• ×
الإثنين 6 مايو 2024 | 05-05-2024
علم الدين هاشم

بهدوء

علم الدين هاشم

 0  0  1940
علم الدين هاشم

نهاية فرح الغلابه فى المونديال !
لحقت الارجنتين بالبرازيل وخرجت من الباب الواسع لتودع المونديال فى الوقت الذى اعتقد فيه الجميع ان اسهم نجوم التانغو قد ارتفعت للفوز باللقب بعد السقوط المدوى لنجوم السامبا امام الطواحين الهولندية فى واحدة من ابرز المفاجآت فى ربع النهائى ,, خروج الارجنتين انهى معه احلام الفتى مارادونا الذى كان يمنى النفس بتكرار ماسبقه اليه القيصر باكنباور فى رفع كاس العالم لاعبا ومدربا ولكن كانت الطامة الكبرى فى ان تكون النهاية الحزينة لمارادونا على يد المنتخب الذى بنى من ورائه باكنباور امجاده الخالدة فى عالم المستديرة مثلما هى النهاية الحزينة لاحلام وآمال كل ( الغلابه ) فى المجتمعات الفقيرة فى ارجاء العالم الذين ظلوا يتعلقون دوما بالكرة البرازيليه وكذلك الارجنتينية كمصدر لافراحهم فى نهائيات كل مونديال ,, حيث لايشعرون بطعم الانتصار وحلاوة الفرحة الا من تحت اقدام نجوم السامبا وراقصى التانغو ,, ولهذا لم يكن غريبا ان يصاحب خروج البرازيل موجة من حوادث الانتحار فى عدد من دول العالم التى تعيش مجتعماتها تحت خط الفقر وابرز هذه الحوادث التى نقلت اخبارها وكالات الانباء بالامس كانت فى هاييتى التى مسحها الزلزال من ( وش الدنيا ) وحول شعبها الى نازحين ولاجئين فى جزرهم المنتشرة فى عرض المحيط ,, فالكرة البرازيلية بنجومها وكذلك الارجنتينية بكوكبة اسمائها الرنانة على مر التاريخ هى التى زادت من شعبية كرة القدم فى دول العالم الثالث لانها المتنفس الوحيد لهذه الشعوب التى ليس لها ارتباط وجدانى بمنتخبات النخبة والصفوة مثل المانيا وهولندا او اسبانيا اذا ابتسم الحظ للاخيرة فى تجاوز عقبة الباراجواى فى مباراة الامس ,, فالكرة الاوربية على مستوى المنتخبات ليس لها ارتباط وجدانى او حضور فى اذهان مشجعى كرة القدم فى العالم الثالث مثلما هو الحال على مستوى الاندية الاوربية التى تحظى مبارياتها بالمتابعة الدقيقة فى البطولات الاوروبية المختلفة وكذلك الدوريات المحلية فى اسبانيا وايطاليا والمانيا وفرنسا وغيرها من الدوريات المصنفة من فئة الخمس نجوم فى اوروبا ,, ولهذا فان خروج البرازيل ومن ثم الارجنتين سيكون له اثر سلبى على حجم المشاهدة فيما تبقى من مباريات فى نصف النهائى والنهائى بعدما تكشفت اوراق البطولة وباتت المانيا هى سيدة الموقف دون منازع والمرشح الاقوى للحصول على هذا اللقب الذى فشلت فى الحصول عليه على ارضها ووسط جمهورها فى عام 2006 ,, فالمنافسة اضحت مكشوفة فى غياب من ينافس المانيا القوية وحتى هولندا التى اطاحت بالبرازيل ليست فى مستوى المنتخب السوبر اذا تأهلت للنهائى وبالتالى لن يصعب على اى متابع ان يرشح المنتخب البطل منذ الامس مما يعنى ان كل عوامل الاثارة والمتعة قد انتفت من هذا المونديال الذى لم يتبقى فيه مايضفى عليه قدرا من الجمال سوى مراسم حفل الختام ,, صحيح ليست المرة الاولي التى تخرج فيها البرازيل والارجنتين من هذه المرحلة وتودع البطولة قبل الدور النهائى ولكن وجود ايا منهما كطرف فى النهائى بغض النظر عن الطرف الاخر يعنى بقاء الاثارة والقوة حتى الدقيقة الاخيرة فضلا عن الاستمتاع بمهارات نجوم امريكا الجنوبية .
مارادونا الذى ارتدى بدلة التدريب لاول مرة فى هذا المونديال املا فى تحقيق احلامه وطموحاته الذاتية , فشل فى تحقيق الحد الادنى من هذه الطموحات بعد هذه الهزيمة القاسية ,, واعتقد ان اكثر الناس شماتة وسعادة بهذه الهزيمة المذلة والخروج المر من هذا المونديال هو بيليه الذى دخل مع مارادونا فى فاصل من تبادل الشتائم خلال الايام الماضية وصلت لدرجة التنابذ بالقاب عنصرية ,, ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة التى ذكرها بيليه وجسدها هذا الفشل المدوى لمارادونا كمدرب ,, ان مارادونا كان يعتقد ان نجوميته كافية فى ان يقود منتخبا مثل الارجنتين وان اسلوبه فى بث الحماس وتوطيد علاقته باللاعبين يستطيع من خلاله ان يهزم بقية خصومه !! هذه هى الحقيقة ذكرها بيليه وأمن عليها نجم الكرة الالمانية والمحلل بقناة الجزيرة الرياضية ماتيوس الذى قال ان مارادونا استعان بافضل نجوم الكرة الارجنتينية فى الاندية الاوربية امثال جونزالو هيغواين ( ريال مدريد ) وليونيل ميسي ( برشلونه ) وكارلوس تيفيز ( مانشستر سيتى ) وسيرجيو اغويرو ( اتليتكو مدريد ) ودييجو ميليتو ( انتر ميلان ) ,, ولكنه فشل فى توظيف هؤلاء النجوم لمصلحة المنتخب الارجنتينى ولم يستطع ان يقاوم المنتخب الالمانى الذى امتاز بالانضباط والجدية والتكتيك الهجومى والدفاعى المطلوب فكان من الطبيعى ان يعجز مارادونا فى ايجاد اسلوب يحد به من خطورة المنتخب الالمانى فهو ليس له فكر تدريبى كافي لتوظيف نجومه لمصلحة منتخبه مثل مدرب المانيا يواكيم لوف الذى درس المنتخب الارجنتينى جيدا وفاز عليه بهذه النتيجة الكبيرة .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : علم الدين هاشم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019