• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024
ولاء مدني

تسجيلات الأندية... الوهم الحزين

ولاء مدني

 0  0  2411
ولاء مدني
تسجيلات الأندية... الوهم الحزين

مضى عام سمى عام 2013 ومضت قبله أعوام قاربت الستون عاماً أو سبعون وفي ذاكرة المحب لهذا الوطن مثلي ربما تكون مئات السنين، وفي كل عام يمضى يحصد الزراع ما زرعوا ويجرد التجار ما كسبوا وكلهم يخططون لموسم قادم لتزداد وتزهر زراعتهم أو تجارتهم إلا نحن قبيلة الرياضيين واخص هنا فخد من فخود هذه القبيلة وهو كرة القدم.
تدور ساقية كرة القدم بعد كل موسم فنعيش في بطولات وهمية في ما حققناه محلياً وتدور الساقية لتغطي على خيبتنا القارية والدولية بان نصنع بطولات وهمية أخري في تسجيلات اللاعبين المحليين والأجانب الذي يتمتعون بمهارات أسوء من مهارات المحليين ولكننا نزينهم ونربت على أكتاف نمور من ورق لنصنع أمل زائف لجماهيرنا المغلوبة على أمرها بأن هذا اللاعب سيصنع المعجزات ويحقق لنا كل البطولات.
أحبتي الكرام لقد ركضتم لسنوات عديدة وانا واثق بأنكم قد بذلتم خلالها ما بزلتم وما زلتم تبذلون جهود مضنية وصرفتم خلالها ملايين الدولارات والجنيهات وسكبتم الدموع والعرق ولعقتم الافراح والاحزان من أجل أن تجدوا لكم مكاناً في الخارطة العالمية أو القارية ولم توفقوا وهذا لوحده مؤشر هام بأننا نسلك الطريق الخطأ، ولابد لنا من وقفة نستعيد فيها أنفاسنا ونراجع ونحاسب فيها أنفسنا بل علينا الاستعانة بصديق ... فليس عيباً أن نستعين بأبناء السودان العاملين في الخارج من إداريين ومدربين والعاملين في مجال الطب الرياضي وغيرهم... ليس عيباً أن نستفيد من أفكار غيرنا طالما أن الهدف واحد وهو رفعة هذا الوطن على مستوى أنديته ومنتخباته، فنحن المغتربين يسكن الوطن في أحشائنا وخيالنا نحمله بين ضلوعنا وعلى اكتاف عقولنا، لان حياتنا تفقد قيمتها ومعناها أن لم نحس بإحساس الوطن ..ونتفاعل مع انجازاته وإخفاقاته.
أتابع هذه الأيام تسجيلات الأندية السودانية والركض وراء ما يسمون بالمحترفين الأجانب، أحبتي الكرام أن الهدف من اللاعب الأجنبي ليس فقط لتحقيق بطولات ولا أحرز أهداف خاصة إذا كان من النوعية التي نتعاقد معها والتي يفتقر معظمهم (إلا من رحم ربي)، لأداء المهارات الأساسية لكرة القدم بالطريقة الصحيحة وارجعوا لكل أشرطة المباريات وراجعوا طريقة استلامهم وتمريرهم وضربهم للكرة حتى أنهم أضاعوا ضربات جزاء كانت حاسمة لعدد من أنديتنا، أن المحترف نريده بمواصفات يستفيد منها اللاعب المحلي..ونريد أن يستفيد منها الشباب والناشئين ..نريد أن يتأثر به البراعم لنحقق الطفرة التي نريدها، وقد حدثت هذه الطفرة في السعودية حينما جلبت اللاعب البرازيل ريفالينو وليناردو افيلا لاعب فالامينغو البرازيلي وطارق دياب ونجيب الأمام ..فأحدثوا نقلة نوعية في الأداء لتأثر معظم اللاعبين بهم واحتكاكهم معهم في فرقهم أو في الفرق التي لعبت ضدهم...وبخاصة البراعم والناشئين الذي شكلوا جيل العصر الذهبي للكرة السعودية، وكثير من الأمثلة أمامنا وبثمن ثلاثة أو أربعة محترفين.... تعاقدوا مع محترف واحد ذا قيمة فنية وإعلامية فيغطى لكم جزءاً من مصروفاتكم عبر الوسائل الإعلانية والإعلامية بل أن ظهوره ربما يتيح لكم فرصة بيعه لنادٍ أخر فتكتسبوا سمعة في العالم الخارجي طالما عجزتم أن تحققوها في الملاعب الخضراء، وريال مدريد قد عوض مبلغ 94 مليون دفعها لرونالدو لأربع سنوات من بيع قميصه في عام واحد، وبلا شك يتقولوا وين انحن وين رونالدو؟ هذه هي الروح الانهزامية التي نخاف منها.
والحزن يمتلكني في كل جزء من قلبي حينما أرى الصراع على النجوم الكبار الذين قدموا لهذا الوطن الكثير، وما زلنا نتصارع على تسجيلهم مما يؤكد بأننا لا نسعى من خلال هذه التسجيلات مصلحة الفريق بل نكاية بالغير ممن يظهرنا أمام الجميع بأننا ندير الأمور بعواطفنا وليس بعقولنا ....ماذا نقول لشبابنا الذين يطمعون في التصعيد ويأملون أن تتاح لهم الفرصة ليبدعوا في الملاعب ويملوها حيوية ونشاط، ذكرتني بقصة (للفنان المرح أبو داود حينما سأله احدهم عن الفنانيين (البرنسات) فقال له البرنسات هينين الكلام عربات التراب الرجعت تغنى تأني.)
أحبتنا الكرام ليس كل من يلعب كرة القدم يمكنه أن يكون لاعبا محترفاً، وذلك لعدة أسباب، إذا توفرت المواصفات التي اذكرها فلنتعاقد معه فهو لا يقل كفاءة عن أي لاعب محترف وإلا فيكون ذلك هدر للمال العام ومضيعة للوقت وتعميق الوهم الذي ظل في قلوبنا لعشرات السنين.
فعنصر اللياقة البدنية يعتبر من أهم العناصر وليس كافياً إجراء الفحوصات الطبية بل يجب أن يخضع اللاعب لاختبار اللياقة البدنية خاصة أن معظم هؤلاء اللاعبين مغمورين عالمياً، نستثنى من ذلك رونالدو أو ميسي إذا تعاقدنا معهم.
اللاعب السوداني مشهور بأدائه البطيء، البطء في الحركة بالكرة أو بدون كرة والبطء في الأداء نتيجة لعدم تقنين الاستفادة من المهارة الفردية مما جعل معظم المهارات الراقية لدينا مهارات للاستعراض، وهي عيب كبير، لذلك لابد أن يتمتع اللاعب المحترف باللياقة البدنية العالية المصحوبة بعنصر السرعة حتى يغطى على النقص في لاعبينا ولإجبارهم على مجاراة سرعته بل دخول التحدي بالتفوق عليه.
يجب أن يتمتع اللاعب المحترف بميزات قدرته على التوافق العضلي العصبي وهو عنصر هام لأنه يجب على العقل والأعصاب أن تكون قادرة على التحكم الدقيق في العضلات حتى تؤدي دورها وتطبق ما يطلب منها، وهذه يمكن أن تختبر عبر اختبارات متخصصة تبرز هذا العنصر بطريقة واضحة (ساورد ذلك بالتفصيل في مقال أخر أن كان في العمر بقية).
أيضاً يجب أن يخضع المحترف إلى اختبارات الذكاء، لان معظم خطط اللعب تركز على الاستفادة من تكنيك اللاعب وذكاءه وسرعة البديهة عنده وخاصة في المهمات الخاصة أو الحلول الفردية حسب نظام اللعب، وحتى يستفيد الفريق من هذه الميزة التي تحدث الفارق وتستفيد منه الاجيال القادمة، اما اذا استمر مسلسل (البلادة) الذي نشاهده من الللاعبين الاجانب عندنا فعلى اجيالنا القادمة السلام.
لاحظت في عدد كبير من المحترفين المحليين والأجانب أن الأنانية والتركيز على اللعب الفردي هي السمة البارزة في أداء عدد كبير منهم خاصة حينما يفلت زمام نظام اللعب ويجتهد كل لاعب، فأنانية اللاعب تولد الحقد و الكراهية له من زملائه ومن الجماهير ومن المحتمل أن تشكل عاملاً نفسياً سلبياً له فيؤثر على عطائه وإنتاجيته داخل الملعب وربما على الأداء الجماعي للفريق ولا باس ان كان ذلك في إطار الحلول الفردية التي يفرضها المدرب.
ونأتي للأهم وهو المهارة الفردية التي يجب أن تغلف بغلاف سميك من المهارات الأساسية، أن أشاهد لاعباً أجنبياً أو محلياً محترف أو لاعباً يمثل الوطن عبر أي من منتخباته ويفتقر إلى المهارات الأساسية فهذا عيب كبير فينا كلنا، بل مأساة رياضية لمستقبل كرة القدم السودانية لان هذا اللاعب يشاهده البراعم والناشئين والشباب بل وزملائه في الفريق، فيظهر عنصر التناقض في عقول الصغار ويمتلك الحزن الكبار لأنهم يتحسروا على الأموال التي ضاعت في مثل هذا اللاعب، بل يصيب الإحباط اللاعبين في دكه الاحتياط الذين يمتازون بمهارات أفضل منه.
أحبتنا الكرام هل حددنا في يوم من الأيام لأي من اللاعبين المحترفين أسلوب تعامله مع الإعلام والجمهور وصغار اللاعبين في النادي وطبقنا عليه لائحة الاحتراف في ما يخص المحافظة على لياقته البدنية والالتزام بالنوم المبكر وأداء التدريبات الأساسية والفرعية ..هذا مجرد سؤال؟
إذا أردنا نعمل باحترافية في عملنا الرياضي، فيجب أن نأتي بخبراء وإداريين محترفين وإذا ما زالت العقدة التي تسيطر على عقولنا بأننا خبراء ولا نحتاج إلى خبراء ولا إداريين محترفين فسنمضى خمسون سنة قادمة والساقية لسع مدورة.
ختاماً احمل لكم هم إخوتي المغتربين ونحن جميعنا نحس بان حياتنا بلا قيمة ولا معنى إذا لم نحس ونتفاعل مع كل ما يهم أمر هذا الوطن عبر أنديته واتحاداته بل وكل رياضاته وأتمنى أن نجعل من العام الميلادي الجديد، عام للانجاز والخروج من بؤرة الهزائم النفسية والروحية التي لحقت بنا وبأبنائنا، وكما قيل (عشان أولادنا ما تضوق الهزيمة). ولنا عودة.....
مع الأمنيات الطيبة للجميع

أخوكم
د.محمد الخير الشيخ
Elcoach2005@hotmail.com

- - - - - - - - - - - - - - - - -
تم إضافة المرفق التالي :
السودان الوطن.doc
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ولاء مدني
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019