بهدوء
هدية ثمينة من الهلال !
لم نكن نعلم الغيب عندما كتبنا فى هذه المساحة بالامس ان هلال الجبال لديه من الدوافع والطموح مايكفى لتعطيل مسيرة المريخ نحو اللقب ,, وهو ماحدث بالفعل فى مباراة الامس التى خرج منها المريخ بالتعادل بعدما كان متأخرا بهدفين مقابل هدف فى الحصة الثانية ,, فهو تعادل بطعم الهزيمة خاصة فى هذا التوقيت الذى يفترض ان يحافظ فيه المريخ على تركيزه الذهنى وهو على اعتاب اداء مباراة القمة التى ستجمعه مع غريمه التقليدى الهلال فى الجولة القادمة من الدورى الممتاز !
لم نشاهد المباراة فى ظل استمرار ازمة البث التى يقال انها قد اقتربت من طريق الانفراج من خلال اتصالات ووعود اطلقها وزير الاعلام الدكتور احمد بلال عثمان الذى نتمنى ان يصدق فى حديثه وينجح فى ايجاد الحل الجذرى الذى يعيد ماتبقى من مباريات الدورى الممتاز الى شاشة التلفاز حتى يسهل على الجميع فى الداخل والخارج متابعة المباريات مباشرة كما هو الحال فى كل دول العالم من حولنا التى تحترم الرياضة وتعمل على بثها عبر الفضاء بما يرفع من معنويات اللاعبين والمدربين .
الزملاء فى الاذاعه السودانية مشكورين وهم يحرصون على النقل المباشر حتى وان كان ذلك لايقدم لك الصورة الكاملة التى يمكن من خلالها ان نحكم على تفاصيل ماجرى فى ملعب كادوقلى ولكن فى كل الاحوال فان نتيجة التعادل سواء عبر الاثير او التلفاز هى مصدر احباط لجماهير المريخ التى كانت تامل فى الفوز والحسم المبكر خاصة وان نتيجة التعادل التى فرضت نفسها على مباراة الاهلى والهلال فى عطبره تصب فى مصلحة المريخ وصدارته للدورى الممتاز وتعتبر بمثابة الهدية الثمينة التى حفظت للمريخ الفارق الذى يفصله عن غريمه الهلال !
تقدم المريخ بهدف كليتشى لم يضعف من حماس هلال كادوقلى بل كان دافعا له فى الوصول الى شباك عصام الحضرى بعناصر الخبرة ممثلة فى صالح الامين وعبده جابر فضلا عن النجم الشاب وليد علاء الدين وهو مايؤكد بان هلال الجبال لديه من ( الكشافين ) الذين ينتقون له افضل العناصر حتى لايهدر فلوسه فى صفقات مضروبة كما يفعل غيره من مسؤولى الاندية الاخرى , فالنتيجة بلاشك مكسب كبير لصاحب الارض والجمهور لحجز مقعده فى المركز الرابع ليبقى ضمن اندية الصدارة بشرط ان يحافظ الفريق على مستوى ادائه الفنى فى بقية مباريات القادمة ,, وفى المقابل فان خسارة المريخ لنقطتين بالتعادل لاتعنى انه قد خسر فرصته فى المنافسة على اللقب فهو لازال على الصدارة حتى وان اهتزت بالامس ولكن يبقى التحدى الاكبر امام لاعبى المريخ وجهازهم الفنى تجاوز اثار هذا التعادل والخروج منه باسرع مايمكن قبل مواجهة الهلال بروح جديدة ,, فاذا كنا قد وصفنا لقاء الامس بانه ( مباراة بطولة ) فان لقاء القمة يمثل للمريخ معركة مصيرية لاتقبل انصاف الحلول حتى يعوض ماخسره من نقاط فى كادوقلي ومن ثم يزيد من الفارق الذى يفصله عن الهلال حتى يتمكن من حسم الدورى مبكرا ,,
نعلم ان نتيحة التعادل ( صادمة ) وقاسية على نفوس جماهير المريخ وندرك بان ردة فعل بعض الزملاء ستكون عنيفة ضد الجهاز الفنى وان الكابتن ابراهومه سيكون له ( نصيب الاسد ) من الهجوم العنيف بوصفه المسؤول عن ادارة مباراة الامس رغم وجود كروجر الى جانبه , ولكن كل ذلك لن يعيد لرصيد المريخ فارق النقطتين اللتان خسرهما فى كادوقلي فالمطلوب ان يقف الجميع الى جانب اللاعبين وتهيئة الاجواء لهم من اجل الاعداد البدنى والذهنى قبل مواجهة الهلال فى القمة المرتقبة التى نتوقع ان تكون نتيجتها فاصلة وحاسمة لبطولة الدورى بشرط ان يستعيد فيها المريخ نغمة الفوز بدلا من التفريط واهدار النقاط كما حدث بالامس .
تعادل المريخ مع هلال كادوقلى وكذلك تعادل اهلى عطبره مع الهلال يكشف عن قوة المنافسة فى الدورى وان القادم ربما يخفى الكثير من المفاجآت التى تعطل من مسيرة المريخ والهلال فى الجولات القادمة .