* على متون المقالات الكثيرة قذف بعض الكتّاب خاصة المريخاب منهم- بمصطلح جديد في حقل التحليل الفني لكرة القدم دون أن يتكبّدوا المشاق لتفسيره، شرحه، وتقديم تعريف دقيق به ولو من باب الإجتهاد.
* وكان هذا المصطلح هو: (شخصية البطل)، فقد نادى البعض فريق كرة القدم بالمريخ بضرورة فرض شخصية البطل خلال مشاركته بدوري ابطال افريقيا.
* ولا أعفي نفسي من الضلوع في الخطأ حيث أنني إستخدمت هذا المصطلح في أحدى المرات دون الإشارة لمعناه، وعقب خسارة المريخ من الأمل توقفت عند هذا المصطلح كثيراً، وقلت لنفسي هل يمتلك المريخ شخصية البطل أصلاً حتى يسعى لفرضها؟.
* وماهي المكونات الرئيسية لأي بطل؟.
* لا شك ان الابطال كثيرون ولذلك تختلف مكوناتهم من واحد إلى آخر، وفي حالة فريق كرة القدم فإن أهم المكونات هم: المدرب (القائد)، واللاعبون (الجنود).
* ومن خلال إستقصاء محدود أجريته لم أجد تعريفاً علمياً لهذا المصطلح يتطابق مع حال فريق كرة القدم، ولكن ما وجدته كان تكراراً للمصطلح عبر الاستديو التحليلي لقنوات (bein sports)، والذين لم يتكرموا علينا يوماً بالشرح، والتفسير.
* وقد رأيت أن أفتح المجال مع القراء لإيجاد تفسير، ومقاربة، مع حالة فرق كرة القدم التي نناديها دائماً بأن تفرض شخصية البطل.
* في رأي أن واحدة من سمات الفرق الأبطال التي تتمتع بالشخصية القوية هو قدرتها على القتال في أكثر من جبهة -خلال الموسم- محلية كانت أو قارية دون تفضيل واحدة على أخرى، ودون التركيز على واحدة وترك الثانية.
* وبعملية مسح بسيطة من خلال تنشيط للذاكرة وجدت أن معظم الاندية التي فازت بدوري ابطال اوروبا قد أحرزت في ذات العام لقب البطولة المحلية، وحتى الأندية التي فشلت في الجمع بين اللقبين لم تتهاون وقاتلت ببسالة ودون إستخفاف بالشأن المحلي.
* ما يعني أنه ليس من المنطقي أن ننادي المريخ بفرض شخصية البطل وهو على الصعيد المحلي يعاني، وينزف بسبب الاستهتار، واللامبالاة، فمن صفات الأبطال الروح الوثّابة، والهمة العالية في كل إستحقاق.
* كما أن على القائد (المدرب) أن يتمتع بصفات إستثنائية، ويجيد مهامه في حذقٍ، ومهارةٍ.
* أن يكون القائد غير متحيزٍ كما في حالة غارزيتو مع ديديه ليبريه الذي وجد من الفرص الكثير فقط لأنه دخل الكشف الأحمر بأمر الفرنسي دييغو.
* وأن يكون القائد قليل الاخطاء، ومن ثم قادراً على تدارك الأخطاء بسرعة، وشجاعاً في معالجتها.
* أن يجيد القائد إكتشاف قدرات مخزونه البشري من اللاعبين، والقدرة على إعدادهم لمختلف المواعيد، وحالة الموهوب بخيت خميس الذي يوجد في ركن مهمل لدى غارزيتو تصلح للتدليل على إفتقار (القائد) لواحدة من أهم الميزات التي تساعد الفريق على فرض شخصية البطل.
* أما العبث بالمقدرات الذي يمارسه غارزيتو يؤكد أن المدرب فاقداً تماماً للبوصلة التي تضعه في المسار الصحيح، وهو الآن تائه في غابة موحشة إسمها دوري أبطال افريقيا يوجد فيها أسد إسمه مازيمبي عرف من قبل إدخال الكأس إلى عرينه غير ما مرة، فهل يملك المريخ القدرة على إنتزاعه منه؟.
* أما اللاعبون (الأدوات والجنود) فلا تنقصهم البسالة، الطموح، الدوافع، والرغبة في إسعاد القاعدة المريخية، ولكن الخطط قد تبعثر كل شئ، فكيف يفرضون شخصية البطل؟.
* وعلى محيط الفريق المطالب بإظهار البطولة يوجد إعلام يردد (الدوري ملحوق)، وهي دعوة للإنكسار والهزيمة وفيها من التخذيل ما يبدد الأحلام، ويفت العزيمة.