بهدوء
المريخ يهاجم والهلال يدافع !
العزف على وتر التحكيم لازال هو الشعار الطاغى قبل 24 ساعه من موعد مباراة القمة التى ستجمع بين العملاقين غدا الخميس ,, فبعد البيان الذى صدر من نادى المريخ متهما الحكام بالتساهل مع الهلال والرد الذى صدر على لسان مسؤول فى لجنة التحكيم , يدخل رئيس نادى الهلال الامين البرير على الخط مؤكدا على ثقتهم الكبيرة فى لجنة التحكيم وقدرة سكرتيرها صلاح احمد محمد صالح فى اختيار طاقم تحكيم شجاع يخرج بالمباراة الى بر الامان , وطالب البرير اللجنة بعدم الكشف عن اسماء الطاقم المرشح لادارة المباراة !
هذا السجال بين الناديين يخفى من ورائه الاحساس بالخوف من النتيجة والذى يسيطر على اذهان الاداريين وخوفهم من ردة الفعل الغاضبة من الجماهير , فالاخطاء التحكيمية لن تتوقف بمثل هذه البيانات والتصريحات التى يختلف مضمونها من ناد الى اخر , فاذا كان المريخ هو من بدأ فى اطلاق اشارات التحذير ضد الحكام على ضوء ماحدث فى مباراة الهلال ومريخ الفاشر والتى استدل بها على التساهل فان تصريحات الامين البرير التى جاءت ضمن حواره مع الزملاء فى صحيفة الاسياد لاتعنى باى حال من الاحوال رضائهم الكامل عن حال التحكيم وانما هى نوع من المكايدة والمناكفة التى يستفيد منها الاعلام فى ظل الاجواء الساخنة التى تسيطر على الوسط الرياضى مع اقتراب موعد القمة المصيرية .
ليس صعبا على لجنة الاخ صلاح احمد محمد صالح من التزام السرية وعدم الكشف عن اسماء الطاقم المرشح لادارة المباراة فقد سبق وان طبقت اللجنة هذا الاسلوب فى اكثر من قمة سابقة وتركت الباب مفتوحا امام الصحافة الرياضية لتجتهد فى معرفة طاقم التحكيم , ولكن كل ذلك لم يغير من مستوى الاداء التحكيمى او يوفر الحماية لحكام المباراة الذين دائما مايخرجون من ملعب القمة تحت حماية الشرطه ,,
اعتقد ان هذا الاهتمام بالتحكيم وماسيقدمه فى المباراة لو تحول نحو التحضير والاعداد وتوفير الاجواء المثالية للاعبين واجهزتهم الفنية سيكون افضل بكثير من هذه ( الرجفة ) التى تصدر من الاداريين سواء عبر البيانات المنشورة او التصريحات الشخصية ,, كل نادى عليه ان يضع ثقته الكاملة فى لاعبيه ويخفف من الضغوط عليهم بدلا من اعطائهم الاحساس بان التحكيم سيكون ضدهم ,, فهناك لاعبين يأخذون مثل هذه البيانات والتصريحات على محمل من الجد ويدخلون المباراة وهم مشحونين ضد الحكم مما يعرضهم لعقوبات الانذار او الطرد ,, وهناك الكثير من الاحداث التى افسدت اجواء مباريات القمة السابقة والتى لازالت راسخة فى الاذهان بسبب انفعالات اللاعبين واحتكاكهم مع الحكام احتجاجا على قرارات تحكيمية لم ترق لهم اثناء المباريات .
الدعوة لقمة خالية من العنف والخشونة يسودها اللعب النظيف داخل وخارج الملعب والتى اطلقها سعادة الفريق طارق عثمان الطاهر هى بلا شك دعوة مثالية فى هذا التوقيت الذى يسبق المباراة ,ونثق فى انها ستجد قبولا واذآنا صاغية لدى كل العقلاء فى الناديين خاصة بعد الاحداث المؤسفة التى صاحبت مباراتى القمة فى ختام الموسم الماضى وما افرزته من اثار سالبة واضرار بالممتلكات وتهديد للامن فى الملاعب ,, اعتقد ان مثل هذه الدعوات افضل بكثير من التبارى فى اصدار البيانات والتصريحات التى تعمق من ظاهرة المكايدات والمنكافات وروح العداء بين جماهير الناديين , فكل من يعتقد بانه يستطيع ان يجنب فريقه اخطاء الحكام او يستميلهم الى جانبه من خلال البيانات والتصريحات فهو مخطىء ,, كل مباريات القمة لاتخلو من الاخطاء التحكيمية حتى لو لم تغير من النتيجة النهائية !
الخوف ليس من اخطاء التحكيم وحده بل ايضا من تصرفات بعض اللاعبين التى قد تكون نتيجتها كارثية على الفريق والجماهير !