مرت 29 يوما بلياليها منذ ان غادر الحبيب الغالي داود عبد الحق ((ابو رونق)) دار الفناء الي دار البقاء مرت كل تلك الايام بلياليها ونحن كنا ولانزال نجتر ذكري ذلك الرجل الفخيم اخو الاخوان عشاء البايتات دراج اليتامي ومقنع الكاشفات مرت ال 29 يوما ولاتزال في القلب غصة وفي العين دمعه فقد رحل ابا رونق بلا استئذان ودون ان يقول وداعا فكان الموت وكانت المنيه التي اختطفته وهو في ريعان الشباب ليلاقي وجه ربه راضيا مرضيا مخلفا وراءه سيرته العطره وجلائل اعماله ودماثة خلقه وحسن معشره وان كان هنالك مايحز في النفس ويجعلني اشعر بالاسي والمرارة وسوء الطالع فهو ان اقول بان القدر لم يكتب لنا لقاء ولم يسمح لي بان اراه قبل ان يغادر الي دار البقاء فقد هاتفني هاشا باشا قبيل وفاته ب 72 ساعه في يوم الجمعه الخامس عشر من شهر اغسطس الماضي وكان قد ابدي رغبته في ان يحضر الي اليا في الدمام لتقديم واجب العزاء في وفاة شقيقي الاكبر ((ابراهيم حاج ادم )) اللي هو ابن خاله بعد عودتي من السودان ولكنه ومن خلال حديثه معي كان يقول لي بان الام الظهر قد بدت تعاوده من جديد برغم اجراء عملية الغضروف قبل عامين ونيف ولكنه برغم ذلك سيحضر لتعزيتي فكان الاصرار من جانبي علي عدم المجئ للدمام حتى لاتتفاقم عليه الالام وسنلتقي باذن الله ان كان في العمر بقيه وليتني لم افعل وليتني تركته يتكبد مشاق السفر وعناء المشوار من محافظة الاحساء الي مدينة الدمام حاضرة المنطقة الشرقية وهي لاتتعدي ال 280 كيلو متر في رحلتي ااذهاب والعوده ولكنت يومها ومعي انجالي وام ماجد قد متعت ومتعنا ناظرينا به وارتوينا حتي الثماله من حلو حديثه وجميل خصاله ولو كنت اعلم بانه راحل لما ترددت في السفر اليه في معقله لكي اعزيه في رحيل ابن خاله ولكن ولاننا مسيرين وليس مخيرين ولان امورنا وتصريف شئوننا الحياتيه ليس بايدينا كانت تلك خطي كتبت علينا ومن كتبت عليه خطي مشاها ..

لقد كان ابارونق علي موعد مع الرحيل وكان يعرف ذلك جيدا والسعداء وحدهم هم من يكشف عنهم الحجاب فكل مؤشراته واحاديثه وحكاويه لاصدقائه واقاربه كانت توحي بانه راحل لامحاله فحديثه لصديق عمره الباشمهندس محمد جعفر تشتم منه موعد الرحيل وهو يوصيه بان يدفن في مقابر المزروعيه وليس مقابر الصالحيه لو وافته المنيه وكان ذلك قبل وفاته ب 8 ايام وهو بجالس الباشمهندس في سيارته وهم مرورا بجوار مقابر المزروعيه ولما ساله الباشمهندس عن السبب قال له ابو رونق مقابر المزروعيه يمر بها الناس كثيرا في حلهم وترحالهم والدعوة للاموات ستاتي بطريقة عفوية ويومية بعكس مقابر الصالحيه التي تقع في منطقة بعيده لايمرها الناس الا لماما هذه واحده من مؤشرات الراحل المقيم ابو رونق والثانيه عندما ذهب في عطلة عيد الفطر المبارك الماضي الي مدينة بيشه لقضاء الاجازة مع بنت اخيه ((رجاء الريح عبد الحق )) وزوجها كمال مجذوب فقد اسرت لي الابنه رجاء بان عمها عندما قضي معهم عطلة العيد كان يطلب منها ان توثق الزياره بالصوره للذكري علي حد تعبيره ولم اكن ادري بانها الذكري الاخيرة لاعز الناس ولم تكتفي الابنه رجاء بذلك بل انها قالت لي بانه قد طلب منها وهو يهم بركوب الحافله التي سيعود بها الي محافظة الإحساء ان تعمل له صدقه لو توفي وكل ذلك احبائي كان قبيل الرحيل باسبوعين او مايزيد عنهما بنيف ..

التمريرة... الاخيرة

لم يكن الراحل ابو رونق يحمل هما في هذه الدنيا الفانيه اكبر من هم وحيدته ((رونق)) التي حاءت الي الدنيا بعد خمسة عشر عاما من عمر زواجهما هو وابنة خالي الارمله المكلومه ((سوسن السني ابراهيم محمد الفكي )) ومن هنا كان حرصه علي ان يوفر لها الحياة الحرة الكريمة والمستقبل المشرق حتى تخرج الي الدنيا كعضو فاعل في مجتمع السودان العريض ولم يترك ابورونق احدا لم يوصيه علي فلذة كبده كل من يعز عليه كان يقول له رونق امانه في عنقك لو مت رونق ختوها في حدقات العيون ... رونق ... رونق ... رونق ... لم يكن له حديث في كل المجالس رسميه او حبيه الا عن رونق والوصايا بها فكل احبابه واصدقائه في محافظة الاحساء وصاهم علي رونق باشمهدس جعفر والامين عبد القادر والطريفي وجقود واسامه صدكم وعباده ودكتور حسن عوض الله وود رحمه وحيدر وحتي كفيله يزيد ابوصالح وصاه علي رونق وهو اي ابو صالح قد اقسم لي بانه سيتعهدها بالرعاية الي ان تتخرج من مدرجات الجامعه انها شهامة اولاد البلد الانقياء الذين ينفقون ذات اليمين مالاتعلم ذات الشمال وفي الدمام ود الشيخ ومزمل وحاج محمود ومبارك كرار ويوسف مصطفي والناجي وعاطف خليل وايمن عبد العظيم وغيرهم ..

بقي ان اقول باننا بعد ان قمنا بترتيب الاوضاع الخاصه به في منزله العامر وارسلناها لزوجته في السودان بالتعاون مع اخوته في محافظة الاحساء الذين اكدوا بانهم احفاد المك نمر بحق وحقيقه تبقت امامنا معضلة السياره التي تركها المرحوم ابو رونق ونسعي خلال الايام القادمه لتصديرها لزوجته وابنته ((رونق)) لكي تساعدهم في التنقل للمدارس والمستشفيات ومانرجوه ان تكون هنالك حالة استثناء خاصة لاسرة الراحل ابو رونق لانهم حقيقة ليس لهم مايمكن ان يدفعوه كجمارك للسياره والامر نرفعه لولاة الامر في السفاره السودانيه اولا ولسعادة الوزير الانسان حاج ماجد ابو سوار وللمسئولين في وزارة التحارة والجمارك بان ينظروا لموقف اسرة الراحل ابو رونق بعين العطف والاعتبار بعد فقدهم لعائلهم فزوجته ارمله لاحول ولاقوة لها الا بالله وابنته يتيمة الاب وليس لها معين سوي الله.. اخيرا وليس اخرا فانني اناشد الوجيه جمال الوالي رئيس رؤساء المريخ بان تكون له بصمه مع اسرة الراحل داود سيما وجمال قد ابرق معزيا عبر الهاتف الجوال وهو يدرك جيدا حجم الجهود التي قدمها الراحل ابو روتق لصرح المريخ العظيم بقلمه العف النظيف عبر زاويته الشهيرته المقروءة (( القلم الاحمر )) واللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد ... اللهم فاشهد ..