بهدوء
مشكور اخى البرير !
نجح المريخ فى عبور النيل وتجاوز المطب الصعب فى اللحظات القاتلة بهدفين حافظ بهما على صدارته وحظوظه القوية فى التتويج باللقب الغالي بعد مباراة مرت ثقيلة على قلوب كل المريخاب لاسيما بعد تقدم النيل بهدف السبق مع بداية الحصة الثانية ,, قبل ان يأتى الفرج على يد البديل المنقذ محمد موسى ومن خلفه درة الملاعب البرنس هيثم مصطفى الذى استخدم كل خبرته وموهبته الراقية فى صناعة التمريره السحرية التى حولت مجرى المباراة لصالح الفرقة الحمراء وكتبت للمريخ انتصارا مستحقا بكل ماتعنى هذه الكلمة .
سيكون نوعا من الترف اذا توقفنا كثيرا عند مستوى الاداء الفنى ومسلسل اهدار الفرص وغيرها من الظواهر السالبة التى حرقت الاعصاب واصابت انصار المريخ داخل وخارج السودان بالاحباط , فليس مهما البحث والتنقيب والتحليل عن ماجرى فى الحصة الاولي وعن ( الاهداف المضمونه ) التى ذهبت ادراج الرياح من تحت اقدام اوليفيه ورمضان عجب واحمد الباشا على مدار الشوطين ,, نعم ليس مهما التوقف عند الهوامش طالما ان النقاط الثمينة اضحت فى رصيد المريخ ومنحته الافضلية فى نهاية المطاف على مستضيفه النيل الذى ظهر كما توقعنا مستاسدا وعنيدا وكأنه ينافس على اللقب وليس على الهروب من الهبوط , وهى واحدة من عيوب اندية القاع التى تنام طوال الدورة الاولي ونصف الدورة الثانية ولاتصحو الا عندما يضعها جدول المسابقة فى مواجهة المريخ كما فعلت المورده والنسور من قبل !
لعب سيدا دورا كبيرا فى انقاذ سفينة المريخ من الغرق فى النيل وكان صاحب اليد الطولى فى هذا الفوز الى جانب زملائه الذين اجتهدوا وادركوا موقفهم الحرج فى الحصة الثانية التى كان فيها المريخ متأخرا بهدف حتى لحظة تسجيل هدف التعادل ليرتفع بعد ذلك ايقاع الاداء المريخى للضعف ومن ثم ترجيح الكفة بهدف الفوز الغالي من تمريرة سيدا التى اكد بها من جديد انه مكسب كبير للمريخ وقيمة فنية نادره لايعرف ثمنها الغالي الا الحكماء امثال السيد طه على البشير الذى وصف شطب سيدا قبل ايام بانه خطأ لايغتفر لمجلس ادارة نادى الهلال وشاركه فى هذا الرأى العشرات بل الالاف الا من ابى ( ياعم ابراهيم ) ممن يعرفون قيمة النجوم ,, اعتقد ان كل من شاهد اداء هيثم مصطفى بالامس وهو يستخدم كل خبرته المكتسبة فى ترجيح كفة فريقه بتلك التمريره الساحره لابد ان يساند طه على البشير فى حديثه ويقف مناصرا له فى وجهة نظره امام ( الهجمة الشرسه ) التى يتعرض لها من الآلة الاعلامية المواليه للسيد الامين البرير ,, ولكن فى ذات الوقت اعتقد من الواجب ايضا على اهل المريخ الذين اسعدهم سيدا بذكائه الخارق فى تغيير نتيجة المباراة لمصلحة فريقه من واجبهم ان يتوجهوا مرة ومرات بالشكر الجزيل والتقدير الكامل للسيد الامين البرير على قراره الجرىء الذى فتح الطريق امام هيثم مصطفى لينضم بكامل ارادته ورغبته لكوكبة النجوم الحمراء ويكون واحدا من صناع انجازه المرتقب فى التتويج بلقب الدورى وكذلك بكاس السودان انشاء الله .
شاءت الاقدار ان يدفع كروجر بالبديل محمد موسى فى الشوط الثانى وفى تلك اللحظات التى مرت ثقيلة على جماهير المريخ من اجل زيادة الجرعات الهجومية ليعطى دخول محمد موسى اكثر من معنى ومغزى وينال شرف ( المنقذ ) للمريخ باغلى هدف نحسب بانه سيكون خالدا فى اذهان كل المريخاب وعلى رأسهم الذين هتفوا ضد البلدوزر من قبل وحكموا عليه بالاعدام عندما جانبه التوفيق وعانده الحظ فى التسجيل فى شباك الخرطوم الوطنى ,, هؤلاء مطالبون بالاعتذار للاعب ولمدربه الالمانى الذى كان المدافع الوحيد عنه ووصفه باللاعب المطيع الذى ينفذ بدقة كل مايطلب منه ,, لم يتخلى كروجر عن محمد موسى ولم يغتال طموحه كما يفعل كثير من المدربين الذين ترهبهم وترعبهم هتافات الجماهير ويعملون برؤية المدرجات والاعلام المتعصب حتى لو كان ذلك ضد قناعاتهم ,, لم ينساق كروجر وراء ذلك لانه ليس كبقية المدربين , فهو يعمل بقراره ورؤيته لاسعاد جماهير المريخ .
عموما انتهت ( سالفة ) النيل وفى انتظار لعبة القط والفأر بين الاتحاد العام واندية الممتاز فى الجوله رقم 25 !!