قضية الساحة
أخي الحبيب الأستاذ إبراهيم .. سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته ..
**أولاً نهنئكم وكل الأهلة والشعب السوداني عامة بالفوز المستحق للهلال على فريق "كابس يونايتد" الزمبابوي مع الأمنيات القلبية للمريخ بالاستمرار مع شقيقه الهلال حتى نهاية المطاف في المنافسة ليظفر السودان بالكأس إن شاء الله.
**استأذنك أخي إبراهيم اليوم لاستغلال مساحة عمودك وسيكون محور كتابتي عن قضية الساعة وهي الانتخابات للفوز بمقاعد مجلس إدارة الاتحاد العام وبالأخص مقاعد الضباط الأربعة حيث تدور هذه الأيام رحى المعركة في أروقة الاتحاد والمفوضية وأتمنى أن تقتصر على هاتين الساحتين وألاَّ تنتقل إلى مكان آخر لأن عواقبها ستكون وخيمة ومن المؤكد أن رياحها لن تأتي بما تشتهي سفن أهل الرياضة في السودان.
** كنت كغيري من المتابعين لمجريات الأمور أعلم أن هناك أجندة خفية ودوافع تحرك الأحداث وتغير المواقف, حيث كانت الموازنات في السابق تلعب دوراً كبيراً في من يأتي للجلوس على مقاعد مجلس إدارة الاتحاد العام . أما الآن وبعد قفل باب الترشيح فقد اتضح تماماً غياب دور الموازنات وظهور الدوافع الشخصية "للأسف" وتأثيرها الشديد على مجرى الأحداث في الأيام الفائتة .. ليكن حديثنا عن الضباط الأربعة ..وإليكم ملاحظاتي :
أولاً : منصب الرئيس ولاشك أن الدكتور كمال شداد الأكثر تأهلاً له من ناحية العلم والخبرات والعلاقات الدولية .. ولكن وبعد أن ترأس الاتحاد لدورتين متتاليتين .. نسأل . ماذا قدم للكرة السودانية ؟ وهل استفادت كرة القدم السودانية من مؤهلاته التي ذكرناها؟ الإجابة بالطبع كلا .. بل هنالك مآخذ كثيرة تدل على شخصنته للقضايا وهذا مما يحسب عليه .. وبقدر ما للدكتور شداد من أنصار هناك من لا يناصرونه ولأنه قد أخذ الفرصة كاملة فإننا نرى أن يتنحى بسلام ويترك الفرصة لغيره عسى ولعل .. وإذا خاض غمار الانتخابات ولم يفز وهذا وارد فإن ذلك سيكون خصماً على مكتسباته وتاريخه.
أما الدكتور معتصم جعفر كان الأجدر به أن يوضح موقفه مع مجموعة التطوير من الأول متبنياً أطروحاتها ويعلن ترشيحه لمنصب الرئيس بدلاً من هذا التردد والتقلب في المواقف . ويبدو أنه وقع ضحية مجاملته لشداد من جهة وخوفه من منافسته على نفس المنصب وبالتالي السقوط المؤكد من جهة أخرى. وإذا كان قد بنى حساباته على أساس عدم قانونية ترشيح شداد - حسب ما صرح به - يكون دكتور معتصم قد أخطأ التقدير وجانبه الصواب لأن شداد رشح نفسه بالفعل ولن يستسلم وهناك المحاكم والفيفا وما أدراك ما الفيفا و بلا شك سيؤثر ذلك على العملية الانتخابية برمتها.
هل حسبتها صح يا أرباب ؟ ..
لعمري إنها مغامرة كبرى أن تترك رئاسة الهلال بمكانته وسمعته - وهي مضمونة في يدك وهو محتاج إليك - وتتجه لرئاسة الاتحاد غير المضمونة .. وفي رأيي أن أحد أبناء الهلال المؤهلين كان سيغنيك عن ذلك إذا تبنيت ترشيحه ووقفت خلفه وإذا لم يتمكن من الفوز على شداد فإنه سيضعف موقف دكتور معتصم .
**ويجدر بنا أن نقول مبروك للسيدين الطريفي الصديق ومجدي شمس الدين لفوزهما بمنصبيهما بالتزكية (نائب الرئيس والسكرتير) فهما أهل لذلك ولهما تاريخ وباع طويل في العمل الرياضي وأعتقد شخصياً بأن لمجدي الكثير ليقدمه إذا بعد عن سطوة شداد.
و بالنسبة لمنصب أمين المال والذي انحصر بين السيدين جمال حسن سعيد وأسامة عطا المنان وفي رأيي كلاهما مؤهلان للمنصب ولا تنقصهما الخبرة وبالتالي تصبح أمانة المال في أيدٍ أمينة.
أتمنى ككل الحادبين على مصلحة الرياضة السودانية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص أن تنتهي العملية الانتخابية هذه المرة على خير وبسلام .. ومنذ الآن نقول للفائزين مبروك مقدماً وننتظر منكم العمل ولاشيء غيره "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" ولستم في حاجة لأذكركم بما ينتظركم من عمل دؤوب إنما فقط أقول لكم :
"أما الرجال فنجْحُها في فعلها لا في الكلام"
عبد المنعم إبراهيم خضر ـ صحيفة البلاد السعودية