• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024
حسن فاروق

متعة من زمن طويل

حسن فاروق

 4  0  2069
حسن فاروق

زمن طويل لم اشاهد فيه كرة سودانية عنوانها العريض (المتعة والابداع) ، فترة طويلة لم اشاهد فيها الجماهير وهي تتفاعل بانفعال حقيقي بمايجري داخل الملعب، فترة طويلة لم اشاهد كرة (متحررة) خالية من (التعسيم) الذي كاد ان يفقد الكرة متعتها وحلاوتها ، زمن طويل نسيت معه كلمات كنا نقرأها ونرددها كثيرا ( انتزع الآهات وجعل المدرجات تتمايل طربا) ، كل هذه الاشياء عادت بعد طول غياب في المباراة التي جمعت امس الاول بين فريق الهلال والنسور الامدرماني ، ضمن مباريات الدوري الممتاز ، في مباراة حملت كثير من المفارقات والمفاجآت ، فقد فاجأ المدرب التونسي نبيل الكوكي الجميع ، بتشكيلة غريبة وعجيبة ، افقد الكثيرين توازنهم ، واصيب بعضهم بالاحباط ، ووصل البعض الآخر الى قناعة بخسارة الفريق للمبارة ، وزيادة فارق الصدارة الذي تقلص بينهم وفريق المريخ على الورق بعد التعادل الاخير امام مريخ الفاشر، لياتي الكوكي ويزيد الفارق بهذا التشكيل الذي جمع توليفة معظمها من لاعبي الفريق الرديف ( اولاد صغار)، والبقية من البدلاء ، اشكال للاعبين يتعرفون علي هيئتهم لاول مع غياب الاسماء ، فكانت الاسئلة تدور في المدرجات عن صاحب الرقم (7) ، والرقم (22) وبقية الارقام، عدا اتير توماس لايوجد لاعب من التشكيلة الاساسية ، جمعة جينارو وفيصل موسي واطهر الطاهر، ووليد الشعلة ، وصلاح الجزولي من البدلاء ، حتي معلق المباراة الزميل ياسر ، هربت منه الاسماء في بدايات المباراة ، فكان يبتعد عن ذكرها عند استلام لاعب من الصغار الكرة ، الشيء الذي زاد من توتر المتابعين على الشاشات.
ولكن مع مرور الوقت وبعد حوالي ربع الساعة من انطلاقة المباراة ، تحول التوتر الي تركيز على مايجري داخل الملعب ، وتحول الاحباط دهشة مما يجري داخل الملعب، وحل محل الخوف من خسارة المباراة الى امنية بالا تنتهي ، فقد قدم الصغار واحدة من اجمل المباريات في الفترة الاخيرة ، زمن طويل لم يقدم فيه الهلال المتعة لجماهيره في المباريات المحلية والافريقية ، قدمها في هذا اليوم ، تحرك جيد بالكرة ومن غير كرة ، تميز في الاستلام والتمرير ، قدرة علي المراوغة المجدية ، تصويب مميز من مسافات مختلفة، اهداف بالجملة وصلت اربعة وهو من الارقام النادرة من خلال مسيرة الفريق هذا الموسم والتي عرفت (بشح) الاهداف ، والعقم الهجومي، والازمة الهجومية ، وغيرها من الكلمات التي ظلت تترد في هذا الجانب . بالدرجة اتساءل اين هي المشكلة في الكرة السودانية؟ هل هناك مشكلة في الاستلام والتمرير؟ هل هناك مشكلة في التمركز؟ هل هناك معاناة في توزيع اللياقة على شوطي المباراة ؟ الاجابة انني امام مجموعة من اللاعبين الشباب ، يجيدون اساسيات الكرة وفنونها ، ولم يساورني الشك في انهم تعلموا في احدي اكاديميات كرة القدم ، ولكن اين هي الاكاديميات ؟ واين هي الفرق السنية؟ واين هو الرديف او بمعني هل هناك منافسة للرديف؟ الاجابة محبطة ، فاين تعلم هؤلاء الشباب؟ ومن اشرف عليهم؟ واين وجد الكوكي الوقت ليخلق بينهم هذا الانسجام؟ وهل هو الفريق الذي كان يشرف عليه الفاتح النقر؟ كل هذا لايهم في تقديري ودعونا لانفسد المتعة.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : حسن فاروق
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سيف الدين خواجة 08-06-2015 08:0
    اخي الاستاذ حسن في كل ما كتبت ومهما تكتب المتعه ليس وفاء الا الرواء وخسب فقك كلمة واحده كانت كوقع الحافر علي الحافر في حق كرتنا قبل هذه كلمة اقولها وصديقي الاحمر عبد الرحمن ان كرتنا (معسمه ) صدقت حد الثماله اكثر ما كان يقلقنا وصديقي ويحيرنا هو اجابة السؤال لماذا كرتنا (معسمه) اصدق تعبير كتب ولي مقال اليوم ذكرت فيه هذه الكلمة لكن هؤلاء الشباب اجابوا بالمتعه علي السؤال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟شكرا لدقة التعبير
  • #2
    ابو عاصم 08-05-2015 07:0
    كفيت ووفيت اخ حسن .ونرجو من ادارة الهلال في الموسم القادم التخلص من هذا الكم الهائل من الاعبين الاجانب والمحليين الذين لم يقدموا مايشفع لهم للبقاء في الكشف الازرق .وسرعة ضم هؤلاء الشباب الي الفريق الاول عندما وصل الهلال الي النهائي مرتين لايوجد اجنبي واحد.وكذالك المريخ فاز بكاس مانديلا بدون اجنبي
  • #3
    وطن ممحون 08-05-2015 06:0
    يا زول ما كت مريخابي ... ارتديت وللا مالك ... يا زول احسن ليك في عاقل بشجع المريخ!
  • #4
    ابوقصى -الدمام 08-05-2015 05:0
    و جتى كوكى كذلك تفاجا لاداء هؤلاء السباب و ربما كان يثق فيهم و لكن يقدموا انفسهم بهذا الشكل الجميل و المستوى الرفيع ليجبر الجميع الاشادة بهذه التجربة و هذا الاداء المتميز و من يقول غير هذا فلينظر الى نفسه فهو به مرض .
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019