• ×
الثلاثاء 14 مايو 2024 | 05-13-2024
سيف الدين خواجة

نحو المدي

سيف الدين خواجة

 1  0  1377
سيف الدين خواجة
علم الفراسة !!!
علم الفراسة فيما اري انه علم شرقي بحت وفي القبائل العربية بالذات ربما لطبيعة قسوة الحياة وطبيعة نشاطها الرعوي وخوفا من اختلاط الانساب والانعام وهو علم وهبي تزيده الممارسة صقلا وربما تكون فيه جينات وراثية وتواتر بين الاجيال وهو في احوال الحياة الاجتماعية خاصة في وطن قارة كالسودان وكان حظه سابقا وافرا في حفظ نسب كل قبيلة ومعرفة طبيعة انعامها وفيه اعلام تخصصوا في فرز القبائل واخرين في قص الاثر بالذات في الجرائم والسرقات وكانت الحكومة سابقا تحدد في كل منطقة خبيرا في قص الاثر تتبعه الشرطة وهناك خبراء في قراءة الطرق والمسالك بالنجوم وهذا يؤكد ان فيه شئ من الفللك بالممارسة والتوارث من كتب الاقدمين بالذات في امر الزراعة ومواقيتها ونزول الامطار والخصب والجدب بل ان بعض خبرائه تعدي الي باطن وهو بنقرة عصاه يحدد عمق المياه ومدي عذوبتها من ملوحتها وهذا واضح من مذكرات الانجليز في براري السودان مما زاد حيرتهم في كثير من الامر في ذكاء هؤلاء الاميين ولهم طرائف كثيرة في ذلك يحكي احدهم في مذكراته انه كان يقود (طوف) ومعهم خبير من البدو وبالليل اثناء السير بدا في الافق البرق كثيفا فقال الانجليزي ننزل هنا حتي الصبح فرفض الخبير بحجة ان الامطار بعيدة وهي مسيرة الليل كله وصدقت فراسته وفي نفس تلك الايام راوا برقا بعد مسيرة يومين فقال الخواجة نواصل المسير فرفض الخبير وقال ننزل هنا والا سوف نوحل ونتعطل اقل شئ 3ايام وصدقت فراسته وهناك حكايات كثيرة كيف ان هؤلاء الاميين بنقرة عصا يحدد اشياء جيولوجية حيرت الانجليز ايما حيرة وكانت وزارة الداخلية تستخدمهم في استخراج الجنسية السودانية لمعرفتهم بتفاصيل القبائل واعراقها ومواصفاتها بل ان بعضهم اذا حدثت جريمة يحدد من ارتكبها من معرفة لاحوال المجتمع واذكر كنا جماعة نزلنا بقرية ارقي ( بلد دكتور ابو سن ) في طريقنا لزيارة مريض بمستشفي الدبة فاستضافنا شيخ العرب هناك الزعيم حسن محجوب وكان رجلا موسرا كريما كحاتم الطائي ونزلنا عنده واكرم وفادتنا وكنا شبابا لايعرفنا وظل يقول هذا من بيت فلان وهذا من بيت فلان رغم اننا كلنا اهل وارحام الا ان كلامه كن صحيحا واذكر ان مراقب محكمة بورسودان يروي كيف انهم شبابا حاولوا ان يختبروا فراسة جدي حسن فسرقوا بطيخه بطريقة جديده واخفوا اثارهم بان لفوا ارجلهم بجذور نبات الحنظل واكلوه في زريبة وجعلوا البهائم تاكل بقاياهم واختلط البذر بالروث وقال لي كعادته سكت الا ان حانت فرصة ان يلقاني وحدي فقال تعال ساعدني في كذا وانا معه قال لي ( يا ولدي انت فلان وفلان وفلان تعبانين ليه شيلوا كفايتكم من غير خراب وما في داعي تجيبوا حمارة فلان وتاكلوه في مراح فلان عشان توزعوا الجريمة علي غيركم انا عارف دي شيطنة شباب وتعدي وما في واحد بيشتكي الا في الخراب ) ومرة كان لدينا بطيخ في المراح وقال لعمي ( ياعلي اقطع البطيخة هذه استوت ناكلها اليوم بعد العشاء مع اعمامك فرد عمي نتركها لبكره فرد عليه لوان علي ابن عمك شافها بيااكلا الليلة ويقطع رزقك منها ) وفعلا روي خالنا علي كيف اكل البطيخة في نفس الليلة وتاني يوم الصباح جاء جدنا وقال لابنه ( الواطة في خشمك علي اكل البطيخة ) وروي الحكاية في المسجد فضحك الناس ومرة كان يمشي فوجد خالتنا تهرج وتدعي فسالها الخبر قالت ( 3يوم انا اسقي في البطيخ هو ماشي ميت فسالها هل تم سرقته من قبل فردت بالايجاب فضحك ضحكا شديدا وقال لها ( الاولاد سرقوا البطيخ وقلعوه من العرق وتركوا العرق مدفون عشان تتعبي تسقي علي الفاضي) ومرة في بورسودان وكنا ان نخرج بالسيارة لضرورة وجدتنا تحتضر والجو ملبد بالقيوم والبرق كالامضاء عربي وانجليزي شغال واحترنا فسال عمنا محمود الهدنوي حارس بيته فكان رده غريبا وعجيبا قال ( اذهبوا علي اقل من مهلتكم والحاجة ما فيها عوجة والامطار ستنزل في البحر وغدا صباحا ستنزل في البر وسالناه كيف تنزل في البحر قال كيف الله عالم بكل شئ لان حيوانات البحر محتاجة زيكم لماء المطر واي سمكة لو نالت نقطة واحدة تسمن لمدة سنة وامشوا البحر تلقوا السمك فرحان يطير في الهواء ويغطس وفعلا كان منظرا مذهلا من البهجة والسرور ينقصه فنان يغني ) ودائما ما اقول ان السودان بلد مجهول فيه كنوز وعلوم لدي بعض البشر ولكن ماتوا بكنوزهم خاصة بعد الهجرة الكثيفة هذه فقد ارسل لي جدي رسولا يقول ( سافرتم انت وعبدالله وعلي وبعدتم وكان عندنا علم كبير وكتير كنا نورثه لكم لكي تفيدوا الناس ولكن واضح اننا لن نلتقي ) وفعلا ما التقينا منذ عام 1980 ومثله كثيرون في شتي انحاء السودان تماسك المجتمع بهم وحين رحلوا رحلت معهم الحكمة والاسوة الحسنة واشهر هؤلاء بابو نمر ودينق ماجوك ولو كانوا احياء ما كانت ابيي خازوقا نتمرجح عليه وكذلك المك حسن عدلان والشرتايات في غرب السودان وكل شيوخ القبائل دون فرز ودائما اننا في السودان سباقون ولكن لا يوجد اعلام فالباروكة الحالية اتي ذكرها في السودان قبل مئات السنين وانظر يا هذا عمرك الله حين يغني الكابلي:ـ
في اغنيته الشعبية الشهيرة(نور عين البقا لي سهر) فيها عجز يقول (اب شعرا حلال )
ومعناها هناك شعر مستعار وهو الجورسيه الاسود الذي كانت تستطيل به النساء شعرهن وله وقع يطرد تثاؤب في الرقص الشعبي واختم بطرفه دليل علي ريادتنا فقد روي لنا جدنا هذا ذات مساء عام 1973 قال ( اليوم لو كانت في كاميرا لسجلت فيلما يضحك الناس كثيرا حيث حدث في الجروف ولدنا كامل بدوي كان مشرك للقمري وهناك قطة لابده لا يعرفها فمجرد ما الشرك قبض القطة خطفت القمرية والشرك وظل كامل يجري وراءها في الجروف ويطلب النجدة من الناس ولما فتر قال بس لو تركت الشرك وظل يبحث عنه حتي اظلم الليل ولا قمرية ولا شرك ) فضحك الناس اليست هذه كاميرا خفية طبيعية وختاما اشير لعبقريتنا الضائعة عالميا فيكفي ان اقول ان مارش البحرية الامريكية هو من تاليف الموسيقار اسماعيل عبد المعين وقد احتفلوا به في مالطا علي ظهر البارجة وتسلموا النوته منه اليس امرا محزنا الا نعرف تلك الكنوز ناهيك عن ان ننشرها للناس !!! انها عبقرية الانسان السوداني الضائعة بسبب لعنة الساسة والسياسة!!!

***هوامش رياضية
** وصل الحاج عطا المنان رئيس مجلس ادارة نادي الهلال وقد استقبلة اعضاء الرابطة واقطاب الهلال بالدوحة مع السفارة السودانية وعقد اجتماعا مطولا مع مجلس الرابطة مساء نفس اليوم استمر لساعة متاخرة من الليل وسيلتقي الاهلة بالدوحة مساء بالمركز الثقافي السوداني وسيكون ملئ بالحوار البناء في طريق ترقية الاداء بالنادي الكبير وبما يملك الرجل من فكر مؤسسي ومرتب ومنظم حيث اتضح ذلك من بعض الاشارات الذكية التي ارسلها لمن حوله مما يؤكد ان الرجل اداري من طراز فريد نامل ان ينعكس ذلك في العمل المؤسسي بالنادي الكبير والذي ظل حلم الجماهير لعقود من الزمان !!!
** ظهر جدول مباريات الدوري الممتاز في نسخته الجديدة ونامل ان نشهد موسما ساخنا يعيد الحياة لدورينا ومنافساتنا روحا تزكي روح التنافس الشريف والامل كل الامل ان تتضافر كل الجهود لاخراج موسم يكون نواه للمستقبل من اجل مستقبل مشرق للكرة السودانية وهذا يتطلب ليس المال وحده وانما العمل الدؤوب بعيدا عن الصراعات الشخصية والانتماءات الضيقة في العمل العام وهذه واحدة من اكبر المعوقات واس البلاوي في هذا الحقل الذي يحتاج اول ما يحتاج الي الحياد والعمل بمؤسسية ومهنية منضبطة !!!
** اعتقد معسكرات الهلال والمريخ هذه المرة من انجح المعسكرات من كل النواحي ونامل ان ينعكس ذلك علي الاداء في المنافسات المحلية والقارية وان ينعكس كل ذلك علي الفرق القومية والتي يجب علي الدولة بالتنسيق مع الاتحاد العام الصرف عليهادون اي تلكؤ او مخادعة وان تخفف رويدا رويدا من تدخلها في الاندية وعليها بالعدل في ذلك حتي تاخذ المنافسات الوهج اللائق بها وان تكون هناك اليات لهذه المساعدات اللوجستية !!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : سيف الدين خواجة
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    sasa 01-29-2014 09:0
    شكراً خواجة على العمود الدسم، وفي اتجاه آخر يوجد تساؤل كبير وهو لماذا نضيع أجمل أيام السنة في السودان لممارسة كرة القدم وهي شهور الشتاء بتقويم كروي غريب يبدأ في الدوري في بداية لاصيف وسلعب أثناء الخريف الشاق في التنقل وتوفر الميادين بالسودان؟؟ أجرو الكتابة عن هذه النقطة،،،،
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019