بهدوء
مريخ عظيم وجمهور اعظم !
لن اكون منصفا اذا لم ابدا هذا المقال بالحديث عن الجمهور العظيم بعظمة السودان الذى رسم لوحة وطنية مشرفة ليس بحضوره المبكر على مدرجات استاد السد ولكن بادائه لواجبه الوطنى فى رفع معنويات اللاعبين , فكل من استمع لتلك الحناجر وهى تؤدى بنغمة واحدة فى الجزء الاخير من المباراة لابد ان ينتابه احساس واحد وشعور عميق بمدى عشقنا النبيل لكرة القدم .
اعتقد ان كل من كان بالاستاد من الجنسيات الاخرى لابد ان تسيطر عليه عليه الدهشة والاستغراب وهو يشاهد هذه الجماهير تتغنى باسم السودان والمريخ رغم خسارة فريقها امام نادى فى حجم وقامة العملاق البافارى بايرن ميونيخ , فهى بالفعل هزيمة وخسارة بحسابات ومنطق كرة القدم ولكنها فوز وانتصار بمقاييس ومعايير الاداء والروح القتالية لفريق مثل المريخ لم يدخل الى فورمة الاعداد التنافسى حتى الان وفى وجود خمسة لاعبين يظهرون للمرة الاولي بالشعار الاصفر فى تشكيلته التى خاض بها هذه القمة التاريخية ,, فكل من شاهد المباراة من داخل الاستاد او عبر التلفاز لابد ان يضع مثل هذه الفوارق الفنية فى حساباته قبل اى حديث عن اسباب او مسببات الخسارة ,, لقد شرفنا نجوم المريخ ورفعوا رأسنا فوق هامات السحاب مثلما شرفنا هذا الجمهور العظيم الذى تنادى من كل انحاء قطر وكذلك من دول المهجر من الامارات والسعودية والبحرين وسلطنة عمان بل ومن فرنسا وامريكا جميعهم حرصوا ان يكونوا حضورا وشهودا لهذا اللقاء التاريخى فكان العناق وتبادل التهانىء والتبريكات فى مشهد من النادر جدا ان تجده من كافة الجاليات الاخرى المقيمة فى دول الخليج ,, انه السودان وكذلك المريخ الذى صنع لنا هذا الحدث الفريد وكتب تاريخا جديدا لكرة القدم فى اذهان الالمان وكذلك فى ذاكرة الجيش المرافق لفريق بايرن ميونيخ من الصحفيين والاعلاميين الذين كانوا يجلسون على مسافة قريبة منا على مقصورة الصحفيين داخل الاستاد و ارتسمت على وجوههم ملامح الدهشة والاستغراب على صمود فريق المريخ الذى استعصت شباكه الحمراء على ريبيرى ورفاقه فى الوقت الذى كانوا قد مزقوا فيه شباك برشلونه بثلاثة اهداف فى الحصة الاولي من المباراة التى كانت قد جمعت بين الفريقين فى دورى ابطال اوربا الموسم الماضى .
انه المريخ الذى اثبت بالامس ان الكبير دائما مايظهر امام الكبار مهما كانت الظروف والتحديات التى سبقت المباراة , فاكثر من المتشائمين لم يكن يتوقع ان يخسر المريخ بهذه النتيجة , بل حتى كروجر ربان السفينة الحمراء قالها بوضوح دون مداراة او خجل قبل المباراة بانه لو خسر بالعشرة فهو فائز طالما انه يواجه فريقا كامل الدسم مثل بايرن ميونيخ , بل حتى الذين كانو ينتظرون ( الفضيحة ) والهزيمة الكارثية التى بشروا بها قرائهم فى صحف الامس وطوال الايام الماضية لم يترك لهم المريخ مايكتبونه اليوم وغدا وبعد غد وطوال الايام القادمة , فالخسارة بهدفين اذا كانت قد نالت رضا جماهير المريخ وكل الرياضيين من اصحاب الافق الواسع فهى بلا شك قد اخرست فى المقابل صحافة الشماتين والافاكين والمضلليين الذين حاولوا واجتهدوا فى نشر الاكاذيب وزرع الفتنة بين العملاق اكرم ونائب الرئيس .
لن اضيف جديدا اذا تحدثت عن روعة الاداء وقوة العزيمة والارادة التى دخل بها نجوم المريخ ارض الملعب وفرضوا اسلوبهم الدفاعى على الفريق الالمانى فى الحصة الاولي وكذلك التحول بشجاعة نحو الهجوم السريع فى الحصة الثانية , فالجميع داخل وخارج الاستاد قد شاهدوا التفاصيل كاملة واطمأنوا على مستوى الفريق فى اول ظهور له فى العام الجديد , ولكن اعتقد ان اكرم يستحق ان نمنحه وسام الجدارة والشجاعة فى الزود عن مرماه بامتصاص كل الفرص التى كانت بمثابة اهداف مضمونة , وكذلك على جعفر وامير كمال اللذان تكسرت تحت اقدامهم الخطورة الالمانية ولن ننسى طبعا خط الدفاع المتقدم باسكال وباسيرو اللذان شكلا ثنائية سيكون لها مابعدها فى الايام القادمة , اما سيدا فيكفى انه كان على لسان الجميع بالاستاد , وكذلك تراورى الذى اكد انه قيمة فنية ثمينة وقوة هجومية ستزداد بريقا ولمعانا كلما اشتد عليه الطرق والضرب فى مقبل الايام ,, ايضا السيد كروجر ومساعده ابراهومه يستحقان التهنئة على حسن ادارة المباراة والتعامل مع مجرياتها وقيادتها حتى خرج المريخ بهذه النتيجة ,لم يقصر المدرب الالمانى فى منح الفرصة لاكبر عدد من نجوم الدكة فى الحصة الثانية دون خوف من عواقب التغيير .
عموما قدم المريخ نفسه كما ينبغى وشرف الجميع وادخل الطمأنينة على جماهيره قبل مواجهة كمبالا سيتى فى تمهيد دورى الابطال ,, وجمعه مباركه .