب بين المريخ والآسفان بطل النيجر.. وهو(مواجهة اليوم.. بين الخوف والرجاء).. ليكون ذات العنوان قبيل إنطلاقة لقاء الإياب بين الفريقين اليوم.. مع إجراء تعديل طفيف.. وهو التحدث عن تأهل المريخ إلي دوري المجموعات وتخطي عقبة فريق الجيش الذي أعتبره أنجح الفرق المغمورة التي أحرجت المريخ في السنوات القليلة الماضية.. وتأهل المريخ إلي دوري مجموعات الكونفدرالية متأرجح بين الخوف والرجاء.. وما بين الإثنين تجري الكثير من الحقائق علي أرض الواقع.. والواقع المحض وقراءات الورق يقولان أن فرصة المريخ في التأهل تبدو صعبة للغاية.. ولكنها بالطبع ليست بالمستحيلة.. وما علينا سوي التمسك بأهداب الأمل حتي صافرة نهاية المباراة.. ولكن في ذات الوقت يجب القول أن نتيجة أم درمان كانت مخيبة للآمال.. وهي التي تسببت في الواقع الذي تعيشه جماهير المريخ اليوم.. رغم أنها أي نتيجة الذهاب كانت متوقعة إستناداً علي الإعداد الضعيف للفريق خلال معسكره بالإسماعيلية رغم محاولات التجميل التي قام بها البعض.. والتي سرعان ما إنكشفت حقيقتها.. وأتت الإعترافات من ذات الأشخاص الذين إستنكروا وصف المعسكر بالفاشل..!!
واقع الحال.. يقول أن أي فريق يفرّط في نقاط أرضه.. يصعب عليه تعويضها خارجها.. والتجارب كثيرة ولا تحتاج إلي تذكير.. وأي فريق يدخل نفسه في هذه الدوامة.. يحتم عليه الواقع بذل مجهودات مضاعفة لتعويض ما فاته في لقاء أرضه.. وهذا ما هو مطلوب من نجوم المريخ الذين سيواجهون بضغط نفسي رهيب من واقع فشلهم في هزيمة الجيش بأم درمان وسماحهم له بالخروج بنقطة غالية وأفضلية بالأهداف المحرزة علي أرض الخصم.. والضغط النفسي هذا في حد ذاته يمثل عبئاً ثقيلاً علي لاعبي المريخ.. فالكل ينتظر منهم فعل شيء يحفظ ماء وجه المريخ.. ويبقيه في دائرة التنافس الأفريقي.. وهذا يفرض علي الجانبين الإداري والفني وخصوصاً الكابتن جمال أبوعنجة.. بذل مجهودات جبارة في سبيل حقن لاعبي المريخ بجرعات نفسية ومعنوية تعينهم علي تغطية العجز الفني الذي سببه البرازيلي كاربوني وطاقمه المساعد.. وكما ذكرت سابقاً أن جمال أبوعنجة يجيد مثل هذا النوع من(شغل الكورة) لأن التجارب عصرته في مشواره كلاعب في المريخ.. ونتمني أن يخرج كيغن أفضل ما عنده ومنحه للاعبي الفريق.. فمثل مباراة اليوم العامل الفني فيها يساوي قدراً يسيراً أمام العامل المعنوي.. هذا رغم إعترافنا الكامل بأن العامل الفني هو بالفعل لا يساوي شيئاً في وجود هذا البرازيلي الكارثة..!!
من المعطيات المتوفرة منذ نهاية صافرة لقاء الذهاب.. أن المريخ الذي سيلعب اليوم أمام الآسفان بطل النيجر.. هو أفضل من المريخ الذي لعب مباراة الذهاب.. من واقع التجارب الإعدادية التي خاضها الفريق والتي لم تتوفر له في معسكره الإعدادي بالإسماعيلية.. فمواجهة كابس يونايتد الزامبي الذي واجه الهلال.. ثم الأعمال الحرة في كأس السودان.. وأخيراً جزيرة الفيل قبيل السفر إلي نيامي.. منحت الجهاز الفني الكثير من المؤشرات وبالتالي بناء خطة وإستراتيجية مباراة اليوم.. ورغم تكرار الكثير من الأخطاء والعيوب التي ظلت تلازم المريخ في المباريات الثلاث.. إلا أنه يجب النظر إلي منتوجها في لقاء اليوم.. خاصة وأن المباريات الثلاث ساهمت في إرتفاع مستوي اللياقة عما كان عليه سابقاً.. ولكن لم يظهر أي مجهود فني يذكر.. ولكنني أخشي ما أخشي من تنظيرات البرازيلي كاربوني الذي فشل في طبع الفريق بطريقة بعينها.. وبات معه المريخ معملاً للتجارب والتي لم تنجح جميعها.. بل لا زال مصراً علي التغيير المستمر في توليفته من مباراة لأخري.. سواء كانت إعدادية أو رسمية.. وكل ما تم سابقاً كان سببه مجهود اللاعبين الشخصية.. ومباراة اليوم لا تخرج عن ما تم سابقاً.. فهي مسؤولية لاعبي المريخ وحدهم وليس أي أحد سواهم.. فكاربوني لن يستطيع إضافة أي جديد في لقاء اليوم.. والتأهل إلي دوري المجموعات في رقبة لاعبي المريخ.. أما إذا كانوا في إنتظار مدربهم ليفعل شيئاً.. فعليهم جر أذيال الخروج..!!
الخصم.. فريق الآسفان أو الجيش بطل النيجر.. يدخل اللقاء بمعنويات في القمة من واقع نتيجة لقاء الذهاب.. فضلاً عن أن هناك أمر آخر مثل خطراً داهماً علي المريخ.. وهو طموح صاحب الأرض في الوصول إلي دوري المجموعات لأول مرة في تأريخه.. وهذا الطموح يمنحه المزيد من القوة.. خاصة وأنه يلعب علي أرضه.. بل سيكون مسنواداً بقاعدة جماهيرية مخيفة إستناداً علي تابعيته للقوات المسلحة.. ولن ننسي أيضاً الإهتمام الرسمي والإعلامي الذي تحظي وحظيت به مباراة اليوم.. فقاهر النجم الساحلي التونسي وإسييا وازي بطل ساحل العاج وموتيمبا بمبي الكنغولي يريد إلحاق المريخ بقائمة ضحاياه.. والناظر إلي مجمل نتائج فريق الجيش قبيل مباراة اليوم يجد أنه يجيد تحقيق النتائج الجيدة خارج ملعبه.. خاصة إذا كانت تحسم التأهل.. ففي مباريات الإياب الثلاث التي لعبها مع الفرق الثلاثة أعلاه نجح في الخروج بالتعادل السلبي في مباراتين.. وخسر الثالثة بفارق هدف.. وفي المباريات الثلاث تأهل.. وهذه هي المرة الأولي التي يؤدي فيها بطل النيجر مباراة الإياب بأرضه.. بل هي المرة الأولي التي يبحث فيها عن التأهل للدور المقبل من علي أرضه.. ولكن واقعه قبل اليوم وعلي أرضه لا يختلف عن واقع مبارياته السابقة علي أرضه أيضاً.. فهو قد حقق الفوز علي ايسيا وازي بطل ساحل العاج في التمهيدي بالفوز 2-صفر في نيامي.. ثم في دور الـ32 حقق الفوز علي النجم الساحلي بهدف.. ثم الفوز علي موتيمبا الكنغولي بهدف نظيف.. وهذه النتائج تعني شيء واحد.. وهو أنه من الصعوبة تحقيق الفوز علي الآسفان بأرضه.. بل الأصعب من ذلك أن شباك الفريق في نيامي ظلت عصية علي منافسيه الثلاثة.. ونتمني من المريخ كسر هذه القاعدة غير الثابتة..!!
إتجاه الرياح..!!
عند إعلان الكاف لقرعة دوري الترضية من الكونفدرالية بمواجهة المريخ للجيش.. كتبت(النجم يواجه قاهر النجم).. وعشمنا أن يفلح النجم اليوم في قهر قاهر النجم..!!
ليس صعباً قلب المريخ الطاولة علي بطل النيجر بأرضه.. ولكن ذلك يحتاج إلي عزيمة من نوع خاص.. ويحتاج قبل ذلك إحساس لاعبي المريخ بشعور جماهيرهم التي تنتظر منهم تعويض ما فاتها في لقاء أم درمان..!!
التشكيلة الأمثل هي مطلبنا الوحيد من كاربوني.. بعيداً عن التنظيرات التي أثقلت كاهل المريخ..!!
نعول علي نجوم الخبرة وأصحاب المهارات في تطويعها لمصلحة الفريق.. خاصة العجب والنفطي.. وإن كان رهاني علي المتألق هذه الأيام راجي عبدالعاطي بسرعته.. ثم سرعة الثنائي بلة جابر وقلق..!!
الخوف من خرجمة برازيلية بوضع راجي علي الطرف الأيمن مثلما فعل في لقاء جزيرة الفيل والتي يبدو ومن خلال تركيز كاربوني عليه أنه سيزج به في الجهة اليمني..!!
مشاركة مصعب عمر يمكن أن تشكل مفاجأة لمدرب الجيش.. لا سيما وأن مصعب يجيد تطبيق المهام الدفاعية والهجومية بشكل رائع..!!
وفي المقابل لا بد من الحذر من تكرار شريط هدفي بطل النيجر في أم درمان.. خاصة الهدف الثاني الذي أوضح قدرة الآسفان علي قيادة الهجمات السريعة..!!
هناك خصم آخر سيواجهه المريخ في نيامي.. يتمثل في الحكم البنيني كريستين أجوديسو المشهور عنه القرارات المثيرة للجدل وتوزيع البطاقات الصفراء.. ولا أستبعد إحتساب حكم بنين ضربة جزاء وهمية أو طرد لاعب أو توزيع البطاقات الصفراء بغية إخراج لاعبي المريخ من جو المباراة.. ويا بلة جابر أعمل حسابك..!!
شيخ عمر مدرب الجيش النيجري أشار إلى أن فريقه حصل على فرصة ذهبية لدخول التاريخ من أوسع ابوابه ولن يفرط فيها.. وكشف أن اللاعبين والجهاز الفني وإدارة الفريق أمنت على أهمية العبور الى المجموعات.. وهذا هو الخطر بعينه..!!
شيخ عمر زاد من درجات إستفزازه للمريخ بقوله عن مشاركة النفطي: إذا كنت تفوقت على فريقاً مكوناً من 11 تونسي(يقصد النجم).. فهل سينجح تونسي واحد في قلب الطاولة علينا أمام جماهيرنا..!!؟
مباغتة الجيش بهدف سريع علي أرضه يعني قتل كل طموحاته في الترقي إلي دوري المجموعات..!!
وهذا ما يجب أن يزرعه البرازيلي وجمال أبوعنجة في نفوس لاعبي الزعيم.. بل يجب أن يدخل المريخ إلي ملعب الآسفان لتحقيق هذا الهدف وقتل المباراة منذ وقت مبكر..!!
يا الله يا رحمان.. أنصر المريخ علي الآسفان..!!