اصل الحكاية
حسن فاروق
الإستسهال.. الإستهبال .. المجاملة
قفز سؤال الى ذهني عن العبقرية في ان تكون منتجا للبرامج التلفزيونية؟ طرحت هذا السؤال على الزميلة الصحفية ماجدة حسن ، فكانت النتيجة اتفاق على تكوين شركة للانتاج البرامجي التلفزيوني ، واضيف من عندي بدون مشاورة الشريك والاذاعي ، وهي فكرة قد ترى طريقها للنور قريبا ، بعد ان حددنا ضربة البداية ببرنامجين للفضائيات سيحدثان دويا هائلا ويشكلان اضافة حقيقية للقناة التي ستفوز بحق بثهما .
بصراحة لم نجد صعوبة في هذا الجانب ، خاصة بعد (موضة) الانتاج الخارجي التي ملأت فضائياتنا السودانية خاصة برامج رمضان ، وبعد ان تحولت هذه الفضائيات الي مستهلك ، وتراجعت بشكل مخيف الشعارات التي كانت تفتخر بها قنواتنا ( الحقوق محفوظة لقناة النيل الازرق او للشروق وقبلهم تلفزيون السودان) ، بصراحة اكثر لا ادري هل هذا التراجع استسهال ام استهبال ام مجاملة للمنتجين الجدد ولشركات الانتاج المسيطرة علي الساحة الانتاجية للبرامج من مواسم سابقة ، وبصورة لافتة هذا الموسم .
وارى ان كل البرامج التي تم انتجاها هذا العام من افراد او شركات خارج القنوات وبلا استثناء لاجديد فيها بل هي كما ذكرت في هذه المساحة من قبل تم استهلاكها ، وهنا تدخل الاسباب الثلاثة (الاستسهال والاستهبال والمجاملة) ، ولاتفتقر القنوات للقدرة على انتاجها ووضع الشعار المحفوظ ( الحقوق محفوظة للقناة الفلانية) بتكلفة اقل ودخل اعلى ، خاصة وان القنوات قادرة على جذب الرعاة لهذه البرامج وخبرة القنوات وتجاربها تتحدث عن نفسها ، ويطل من جديد مثلث ( الاستسهال والاستهبال والمجاملة) ، ليخبرنا انه موجود ويتحرك بحرية ويفرض نفسه ، وما على القنوات سوى الموافقة على المعروض رغم الضعف الواضح في معظم هذه البرامج .
من الملاحظات ايضا ان بعض المنتجين عاملين في المجال ، هناك مقدمات للبرامج (نسرين النمر) مقدمة برامج بقناة النيل الازرق تملك شركة انتاج ، لديها اكثر من برنامج في القناة التي تعمل بها من انتاج شركتها ، الصورة مش مقلوبة ، الصورة (مفنقلة) ، وهناك الطاهر حسن التوم ، عضو مجلس ادارة في قناة النيل الازرق لديه شركة انتاج لايبيع برامجه التي يقدمها والتي لايقدمها الا للقناة التي يمثل احد ملاكها ( وجدي ميرغني) ، ودي صورة تعمل ( زغللة) ، سلمي سيد استقالة (بالباب) من قناة الشروق ، وعملت مع ذات القناة (متعاونة) او بالقطعة لا ادري المسمى تحديدا ولكنها موجودة في دائرة القناة ، خرجت مستقيلة من (الباب) ، ودخلت من ( الشباك) منتجة ، تبيع انتاجها للقناة التي استقالت منها والقناة هناك وهناك راضية بهذا الوضع .. قلت ليكم الموضوع ماصعب ، وهي دعوة لكل المذيعين والمذيعات ، واعضاء مجالس الادارات ولاننسى الصحفيين فلهم ايضا مساحة معتبرة في انتاج البرامج المكررة ، بعد سقوط شعار ( الحقوق محفوظة للقناة الفلانية) .. ولا تنسوا انتظرونا قبل نهاية هذا العام باحدى القنوات لمتابعة برنامجين غير .