ساعات قليلة وتدق ساعة الحقيقة امام المدرب الالمانى كروجر ان كان صادقا فى وعده لجماهير المريخ بالعودة من كمبالا ببطاقة الصعود لدور ال 32 فى دورى ابطال افريقيا ام انه كان يسعى لامتصاص الغضب العارم وغسل حالة الاحباط التى علقت بالنفوس عقب الهزيمة المرة والقاسية التى تجرعها المريخ امام خصمه الاوغندى كمبالا سيتى فى لقاء الذهاب بالخرطوم ,,
لاشك ان عنوان المقال يناقض حالة التفاؤل التى اشاعتها نتيجة الفوز على اهلى الخرطوم ومستوى الاداء المميز الذى قدمه المريخ فى الحصة الثانية من المباراة ولكن مع الاسف فان التسريبات التى نقرأ عنها والتلميحات التى تصدر من اصحاب القرار توحى بان نتيجة مباراة اليوم ربما تضع حدا فاصلا بين المريخ ومدربه كروجر حسب مايرى المتنفذين فى مجلس الادارة وذلك على ضوء ماصدر منهم من تصريحات عقب الاجتماع الذى ضم رئيس النادى مع اعضاء الجهاز الفنى فى وجود المدرب كروجر , حيث لايخفى على اى فرد فى مجتمع المريخ بان ماحدث فى مباراة الرد من اخطاء وهزيمة صادمة تقع مسؤوليته المباشرة على المدرب الالمانى الذى عاند نفسه وفريقه ووقع فى اخطاء ساذجة كان لها الاثر المباشر فى السقوط المفاجىء للمريخ خاصة تخليه عن عنصر الخبرة الذى يمثله الكابتن هيثم مصطفى , ولكن فى كل الاحوال نعيد ونذكر باننا لن نكون من المؤيدين لاى قرار يتعلق بمحاسبة المدرب وتحديد مصيره اذا لم يوفق فى مباراة اليوم لاقدر الله رغم ادراكنا بان اسهم المدرب قد اصبحت ضعيفة جدا ولم يعد محل ثقة رئيس النادى جمال الوالى وبالتالي لا اظنه سيجد اى حماية او دعم اذا لم يهزم المستحيل ويرد الصاع صاعين للفريق الاوغندى ويبث الخبر السعيد من هناك والذى يمثل الامل الاخير لجماهير المريخ فى انقاذ الفريق وضمان بقائه واستمراريته تحت اضواء البطولة الافريقية حتى لايتكرر سيناريو الموسم الماضى الذى غادر فيه المريخ التنافس الافريقي من الباب الواسع !
ليس هناك اى خيار امام المريخ سوى الفوز بفارق مريح من الاهداف يعادل به الكفة مع الفريق الاوغندى ومن ثم يفكر فى حسم المعركة لمصلحته , الا ان الوصول لهذا الخيار لايأتى بالتمنى والتحليل الخيالي وانما هى مسؤولية مشتركة تبدأ بالمدرب كروجر وتنتهى تحت اقدام اللاعبين الذين يدركون مسبقا بان اى نتيجة غير حسم بطاقة التاهل سيكون لها مابعدها حين العودة من كمبالا ويكفى دليلا على ذلك ماعاشه اللاعبون من حالة نفسيه سيئة بسبب الهجوم الجماهيرى والاعلامي الذى تجاوز كل ردود الفعل المتوقعة بعدما عاشت الجماهير على آمال كبيرة على ضوء الاعداد الذى توفر للفريق فى معسكر الدوحه ومن قبله الصفقات المميزة التى عقدها المريخ بضم افضل النجوم المحليين وكذلك المحترفين الاجانب فضلا عن الاستقرار الذى ينعم به الفريق بوجود كروجر الذى قضى نصف الموسم السابق مع الفريق وقاده لاستعادة لقب الدورى والفوز بكاس السودان .
كل تصريحات كروجر القادمة الينا من كمبالا تدعو للتفاؤل وتعزز من ثقة الجماهير فى اللاعبين وكذلك تحذيرات الصحافة الاوغندية التى ابدت تخوفها من ان يخسر فريق كمبالا سيتى تقدمه على المريخ ,, ولكن كل ذلك لن يغير من حقيقة ان المريخ يبحث عن تحقيق معجزة او لنقل بصيص من الامل امام خصم عنيد وقوى ومنظم ليس من السهل التفوق عليه بالكلام والامنيات ولكن بكثير جدا من البذل والعطاء داخل الملعب وهو مانتمنى ان يكون شعار اللاعبين فى مباراة اليوم حتى يتحقق الفوز الذى يسعد الجماهير وفى نفس الوقت يجنب المريخ اى قرارات انفعالية غير حكيمة تعيد النادى الى نقطة الصفر !