• ×
الجمعة 17 مايو 2024 | 05-16-2024
رأي حر

اسمعين ود حد الزين

رأي حر

 0  0  1118
رأي حر
راى حر
صلاح الاحمدى
فى الثامن من عشرين اكتوبر 1984احتسب الشعر الغنائى عميد اغنيته .
وطوى الموت فيه شخصية فذة ربما كانت اعمق الشخصيات السودانية المثقفة اثر فى جيلنا هذا .
واحسب ان اثرها سيظل باقيا لعدة اجيال .
تلك هى شخصية شاعرنا الكبير عمنا اسماعيل حسن فضل السيد .ذلك الرجل الذى خرج من اعماق القرية السودانية ليعلن للعالم كله .ما فى ارضنا السودانية من خصوبة يمكن ان تستجيب لنداء المعرفة حيث اقتحام السدود وتحطم العوائق فى سبيل الوصول الى ثمارها الطيبة .فلا يقعد بها النقص الجسدى ولا العجز المادى ولا يقف امامها جدار من جدران الجهل ولا سور من اسوار الاستبداد عن بلوغ الهدف النبيل .
ولقد عرف شاعرنا الكبير اسماعيل حسن قبل وفاته بنحو عشرة سنين وان كنت قد عرفته شاعر للاغنية السودانية منذ اكثر ثلاثين عاما .
وفى اول لقاء مع شاعرنا الكبير الراحل .كانت تغمرنى هيبة الاجلال لهذا العبقرى الذى شق طريقه بين الصخور فى عزم لا يعرف الوهن وارادة تزيدها الشدائد والعقبات قوة ومضاءوافضيت الى شاعرنا الجليل بما استحوذ على مشاعرى وافكارى
كان دايما يسالنى عن بعض الامور التى تخصنى وامضينا الوقت فى حديث شخصى بدد مخافى وهيبتى ومنحنى الجراة على سوال شاعرنا الكبير اسماعين ود حد الزين .
ومناقشته فى كثير من المسائل والقضايا بعد ذلك .وكثر لقائي وتوثقت صلتى به ومن ثم عرفت عنه الكثير .وفى هذه الكلمة الموجزة اسجل بعض ما عرفت تحية وفاء لذكرى وفاة هذا العبقرى الانسان الذى اثر فى تاريخ امته السودانية ابلغ تاثير .
نافذة
لقد كان اسماعيل حسن انسانا رقيق الشعور يتالم اشد الالم اذا قرأ خبر كارثة او حادثة ويتفوه ببعض العبارات مثل اعوذ بالله وكانت اخبار الحروب تزعجه كل الازعاج وكذلك اخبار المجاعات والاوبئة .
واسماعيل حسن الانسان لم يكن ثريا وانما كان مستورا على حد قوله .فلم يكن يملك عقارات او منقولات وكان كل دخله يتمثل فى معاشه .
هذا الانسان مستور الحال كان كريما معطاء ويجود بماله على ذوى الحاجة والفاقة خاصة اهله .
وكم ترد اليه الرسائل الكثيرة يطلب اصحابها منه ان يمدهم ببعض المال فكان يبعث اليهم بما يطلبون .وكان يعهد بارسال ما يجود به عن طريق البريد .واذكر مرة ان عاملا بعث اليه يطلب منه ان يعاونه على بناء مسكن جديد ليقيم فيه بدلا الاقامة فى مسكن يكلفه كل شهرا ايجارا باهظا .ويضحك الشاعر الكبير بعد ان قرات له رسالة هذا العامل .ويقول .الناس يظنون انى رجل غنى وهذا غير صحيح فهذا العامل لا يعرف حقيقة ما لدى من مال ولو عرف لما بعث لى برسالته لى ...
وكان الناس يعرفون فى شاعرنا الكبير كرمه وانسانيته فكانوا يطرقون باب بيته فى الصباح والمساء ..وما كان يرد انسانا دون ان يقدم اليه ما يستطيع .اسماعيل حسن الشاعر الغنائي الكبير الفذ يقدر قيمة الوقت كل التقدير ويحرص عليه اشد الحرص وقد عرفت انه فى ايام شبابه وصحته كان يمضي نحو خمسة عشرة ساعة فى القراءة والكتابة كل يوم
نافذة اخيرة
وبهذه المناسبة اعرض جانبا من جوانب ابداعه الشعرى ربما كان اكثر خفاء او لعل اسماعيل حسن نفسه هو الذى ساعد على الخفاء واعنى به الجانب الشعرى فى انتاجه ولا اقصد هنا شاعرية الاسلوب فى بعض قصائده الغنائية اقصد الحديث عن شعره الموزون
خاتمة
لقد اردت بهذا المقال المتواضع ان اعطى بعض الضوء على جانب من جوانب سيرته وحسبى هذا ذلك اومن بالحكمة التى تقول .
لا تستح اعطاء القليل من الحرمان اقل منه وصدق الله العظيم فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019