بهدوء
جماهير المريخ الضحية دائما !
اصبح المريخ فى حاجة الى معجزة حتى يضمن بقائه واستمراريته تحت اضواء دورى ابطال افريقيا بعدما تعرض لهزيمة قاسية او بالاصح هزم نفسه وسقط بهدفين امام فريق كمبالا سيتى على ارضه ووسط جماهيره فى امسية حالكة السواد باستاد الخرطوم !
كل الظروف كانت مهيئة امام لاعبي المريخ فى ان يقدموا مباراة احتفالية وانتصار مستحق على ضيفهم يرسمون به الابتسامه العريضة على شفاه هذه الجماهير الوفية التى اخذت مقاعدها باستاد الخرطوم قبل خمسة ساعات تقريبا من موعد المباراة ,, ولكن مع الاسف جاءت النتيجة صادمة ومؤلمة ولم تكن فى حسبان اكثر المتشائمين من انصار المريخ , بل لم تكن واردة حتى فى اذهان مدرب كمبالا سيتى رغم تصريحاته وتحدياته التى اطلقها قبل المباراة !
قدم المريخ واحدة من اسوأ مبارياته منذ معسكره فى الدوحه وحتى مباراته الاخيرة التى حقق فيها الفوز على اهلى عطبره , حيث ظهر نجومه مجرد اشباح تتحرك داخل الملعب لاحول ولاقوة لهم امام خصم عنيد عرف كيف يدافع ومتى يهاجم حتى نجح فى الوصول الى مرمى اكرم الهادى مرتين فى اقل من عشرين دقيقة ليحسم النتيجة ويضع المريخ وجماهيره تحت الضغط النفسي مع تقدم زمن المباراة الذى لم يكن فى صالح الفريق الاحمر منذ الشوط الاول وحتى الدقيقة الاخيرة من المباراة التى كانت فى مجملها عبارة عن عك وهرجلة وعشوائية فى الاداء والتنظيم من جانب المريخ مقابل تنظيم دفاعى محكم وتقدم هجومى سريع عند استلام الكرة من جانب الفريق الاوغندى الذى اثبت بالامس انه قد احترم المريخ بالفعل ولعب على اخطائه وتحرك بحرية وسهولة وسط شوارعه الفسيحة التى بانت وظهرت بين خطوط الفريق وكشفت كل عورات الدفاع وضعف الارتكاز فى مقابل غياب كامل للهجوم الذى مثل به تراورى خير تمثيل وكان الاسوأ من بين العناصر التى دفع بها كروجر وبنى عليها كل آماله فى تحقيق نصر مؤزر يختصر به مشوار التأهل لدور ال 32 لينقلب السحر على الساحر ويفوز فى نهاية المطاف الفريق الضيف بدلا عن صاحب الارض والجمهور !
نعلم بان الكثيرين سوف يختزلون هزيمة الامس ومسبباتها فى التشكيلة التى دفع بها كروجر منذ البداية وعلى غياب اسم هيثم مصطفى من قائمة ال 18 لاعبا , ولكن اعتقد ان هناك اسباب اخرى تكمن فى عقلية اللاعبين الذين استهانوا بالفريق الاوغندى واندفعوا منذ الدقيقة الاولي نحو الهجوم بحثا عن التسجيل الامر الذى سهل من مهمة هجوم كمبالا سيتى فى الوصول السريع لمنطقة جزاء المريخ والتسديد من خارج المنطقة فى تسجيل الاهداف التى اربكت اللاعبين واضعفت من تركيزهم حيث فقدوا القدرة على الدفاع المنظم للحد من سرعة هجوم الفريق الاوغندى وفى ذات الوقت انعكس هذا الارتباك على اداء باسيرو وباسكال وشميلس .
هزيمة قاسية بكل ماتعنى هذه الكلمة تعيد للاذهان ماحدث فى الموسم الماضى الذى عجز فيه المريخ من الاستمرار فى البطولة وخرج مبكرا من ميادين التنافس الافريقي , حيث اصبح الامل ضئيل جدا فى ان يحقق المريخ نتيجة ايجابية ترجح من كفته فى مباراة الاياب طالما انه قد اهدر فرصته على ارضه ووسط جماهيره وسهل من مهمة الفريق الاوغندى الذى لن يعانى من اى ضغوط فى مباراة الاياب بعدما وضع قدما فى دور ال 32 واصبح مرشحا بقوة لابعاد المريخ عن طريقه نهائيا ,,
جماهير المريخ كانت كعادتها فى الموعد وحضرت بكثافة ولم تقصر فى اداء واجبها فى تشجيع اللاعبين ولكن مع الاسف تظل دائما هى الضحية التى تدفع ثمن هذا الاستهتار والاستخفاف من جانب اللاعبين الذين لم يحترموا او يقدروا مشاعر هذه الجماهير التى كانت تضع امالا عريضه على الفريق بعدما قضى فترة مميزة من التحضير فى معسكر الدوحه توفرت فيه كل السبل الراحة والرفاهية فضلا عن الاعداد العلمي السليم ,, ولكن جاءت هذه النتيجة الصادمة والتى نخشى من عواقبها الوخيمة على موسم المريخ باكمله ,, ولنا عودة .